أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زاهد عزت حرش - الى جنين.. رغم أنف الغاصبين














المزيد.....

الى جنين.. رغم أنف الغاصبين


زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)


الحوار المتمدن-العدد: 2986 - 2010 / 4 / 25 - 18:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


إلى جنين.. رغم انف الغاصبين
منذ سبعة أشهر تقريبًا افتتح معبر حدودي يتيح الدخول إلى جنين، أطلقت عليه إسرائيل اسم معبر "الجلبوع" والجلبوع هي جبال فقوعة المتاخمة لمنطقة جنين ومرج ابن عامر، وقد افتتح هذا العبر بالتحديد في الخامس عشر من أيلول 2009 ليتيح دخول 500 سيارة يوميًا إلى جنين.. بهدف معلن من قبل سلطة الاحتلال، يفيد بأنه خطوة من أجل تحسين الظروف المعيشية لأهل الأراضي المحتلة وللتقارب السلمي بين أبناء الشعبين.

ورغم محدودية قدرتي على التنقل إلا إنني سافرت إلى جنين أربع مرات.. تسوقت واشتريت منها أشياء دون مراجعة أو حساب.. فقد سرني جدًا أن أعود إلى هناك.. ولي أصدقاء من الفنانين التشكيليين الفلسطينيين من أهل جنين، وأناس تعرفت عليهم قبل الاجتياح الإسرائيلي الآثم سنة 2002. فهناك تغمرني مشاعر من المحبة للتواصل مع جزء لا يتجزأ من أبناء شعبنا الفلسطيني.. ليس من باب التعاضد الوطني وحسب، بقدر ما هو من باب التعاضد الإنساني والأخلاقي.. إذ أنني لا املك أي مساهمة ملموسة وطنيًا أقدمها لهم سوى الكلام.. على الرغم من أنه أضعف الأيمان!

ولا يخفى على من زار جنين بسيارته.. ما قد يعانيه من متاعب في طريق عودته واجتيازه لمعبر "الجلبوع".. فما معبر "الفقوعة" هذا سوى "مفاقعة" ومعاناة غير أخلاقية يقوم بها جنود الاحتلال بحجة "الأمن" والحفاظ على القانون.

ففي كل مرة اجتزت بها المعبر عائدًا إلى بلدي.. كان الجنود يلزمونني ومن معي بإنزال كل ما تحتويه السيارة من مواد اشتريناها أو كانت موجودة أصلاً معنا.. وإنزال أي قطعة هي جزء من مستلزمات السيارة ذاتها!! بل أكثر من الآخرين.. كانوا يجبرونني على التفتيش الشخصي.. أي الدخول إلى غرفة خاصة، ليحضر عملية التفتيش جندي مدجج بالسلاح، ومفتش مختص يقوم بنقلي من العربة الطبية التي أتنقل بها، إلى كرسي آخر.. ومن ثم ينقلون الكرسي الطبي المتحرك ليمر عبر جهاز الكشف عن المواد الممنوعة.. عن الأسلحة أو المتفجرات التي من الممكن أن انقلها داخل هذه العربة.. ولا يغفلون عن اخذ الحذاء الطبي الذي انتعله.. بعد أن ينزعوه من قدميّ ليمرروا عليه تفتيشهم الأمني تكنولوجيًا وإنسانيا معًا.

في أحدى هذه المرات التي عبرت بها.. تجرأت ووبخت المفتش المختص.. ولو بكثير من اللباقة.. فسألته أول الأمر.. أبهذه الطريقة تحفظون أمن إسرائيل؟ أم تظنون أن من ينوي على تهريب السلاح أو القيام بعمل مسلح يقوم بالدخول إلى منطقة هذا المعبر المكتظ بأجهزة التفتيش وعناصر الجيش وحرس الحدود!! أم إنها الطريقة الإسرائيلية، بامتياز، لإذلال الناس وتحقيرهم.؟ ماذا ستجدون في عربة إنسان مقعد؟ وما هو نوع السلاح الذي يمكن أن يُخبأ فيها؟ لم يكن المفتش "المهذب" يعترض على ما أقول.. سوى انه حاول أن يقنعني انه عبد مأمور ينفذ ما يُطلب منه.. وليس له أية صلاحية للقيام بأمر آخر.. فما كان مني في نهاية المحادثة سوى أن أقول له.. أنكم لن تبقوا أقوياء إلى الأبد.. وأنه من أجل أن تستمروا في وجودكم في هذا الشرق العربي المحيط بكم.. عليكم إتباع سياسة أخرى.. سياسة سلام ومحبة.. فما هذا الذي تقومون به سوى وسيلة لزيادة الحقد والكراهية بين أبناء الشعبين!!

