أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - كي لاننسى /3














المزيد.....

كي لاننسى /3


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2997 - 2010 / 5 / 6 - 00:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العدد الأول والثاني من موضوعة ( كي لا ننسى) تحدثت بهما عن الحرب العراقية الإيرانية وما خلفته من دمار شامل بكل الحياة العراقية ، واهم من ذلك كله هو تمزيق النسيج العراقي – إن وجد - ، ناهيك عن ما خلفته من قيم لا يزال الشعب العراقي يئن من تلك الكوارث ، كنت أوصل أولادي لمدرستهم الابتدائية النموذجية فترة الحرب العراقية الإيرانية وما بعدها ، وكنت أستمع لأصوات الرصاص تطلق من أفواه بنادق المعلمون الرفاق ومن منا كان يستطيع أن يعترض على ذلك إلا بالخفاء وبالهمس حتى بين الزوجين ، أحد الليالي وعبد الله المؤمن يتحدث من خلال نشرة الأخبار ،وبالمناسبة أقول كان تلفزيون العراق يبدأ بنشرة أخباره وهي مكرسة للقائد الضرورة ، وكنا نتمنى أن ينهي حديثه الذي ابتدأه الساعة التاسعة ، بعد الساعة الحادية عشر موعد الأخبار الجزء الثاني ، لكي نتمتع بشئ نشاهده ، بل يحدث العكس فالقائد الهمام ينهي حديثه قبيل الحادية عشر بدقائق قليلة ، ليعود لنا مرة ثانية ونستمع لحديثه القومي المهم ، في أحد تلك الخطابات السمجة تحدث قائلا ، ( هناك من يعترض ويقول لماذا نطلق الرصاص في المدارس وحتى الابتدائية يوم الخميس ، يوم الاصطفاف المدرسي المهيب ورفعة العلم ، أقول لهم ولكم ، علينا أن نربي أطفالنا على الرجولة مبكرا لكي ( يكاونوا زين) ، و أضيف وأقول لا يكفي يوم الخميس فقط بل في كل يوم حتى (إنجبشهم – كبش -) ولكي لا يخافوا إن سمعوا أصوات الرصاص ) ، تصوروا حالة الطفل وهو بالصف الأول إبتدائي ويسمع ويرى هكذا فعل وأقسم أن أحد المعلمون نقل خبرا لي مفاده أن طفلاً أحدث –البول والغائط – بملابسه يوم رفعة العلم و إطلاق الرصاص ، في حين أتذكر أن معلمنا في الابتدائية في الحلة الفيحاء المرحوم ( هادي الجباوي) يعلمنا كيفية زراعة الورد ومواسمه المفضلة وكيفية العناية بالنبتة ، وفي الصف الرابع ابتدائي وبدرس القراءة أذكر أن موضوعا يخص تربية الطيور ولا أذكر بالضبط أسم الموضوعة وفحواها يقول ، أن مربي تلك الطيور يمرض ويموت فكانت طيوره تزور قبره وتقف عليه ، ولا أدري لماذا كنت أبكي كلما قرأت ذلك النص ، ومن ذلك الحين والى يومنا هذا أمتلك في بيتي طيورا جميلة لست بسجانها ، ولكنها طليقة تسمع صوت سيارتي وتنزل من أعشاشها لأرمي لها حبوبها المفضلة ، شتان ما تربينا عليه وشتان ما تربى عليه أولادنا .
عندما نشر لي ( كي لاننسى) بجزئيه أتاني أكثر من رد ومن أكثر من صديق يقول فيه ، أن إيران تستحق هذه الفعلة من صدام ، وأنا أرد له وللجميع وأقول ، لا أن الشعب الإيراني المغلوب على أمره منذ التغيير وليومنا هذا لا يستحق أن يصار به ، كما صار بنا نحن الشعب العراقي المغلوب على أمره سابقا ولا حقاً ، ومن المجحف أن نحمل الشعوب أخطاء حكامها وبخاصة الشعب الإيراني الذي يقف اليوم مقدما الدماء السخية من أجل حرياته المباحة ، وكم كنت أتمنى أن يصل الوعي العراقي لما وصل له الإيرانيون ، وكم تمنيت أن نرى قيادة عراقية يلتف حولها شعبها ، تصور أن الأحزاب العلمانية العراقية تخلت عن شعبها وجمهورها والتفتت لمصالح فئوية ضيقة .
أثناء الحرب العراقية الإيرانية جزع حتى الدفانيين من دفن الضحايا ، كنا حينها نذهب للمقبرة في اليوم الواحد أكثر من مرة كواجب للعزاء لأقاربنا أو أصدقائنا أو أبناء مدينتنا ، ولكثرة القتلى لم تكن الجنائز تغطى بعلم العراق كما في أيام الحرب الأولى ، وللعلم أيضا أقول كانت المخابرات العراقية والأمن والأمن الوطني والمستبعثون يرافقون تلك الجنائز خوفا من القيل والقال ولإيصال المعلومات لدوائرهم ، مرة ونحن نشيع أبن صديق سألت امرأة مستطرقة لإحدنا ، ( يمه موت الله هذا) ، سمعها صاحبنا ولم يجبها ، أعادت عليه سؤالها ولم يجبها كذلك ، وسمعها والد المقتول للمرة الثالثة فصرخ عاليا بأعلى صوته ( لا عمي هذا موت صدام مو موت الله) ، أوخذ الرجل والد المقتول الى حيث لا نعلم وليومنا هذا .

يتبع رجاءاً



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لطيف بربن سلطان الظرفاء / 3
- لطيف بربن سلطان الظرفاء / القسم الثاني
- كي لاننسى /2
- إضاءة / (نسرين السامرائي) وطاولة الحوار الشفيف
- لطيف بربن سلطان الظرفاء/ القسم الاول
- إضاءة 1 ايار عيد العمال العالمي
- حرامية كُحل
- الرحيل
- إضاءة أربعة اثنان أربعة
- إضاءة صبراً أيها العمال إن موعدكم.. !!!!
- وديت روحي
- إضاءة الفاشيست ، ولكي لا ننسى !!!
- إضاءة عبد الرزاق عبد الواحد و شاهدٌ عيان
- الشاعر محمد علي القصاب مبدع غنائي كبير
- الديوان العراقي لأبراهيم المصري
- إضاءة البطاقة الذكية والقرصنة الشرعية
- الشاعر عبد الحسين صبره الحلي و بحشاشتي سهمك مض
- ( الهبش ) ... مفترس الأفاعي
- وداعا أخي أبو عراق
- إضاءة الخيار الأصعب


المزيد.....




- ترامب يوضح ما قام به مبعوثه ويتكوف خلال زيارته إلى غزة
- الكونغو ورواندا تتحركان لتنفيذ اتفاق السلام رغم تعثر الالتزا ...
- ثروات تتبخّر بتغريدة نرجسية.. كيف تخدعنا الأسواق؟
- الإمارات والأردن تقودان عملية إسقاط جوي للمساعدات إلى غزة
- هيئة الإذاعة العامة الأميركية على بعد خطوات من الإغلاق
- لأول مرة.. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية
- تحقيق بأحداث السويداء.. اختبار جديّة أم التفاف على المطالب؟ ...
- سقوط قتلى في إطلاق نار داخل حانة بمونتانا الأميركية
- بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال ...
- تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - كي لاننسى /3