أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - اقتراح عملي للإبقاء علي »حرارة« المعدات التليفونية














المزيد.....

اقتراح عملي للإبقاء علي »حرارة« المعدات التليفونية


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2996 - 2010 / 5 / 5 - 00:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشركة المصرية لصناعة المعدات التليفونية.. حكايتها حكاية.
وليس هذا مجال سرد التفاصيل العجيبة والمدهشة لهذه الحكاية التي لا يصدقها عقل.
فالهدف من إثارة الحديث عن هذه الشركة الآن هو »إطفاء الحريق« إذا جاز التعبير، أو التوصل إلي حل عاجل لإنقاذ العاملين بها من مصير غامض ينتظرهم.
علماً بأن عدد هؤلاء العاملين لا يجب النظر إليه كمجرد رقم أصم، وإنما هو عدد أسر، وأطفال، وأمهات، وبيوت وأفواه مفتوحة، أصبحت مهددة.
هؤلاء البشر يدفعون فاتورة مصائب »الخصخصة« غير المدروسة دراسة كافية، التي تحولت من آلية لتحسين أوضاع الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة وجذب تكنولوجيا متقدمة -كما كان يقال بلا توقف في السابق لتسويق هذا النوع الخائب من الخصخصة- تحولت إلي أداة إضافية لإهدار إمكانات الاقتصاد الوطني وانتزاع مئات وآلاف العاملين من مواقع العمل وإلقائهم إلي طوابير البطالة.
فهؤلاء كانوا يعملون -بلا مشاكل تذكر- في الشركة التي أنشئت عام ،1960 والتي استمرت -بنجاح كبير- في توفير المعدات التليفونية للسوق المصري والأسواق العربية، إلي أن تمت خصخصتها ـ بدون مبرر ـ عام ،1999 أي بينما كانت تحقق أرباحا كبيرة، وكان العاملون بها يحصل كل منهم علي أرباح بما يوازي أجر اثني عشر شهرا كل سنة.
هذه الشركة التي كانت مثل الدجاجة التي تبيض ذهبا، تم بيعها بتسعين مليون جنيه فقط لاغير، لم تسدد بالكامل بها ثم بيعها بالتقسيط المريح علي عشر سنوات تسدد من الأرباح المضمونة للشركة.
قد يسأل سائل: كيف تكون الأرباح مضمونة؟!
الإجابة هي أن عقد البيع رافقه وتزامن معه عقد آخر يلزم الشركة المصرية للاتصالات بإبرام عقد مع الشركة التي تم خصخصتها باستلام مليون عدة تليفون سنويا، بسعر 175 جنيها ثمنا للعدة الواحدة التي لا تزيد قيمتها الفعلية (أو سعر التصدير) عن 15 دولاراً، أو ما يوازي 60 جنيها في ذلك الحين.
هذا العقد الذي يضمن للمشتري المحظوظ مليار جنيه مقدما، رافقه »تنازل« آخر من البائع »الكريم« ـ الذي هو الحكومة المصرية ـ بتسليم المخزون السلعي الذي كان يقدر وقتها بعشرين مليون جنيه إلي المشترين أصحاب الحظوة.
كل هذا بتسعين مليون جنيه.. مدفوعة بالتقسيط المريح؟!
علي أي حال.. ليس هذا هو وقت البكاء علي اللبن المسكوب، وإن كانت المحاسبة مطلوبة وضرورية ولا يجب التنازل عنها مطلقا.
المطلوب الآن إنقاذ الشركة من أن تغلق أبوابها بالضبة والمفتاح وأن يتم تشريد العاملين بها بعد تصفيتها.
صحيح أن اتفاقية »الإنقاذ« التي تمت برعاية مجلس الشعب تتضمن نقل 300 موظف إلي الشركة المصرية للاتصالات، ونقل 300 آخرين، إلي الإنتاج الحربي »بمرتبات الجهة التي يذهبون إليها وليس بالمرتبات التي كانوا يتقاضونها أي كما لو كانوا معينين تعيينا جديدا!«.
فإن الباقي لا يقل عددهم عن 500 من المهندسين والإداريين.. هؤلاء مصيرهم في مهب الريح.
