أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نضال نعيسة - لول: وأعداء الضحك والابتسام














المزيد.....

لول: وأعداء الضحك والابتسام


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3000 - 2010 / 5 / 10 - 03:24
المحور: الصحافة والاعلام
    


برنامج لول الذي يقدم من على شاشة تلفزيون الـ OTV اللبنانية الخاصة، التابعة للعماد ميشال عون، أضحى واحداً من أكثر البرامج شعبية في القنوات الناطقة العربية، ويقوم على تقديم بعض النكات والقفشات الشعبية المتداولة ويقدمه هشام حداد، وأرزة شدياق ويستضيف البرنامج في كل حلقة ثلاثة ضيوف تقريباً من وجوه الفن والغناء، ويقدم البرنامج كل يوم أحد في بعد نشرة أخبار ويحظى بمتابعة واسعة من جمهور متعدد الشرائح والمشارب والأذواق الفنية والثقافية. (يكون توقيت البث أحياناً ذا مغزى هام، كونه يتم في وقت الذروة، أولاً، وفي نفس وقت برامج أخرى ذات شعبية بغية المنافسة وسحب الأضواء منها، وهذا البرنامج يبث في نفس موعد بث الشريعة والحياة للشيخ القرضاوي، كما فعلت ذات يوم إحدى القنوات العربية حين بثت برنامج من سيربح المليون، في نفس موعد بث برنامج الاتجاه المعاكس الشعبي والشهير في أوج احتدام صراع وحملات إعلامية بين دولتي البث ولسحب البساط من تحت أقدام البرنامج الذي يتمتع بأعلى المشاهدات في الجزيرة).

ولول LOL تعني، واختصاراً للعبارة الإنكليزية laughing out loud أو laugh out loud ، القهقهة، والضحك بصوت عال. فبعض النكات والقفشات في البرنامج، وطريقة تقديمها، تستدعي فعلاً نوعاً من القهقهة والضحك بصوت عال.ٍ وفي الحقيقة فحاجتنا كبيرة لهذا النوع من البرامج الضاحكة والتي تبعث في النفس السرور والانشراح، بعد أن ملّ المشاهدون صور القتل والتفجيرات، وبرامج الرعب والحقد والسب واللعن والتكشير، التي تحفل بها قنواتنا الناطقة بالعربية، وكل الحمد والشكر لله، والوجوه العابسة والمكفهرة والشخصيات الموتورة، ووزراء ثقافة الطلقاء وأحاديث الثعبان الأقرع وعذاب القبر والملكين أنكر ونكير. فعلى الأقل تنسى كل ذلك، وترى إن لم يشرح النفس فهو لا يسمّها، وأزياء وأشكال حضرية مدنية، بدل أزياء ووجوه أولئك البدو القساة الغلاظ الأجلاف/ كما وصفهم سلمان العودة، والذين دخلوا بيوتنا وغزوا شاشاتنا بكل ما هو غث ومرعب ومناظر تفسد الذوق العام وبكل أطروحاتهم البدوية الهمجية القادمة من حقب الظلام والرعب. وتشعر لوهلة أنك عدت لزمن جميل وآفل مضى ما قبل الحقبة البدوية الهمجية، التي قضت على قيمة عليا وأفسدت الذوق والجمال وأرواح الناس.

وبغض النظر عن تلك النكات التي تحمل أحياناً بعض المفردات ذات الإيحاءات الجنسية الفاقعة وغير المألوفة في الإعلام الرسمي الناطق بالعربية، ليس لأنها كفر وفسق وقلة أدب و"رذيلة" وتتطرق للمحظور السلوكي والخطابي، ولكن كل ما يطرح في البرنامج، ما هو في النتيجة والمحصلة إلا واقع موجود على الأرض يتداوله الناس فيما بينهم، بشكل عام، ولكن المشكلة، وكالعادة، مع منظومات الزيف والنفاق التي تستبيح كل شي من تحت الطاولة، ولكنها تظهر بمظهر الورع والتقوى أمام الناس، إنها المشكلة المزمنة مع الشفافية.

