أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حامد كعيد الجبوري - لطيف بربن سلطان الظرفاء / القسم الأخير















المزيد.....

لطيف بربن سلطان الظرفاء / القسم الأخير


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2997 - 2010 / 5 / 6 - 14:21
المحور: كتابات ساخرة
    


أيام حكم عبد الرحمن عارف للعراق وحصول البحبوحة من الحرية تقريبا كان نادي الموظفين في بابل والذي يقع مقابل دائرة الأمن في الصوب الصغير للحلة المحروسة ، يرتاده ليلاً الموظفون وأصدقائهم ، وبما أن لطيف بربن يحضر مع أصدقاءه ضيف شرف على الجميع وكانت تمارس في النادي (لعبة الدنبله) يقود مجرياتها لطيف بربن مكلفا من الجميع لأداء هذه المهمة لأنه يتحدث بطرفه أثناء سير اللعبه ، كان البعثيون متحلقين فيما بينهم ، والشيوعيون كذلك ، وكما قلنا أن للطيف بربن علاقة متوازنة مع الجميع ، في تلك الفترة صدر كتاب (مذهب ذوو العاهات) لعباس محمد العقاد ، ووصل بيد البعثيون وهم يتحدثون به كثيرا لأنه يتناول الحزب الشيوعي ، في هذه اللحظة دخل للنادي لطيف بربن فأستقبله الجميع بحرارة ، دعاه البعثيون للجلوس معهم وهم ( عبد الوهاب كريم رمضان) عضو القيادة القطرية الذي أغتاله صدام حسين بحادثة سيارة مفتعل ، و (حبيب جاسم) عضو القيادة القطرية والذي أغتاله صدام أيضا وبحادثة سيارة ، و ( عامر الدجيلي واخوه صلاح ) عضوا قيادة شعبة بابل وأغتال صدام عامر الدجيلي أيضا بحادثة سيارة مع حبيب جاسم ، و(سلام علي السلطان) مدير عام دائرة السينما والمسرح عام 1969 م ، جلس لطيف بربن معهم وقالوا له وكأنهم يمزحون ، ألم تقرأ يا لطيف كتاب العقاد حولكم وأسماكم ذوي العاهات ، ضحك لطيف بربن ضحكة هزت النادي أجمعه وشخصت له أبصار الجميع ، قال لهم ، إن العقاد لمجنون لأنه لم يركم ولو كان رآكم لغير رأيه بالحال ،( عمي أنتو البعثيين أصحاب العاهات ودليلي هذا ، وهاب أعور وهذا حبيب الأسود وهذا صلاح الأعرج وهذا سلام الأقجم منو أصحاب العاهات إحنه لو أنتو) ، وترك مجلسهم وعاد لمجالسة رفاقه الشيوعيين ، وبالمناسبة أقول لمن لا يعرف هؤلاء ، ف(وهاب كريم ) كريم العين حقيقة ، وحبيب جاسم عبد أسود وهذا ليس بضير ، وصلاح الدجيلي به عرج طفولي ، وسلام علي سلطان مبتورة أرنبة أنفه ، قال لأصحابه وهاب كريم - بعد قيام لطيف بربن عنهم ، ألم أنهكم عن التعرض للطيف بربن لأنكم لا تستطيعون مجاراته بإي شئ .
بعد التأميم حدث نقص حاد في مخزون البيوتات العراقية من المواد الغذائية بشكل ملحوظ ، يقول لطيف بربن اشتريت سمكة كبيرة جدا يصل وزنها حوالي ستة كيلو غرامات ، أخذتها لأم ياسين وقلت لها ( أم ياسين بروح أبوج سويلنه منها مركة سمج ومطبك سمج وقسم إشويه وقسم كليه والثرب حمسيه) ، وبعد أن أوصى زوجته بما يشتهي عاد لمحله ، ساعة الغداء ، يقول لطيف بربن لم أخذ تكسي للذهاب لداري بل ذهبت سيرا على الأقدام لكي أجوع أكثر ، وصلت الدار ووجدت السمكة على حالها فقلت لأم ياسين (بويه شو هاي السمجه بعدها) ، قالت الزوجه ( والله أبو ياسين ماعدنه ملح رحت للجيران وكالو ماعدنه رحت للوكيل وكال ماعدنه كلي شسوي) ، يقول لطيف أخذت السمكه بيدي وأستأجرت تكسي وذهبت لشط الحلة ورميت السمكه بالنهر وعدت لداري ثانية، في اليوم الثاني وأنا أمر بجنب النهر خرجت لي السمكه وهي تردد (عشت يا بعث يا صانع الثوره) ، كنت مع أبو ياسين بتلك الليلة وهو يتحدث بهذه الطرفة أمام جاسم هجول عضو قيادة فرع بابل ، وكان جهاز التسجيل يسجل للطيف هذه الطرفة ولكي يضمن عدم الوشاية به لأحد قال مخاطبا عضو الفرع كي يسجل ( مو صحيح أبو رفعت) ، وكنية جاسم هجول أبو رفعت .