وبعد العودة إلى البيت، قمت بكتابة رسالة مفتوحة إلى وزير الأمن أيهود براك باللغة العبرية، أرسلتها إلى مواقع الشبكة "الانترنت" العبرية، ضمنتها ما ورد آنفًا وبشكل مفصل وموسع أكثر عل الأمر يتغير!! إلا أنه كما هو معروف تاريخيًا.. فأن السوط لا يسمع صوت الدماء!! فلا جاء رد ولا حدث هناك أي تغيير.

وبعد انقطاع دام ثلاثة أشهر على زيارتي الأخيرة إلى جنين.. هاأنذا مسافر إليها من جديد.. بعد أن كنت عقدت العزم على ألا اذهب إلى هناك مرة أخرى.. تفاديًا لقلة الأدب والبهدلة التي يمارسها جنود الاحتلال بحق العائدين إلى ديارهم.. وخاصة بسبب ما أعانية بشكل شخصي من جراء التفتيش المهين!! بيد أن صديقًا ممن لا استطيع أن ارفض له طلب، حثني على السفر جماعة إلى هناك!! وسنسافر عائلتي وعائلته سوية يوم الاثنين 28 الجاري، ومن لا يعجبه ذلك "فليشرب من بحر غزة"!

الأمر ليس مجرد زيارة وتسوق!! فبعد مراجعة للنفس والتفكير بما يحدث للعائدين عن طريق معبر الجلبوع.. أنا على يقين أن ما يقوم به الجنود هو أمر له أبعاده، ويمكن إيجازها باختصار شديد.. هو أنهم لا يريدون أن نذهب ونتسوق من هناك.!! وأن ما يقومون به من إذلال وإهانة للعائدين، ما هو إلا الوسيلة القانونية المتاحة لهم للحد من دخولنا إلى هناك! في حين أن التسوق من جنين يعود بفائدة مضاعفة على أهل جنين وعلى المتسوقين دون استثناء.. كما هو وسيلة تواصل بين أبناء الشعب الواحد.. وبهذا الفرصة أود أن أدعو الجميع إلى السفر إلى جنين والتسوق منها!! تحت شعار.. سنذهب إلى جنين رغم أنف الغاصبين!
شفاعمرو، مساء 24.04.10



#زاهد_عزت_حرش (هاشتاغ)       Zahed_Ezzt_Harash#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسماعيل شموط.. ربيع يتجدد كل عام
- انفلونزا الحمير
- بلاغ الى الرفيق لينين
- الزَعِيّم
- مِيلاّ بَلدِيه
- السلم الاجتماعي .. وتقاسم الغنائم
- تعشبقي فوقي
- كلمة إلى ابنتي الغالية
- صيامًا مباركًا يا دكتور أبو عمر
- رسالة ذكريات الى امرأة فاتنه
- ضيعان تاريخيك واسمك يا بلد
- جائزة اسماعيل شكوط.. لاسم لا يموت
- غزة 2009
- يا خسارة الايام
- صوت المعاقون العرب في الانتخابات المحلية
- حول ما جاء في رواية -بحث- للكاتبة مليحة مسلماني
- تشكيل بطعم الارض
- منارات خافتة
- ستون عامًا (1)
- حول المعاقين العرب - الواقع والتحديات


المزيد.....




- -انتظرت حتى آخر أسير نزل من الحافلة، لكنني لم أرَه-: فرحة نا ...
- لافروف ينفي تعرض الأسد للتسميم في موسكو.. والشرع يتعهد بملاح ...
- جمعت بين الثروة والتأثير السياسي.. من تكون ميريام أدلسون الت ...
- ++ الوسطاء يوقعون في شرم الشيخ وثيقة اتفاق إنهاء الحرب في غز ...
- وافق ثم تراجع.. لماذا رفض نتنياهو حضور قمة شرم الشيخ؟
- العاهل المغربي يطلق أشغال إنجاز مركب صناعي لمحركات الطائرات ...
- شكرًا تميم.. شكرًا جنرال.. شاهد ما قاله ترامب بعد توقيع اتفا ...
- قمة غزة.. ماذا يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّعه ترامب؟ ...
- -لحظة تاريخية فارقة-.. الكلمة الكاملة للسيسي بعد توقيع اتفاق ...
- هل يقف إرث العراق وصلات بلير بإبستين وراء تردد ترامب في إشرا ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زاهد عزت حرش - الى جنين.. رغم أنف الغاصبين