وقد حاولت بعض القوى الماضوية والظلامية من أعداء الضحك والحياة، وتلكم القنوات التي سرق منها البرنامح الأضواء، ونسبة المشاهدات في ساعات الذروة والبث، لاسيما أن وقت بثه يتزامن مع برامج ظلامية وتكفيرية تبث على قنوات أخرى، أن تقف في وجه هذا البرنامج ومحاربته، ومنعه من الظهور، لأنه يخترق ثقافتها، ويخلخل بنيتها الإيديولوجية ومرتكزات وجودها القائمة على التكشير والتضييق وخنق حرية التعبير والكلام وفرض ثقافة أحادية ماضوية ظلامية، وزرع الهم والغم والورم والقلق في نفوس الناس. فالبرنامج من جانب ما، وإن بشكل غير مباشر، يعمل على اقتحام أحد ثالوث تابوهات المنطقة الكبيرة، السياسة والجنس والدين، لأن ولوج هذا الميدان وحقل الألغام الخطير يعني تحدياً كبيراً، وأن الدور قادم على التابوهين الباقيين، ما يعني انهيار وهزيمة وانتهاء مشروع الظلام التعتيمي التاريخي في المنطقة كلياً ومرة واحدة واحدة، وإلى الأبد، وهذا ما سيحصل إن عاجلاً أو آجلاً، لكن فشلت محاولات تلك القوى بوقف البرنامج ومنعه من الظهور ويستمر عرضه أسبوعياً على نحو مضطرد وأكثر نجاحاً وحضوراً، ويكسب المزيد من المشاهدين والمتابعين، وطبعاً كله نتيجة لحاجة الناس للتغيير وتذوق الجديد، وغريزة الإنسان في ارتياد الآفاق المجهولة، وهذا من طبيعة الوجود والحياة التي يحاول أعداء الضحك والحياة، وعشاق العبوس والتكشيرات محاربتها على الدوام.

ومقارنة، يعتبر برنامج لول بشكل عام، أكثر تهذيباً وحشمة ووقاراً وتأدباً واحتراماً، من الدعارة الفضائية البدوية الممنهجة والمنظمة التي دخلت كل بيت ومنزل عربي وأتت على كل قيم الجمال والأدب ودمرت الذوق العام ونشرت ثقافة الحقد والكراهية بين الناس وأيقظت الفتن النائمة وأعادت العقل والروح والنفس إلى العصور البشرية والتي تلعب على الغرائز الحيوانية لدى الإنسان وتسعى لمسخ عقله، وتبضيع وتسليع وتفحيش وترذيل وتبخيس و"تسكيس" المرأة، والمفارقة المرة، أن القائمين على هذه الدعارة ومشايعيهم وأزلامهم هم أول من وقف بوجه هذا البرنامج.

برنامج لول يتقدم بخطى واثقة، ويحقق مزيداً من التألق والنجاح وبقوة، ويفرض نفسه على المشهد الثقافي والاجتماعي والتلفزيوني ويتميز عن غيره ويحقق متابعات ومشاهدات قياسية، ولم يعد بالإمكان تجاوزه، وهذا يعني أن هناك قوى فكرية وثقافية وخطاباً جديداً جريئاً وعولمة فضائية تجتاح بنية هذه المجتمعات وتغير من طبيعتها ومن بناها الكلاسيكية، ومجتمعات اليوم، المعولمة والمؤتمة والمنفتحة، هي، بالتأكيد، غير مجتمعات الأمس، المغلقة والمظلمة والمعزولة، ولن تستطيع قوة أن تعيدها للوراء، وهذه أهم رسالة يجب أن تعيها قوى الماضي والظلام، والتي يجب أن تتعود عليها، وتتأقلم معها من الآن، فهذا عصر المكاشفة والشفافية والنور والانفتاح.

وسيقهقه كثيراً من يقهقه أخيراً...........لوووووول!!!!!



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجب عن الأسئلة التالية: امتحان كتابي لإرهابي
- الله يستر: مقال يزلزل كيان أكاديمي عروبي
- زلزال الكلمة الحرة يصيب أكاديمياً سورياً !!!!
- أيهما أفضل استعمار البدو أم استعمار الرومان؟
- العربان وهمروجة حزام الأمان
- رحلة مع فكر الظلام وأهله
- هل العالم بحاجة اليوم للحضارة العربية؟ إشكالية العقل والعقال
- لماذا يحتقر البدوي المهن الإنسانية النبيلة؟
- الخطاب البدوي العنصري
- من المئذنة إلى شاشة التلفاز
- لماذا لم يعتذر المؤذن السابق من السوريين؟
- مليونيرات الحوار المتمدن
- هل يحرر حزب الله المقدسات الإسلامية؟
- شيوخ التكفير والإرهاب على القوائم السوداء
- وصفة حزب الله
- منطق العصور الحجرية
- السيد المدير العام لجرّات الغاز المحترم
- السيرة ذاتية لكاتب عربي
- العرب وموسوعة غينيس
- أنفلونزا البراكين


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نضال نعيسة - لول: وأعداء الضحك والابتسام