بداية الحرب العراقية الإيرانية لم يدعى لطيف للذهاب الى قواطع الجيش الشعبي لكبر سنه ، ولكن أمن بابل لم يتركوه هكذا ، مرة طرقت باب داره ودعاه شرطي الأمن للحضور للدائرة الأمن ، ذهب الرجل لها وهناك إستقبله أحد الضباط ببرود وقال له ، أنت لطيف بربن ، أجابه نعم ، قال له الضابط أنت شيوعي ؟ ، أجابه لطيف وهو واقف أمام الضابط ، ( عمي هذا حجي عتيك ) ، قال له الضابط لا تقل عمي فانت لست بعم لي وهذا إعتراف بشيوعيتك فمن هو مسؤلك ؟ ، أجاب لطيف (والله لو ميت أعز أولادي هم جان نسيته ، بويه هذا الحجي عمره اربعين سنه) ، قال له الضابط منعتك من قول عمي والان تقول لي ابي ماهذا ؟ ثم لماذا لا تنتظم بصفوف الحزب لحد الأن ؟ ، قال له لطيف (يا حزب) ، أجاب الضابط حزب البعث ( اكو غيره) ؟ ، أجابه لطيف أن غازي محسن عضو قيادة الفرع بعمري وأحيل الأن على منظمة المناظلين فهل توافقون أن أنتمي اليوم صباحا وأحال على هذه المنظمة مساءا ، عرف الضابط أن لا جدوى من ذلك وعرف خطأه إتجاه هذا الرجل الكبير فقال للطيف ، (عمي إذا تحتاج شي مر عليه) ، ضحك أبو ياسين وقال له ( شو كلت عمي وكبل شويه منعتني هسه منو العم اني أنت ) ، أجابه الضابط بل أنت عمي ( بس شسوي إذا أضبارتك يرادلها دولاب) ، واستكمالا لهذه الطرفة الحقيقية أقول ، بعد فشل الإنتفاضة العراقية الشريفة عام 1991 م ذهب لطيف بربن لذلك الضابط فرحب به كثيرا وأجلسه ، قال له لطيف (اخر مرة جيتك كلت اضبارتك أجبيرة يرادلها دولاب وحدها إجيت أسأل خو مو باكوها الغوغاء) ، أجابه الضابط ( شتسوي إذا إنباكت) ، قال له لطيف (أروح أشتكي بالمديرية عليكم ) ، ضحك الضابط وقال ، (ليش تشتكي عمي)، أجابه ابو ياسين (بويه هاي كل عمري بيها أشلون تنباك يعني اني بعد ما اعرف نفسي) ، قال له الضابط أن إضبارتك حرقت وهذا ماتريده أليس هكذا ، أجابه لطيف ( بروح ابوك بلكت أتدليني وين الكه النسخة الثانيه من عدها) ، ضحك الضابط وقال له إطمئن لا إضبارة لك الأن ، تنفس ابو ياسين الصعداء وقال للضابط ، (الحمد لله) وخرج مسلما عليه.
علاقة لطيف بربن بشعراء عصره
للطيف بربن علاقات واسعة مع الشعراء الذين جايلوه ومنهم ( عبد الصاحب عبيد الحلي ، محمد علي بنيان الجبوري ، عبد الأمير الجبوري ، محمد علي القصاب ، حسين علي الناجي ، سيد رحيم العميدي) وغيرهم من شعراء الفصيح والعامية ، وأعز أصدقاءه اليه الشاعر الشيخ حسن العذاري الحلي ، وحسن العذاري ينظم الفصحى والشعبي ، ومن أجمل ما نظم حسن العذاري بهذا الفن هذه القصيدة التي كتبها خلال الخمسينات من القرن المنصرم ومنها ،
حوراء فاتنة الأعطاف زدت بها شوك وصرت ولهان لمن شقتها
ناديتها يامها عيناك قد كحلت كالت أبد والله ماكحلتها
سوداء كحلها الرحمن في قدر كتلها والوجنات ورده وإختها
قالت أما تختشي للورد تنسبني أكطع الورده وشوف ساعه وعفتها
ويقول أبو ياسين عن فن الملمع أنه يحفظ لأحدهم هذين البيتين
غادة كالورد تزهو كاعده إبسد الحنيه
نظرت عيني إليها لنها وحده أبريبصيه*
إبريبصيه : محتاله.
ولطيف بربن يكتب الشعر الفصيح أيضا ولكنه يكتبه على طريقته الخاصة ، قلت له يوما هل تحفظ ماتكتبه من شعر فصيح ، قال نعم وأنا أتحدى كبار الشعراء مجاراته أو حتى تفسير معناه وخذ مثلا
تقدمت نحوي تنوح بذيلها فقلت هل غادر الخطاب ساماكي
ام أنك البحر الهطول أما ترى كل العيون فداء صار للجاكي
هي الحصان عليها خد فاتنة تثاوب النوم حتى في مسلاكي
قلت له ما هذا الشعر الذي تقوله أبو ياسين ، قال لي (اني شمدريني بس هو شعر أذا أنت متفتهم معناه روح للمنجد وشوف شيكول ) ، وبالمناسبة يقول لطيف كنت أتطارد مع رفاقي في السجن بمثل هذه الأبيات ولكنهم يعرفون أنها للطرفة .


