حمادي بلخشين
الحوار المتمدن-العدد: 2992 - 2010 / 5 / 1 - 14:07
المحور:
الادب والفن
إنفعال!!
إغرورقت عيناه بالدموع حين شاهد إبنته وهي تتلوي بين هتافات الحاضرين ، أجهش بالبكاء حين عاين أوراقا مالية من فئة الثلاثين دينارا تتناثر على رأسها لتستقر بين قدميها العاريتين، و أخرى تدسّ بين نهديها و حمّالة صدرها، لم يستطع كبح مشاعره أكثر من ذلك، غادر الكباريه و دموعه تسبقه.كان آذن الفجر يسمع من بعيد. إستند الى أقرب عمود كهربائي، بيد مرتعشة، أخرج علبة سجائره، أخذ واحدة دسّها بين شفتين مرتجفتين من شدة التأثر. أخرج ولاعته الذهبية. احتاج الي جهد كبير حتى وفق في تشغيلها. انفعاله الشديد فرض عليه بذل اكثر من محاولة لوضع سيجارته في مستوى الشعلة الضئيلة التي كشفت احمرار عينيه و انتفاخهما. حين وفق أخيرا في اشعالها، و قبل ان يسحب منها نفسا، مزق سكون الليل رنين هاتفه المحمول، سحبه من جيبه:
ــ ألو.. ما زلت سهرانا يا و لدي؟..
ــ ....
ــ غادرت الملهى منذ دقائق..
ــ ...
ــ .سبحان الله.. لم أصدق لأول مرة أنها هي.
ــ ....
ـــ طبعا طبعا... بكيت طويلا .
ـــ ...
ـــ الآن فقط يمكننا الردّ على كل المشكّكين في كون شقيقتك" إغراء" تسير بثبات على خطى المرحومة والدتك!
أوسلو 24 جوان2009
#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