أي أن اتفاقية »الإنقاذ« لا تقدم حلاً ناجزاً للمشكلة، لا للعاملين، ولا للاقتصاد المصري. لأن تصفية هذه الشركة وإغلاقها يعني إغلاق صناعة الاتصالات الوطنية أبوابها في مصر.
فهل هذا هو المطلوب؟!
كما أن العاملين جميعا - سواء الذين صدر قرار بنقلهم إلي المصرية للاتصالات وللإنتاج الحربي أو الذين لا يعرفون ماذا يخبئ لهم المستقبل - لم يتقاضوا مرتباتهم منذ يناير الماضي، أي يناير وفبراير ومارس وأبريل.
وليس لهم دخل سوي إعانة صندوق الطوارئ المتواضعة ولنا أن نتخيل كيف تعيش أسرهم في ظل هذه الظروف العصيبة!!
***
الحل هو الحفاظ علي الشركة وعدم تصفيتها.
ثانيا: تجنيب المديونية وتحميلها لمن تسبب فيها، الذي هو »الحرامي« الذي قام بتخريب شركة ناجحة ورابحة، علماً بأن هذه المديونية لا تقل عن 340 مليون جنيه معظمها للضرائب والتأمينات.
ثالثا: السعي لإقناع احدي الشركتين الصينيتين العاملتين في نفس مجال النشاط بالدخول في شراكة لتعويم الشركة لمدة 15 أو 20 سنة.
رابعا: إعادة هيكلة الأجور التي تعاني من خلل رهيب.
.. فهل تجد مثل هذه المبادرة آذاناً صاغية.. بدلاً من زيادة طول طوابير البطالة، وبديلا عن تصفية قلعة أخري من قلاع الصناعة الوطنية التي تهدمها صفقات الخصخصة العشوائية؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحدث فى العالم العربى فقط: الانتخابات تغتال الديموقراطية!
- صدمة الحقيقة.. في شرم الشيخ
- داوستاشي.. بدون تعليق
- ... حتى التصوف.. بقرار جمهوري!
- هل يتجه الاقتصاد العالم إل »التدمير الخلاق«؟!
- -شهادة- إنسان مصرى بدرجة قاضى دولى:كيان الجماعة المصرية مهدد ...
- »المستنير »دادا«.. في قلب العتمة
- كل هذا العبث.. من أجل انتخاب -نصف رئيس-؟!
- فيروس التفكك .. الزاحف على ضفاف النيل
- »رسائل البحر«.. في مرسي مطروح
- سلامتك .. يا وطن
- العلم يا ناس!!
- مجلس الدولة يحكم ب -وأد- المصريات!
- مخالب دولية لاتفاقية مكافحة الفساد
- معاقبة صحفَّية.. بسبب أمانتها المهنية!
- حتي القضاة.. معرضون للخطأ
- سعد هجرس : الخرافة تسيطر على فكر المصريين والعقل يتراجع
- هناك شيء عفن.... فى البرلمان!
- تحذير دولى للنائمين فى العسل .. مصر... دولة فى وضع -حرج-
- بدلاً من خطاب الشكوى .. وبديلاً عن استراتيجية المراوغة


المزيد.....




- -حظا سعيدا- و-استمر-.. ترامب يوجه رسالتين منفصلتين إلى خامنئ ...
- متى تندلع الحرب؟ عند عامل توصيل البيتزا الخبر اليقين!
- إصبع طهران على الزناد: هذه خطة إيران لمواجهة حرب محتملة مع أ ...
- ترامب: سئمت من الوضع في إيران وأريد استسلاما غير مشروط
- واشنطن بوست: ترامب يسعى لتفادي أي صراع مع إيران
- وزير الدفاع الإسرائيلي: سلاح الجو دمر مقر قيادة الأمن الداخل ...
- انقسام داخل إدارة ترامب بشأن التدخل في الحرب الإسرائيلية الإ ...
- استراتيجية إسرائيل في حربها ضد إيران: تدمير القدرات النووية ...
- صحة الفم، كيف تؤثر على صحتنا الجسدية والنفسية؟
- الإقطاعيون الرقميون.. من فلاحة الأرض إلى حرث البيانات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - اقتراح عملي للإبقاء علي »حرارة« المعدات التليفونية