الخاتمه
أكرر أعتذاري وأرجو مسامحتي عن الألفاظ التي لا هم لي بنشرها إلا لإيصال حقيقة هذا الرجل الكبير ، وحينما أقول الكبير فأنا أعنيها تماما فهو رجل عصامي كون ذاته بذاته ولم يحتج صديق أو أخ ، ولربما ساعد الكثير من رفاقه وأصدقاءه وأخوته بما يقدر عليه ، ولطيف بربن لم ينل حظه من الدراسة فهو خريج للخامس إبتدائي ، ومعلوم ان ثلاثينات القرن الماضي ويصل لهذا الصف فهو فتح كبير ، وكان الحزب الشيوعي العراقي مدرسته الأولى ومنه تعلم الكثير وقرئ الكثير وسافر لأغلب بلدان العالم شرقيها وغربيها وله مع الشبيبة الديمقراطية أكثر من محطة للسفر ، سألته أخيرا وقلت له أبا ياسين هل لك شئ تقوله لي ، قال هناك في نفسي غصة من الوضع الحالي الذي آل إليه العراق ، تصور نحن الحالمون بالتغيير يأسنا من كثير من الممارسات غير المجدية ولك أن تأخذ هذا المثل بل الحقيقة أنموذجا ، نحن الذين أودعنا السجون وعانينا الكثير من أجل هذا الشعب وكنا نحلم بحكومة منصفة للجميع على حد سواء تصور لقد حرمنا من حقنا كسياسيين ولم ننصف بأي شئ وأنا بحاجة ماسة لها ، لم نختسب سجناء سياسيون لأن الأحزاب الدينية لم تكن موجودة إلا بعد عام 1968 م ، أضف أن موقف الحزب الشيوعي منا موقف متراخي ، حيث لم يصر بالمطالبة لانتزاع حقوقنا المغتصبة جهاراً وأنا لي علم كامل بأن الحزب الشيوعي قدم الكثير من هذه الاعتراضات ولم يؤخذ بها والمثل يقول لا أمر لمن لا يطاع ولعل قادم الأيام تأتي بالجديد لكل العراق .



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لاننسى /3
- لطيف بربن سلطان الظرفاء / 3
- لطيف بربن سلطان الظرفاء / القسم الثاني
- كي لاننسى /2
- إضاءة / (نسرين السامرائي) وطاولة الحوار الشفيف
- لطيف بربن سلطان الظرفاء/ القسم الاول
- إضاءة 1 ايار عيد العمال العالمي
- حرامية كُحل
- الرحيل
- إضاءة أربعة اثنان أربعة
- إضاءة صبراً أيها العمال إن موعدكم.. !!!!
- وديت روحي
- إضاءة الفاشيست ، ولكي لا ننسى !!!
- إضاءة عبد الرزاق عبد الواحد و شاهدٌ عيان
- الشاعر محمد علي القصاب مبدع غنائي كبير
- الديوان العراقي لأبراهيم المصري
- إضاءة البطاقة الذكية والقرصنة الشرعية
- الشاعر عبد الحسين صبره الحلي و بحشاشتي سهمك مض
- ( الهبش ) ... مفترس الأفاعي
- وداعا أخي أبو عراق


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حامد كعيد الجبوري - لطيف بربن سلطان الظرفاء / القسم الأخير