أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - أهل الدار أولا .. ثم الجوار















المزيد.....

أهل الدار أولا .. ثم الجوار


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2986 - 2010 / 4 / 25 - 18:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أهل الدار أولا .. ثم الجوار

أثارت دعوة الأمين العام لجامعة الدول العربية في قمة – سرت - لاقامة " منطقة الجوار العربي " والبدء بانتهاج حوار استراتيجي مع دول الجوار وبخاصة تركيا وايران مواقف رسمية متباينة تلخصت في دعم أنظمة – الممانعة – وتحفظ دول – الاعتدال - وبغض النظر عن دوافع وتوجهات كل من الجانبين الا أن القمة لم تتوقف كثيرا على مقترح الأمين العام الذي تعود على ابتلاع مشاريعه غير العملية محاولا اخراجها بتوازن دقيق الى حدود مجاملة كل المواقف العربية الرسمية ومسايرة أمزجة وأجندة حكامها مما يفقدها حظوظ النجاح منذ الوهلة الأولى نسجل هذا من دون اغفال الأهمية البالغة لدور الجوار أو الأطراف شعوبا ودولا بالنسبة للعرب وغيرهم في عملية الصراع والتأثير في موازين القوى وشروط النصر وأسباب الاخفاق خاصة بما يتعلق بالصراع العربي – الاسرائيلي والقضية الفلسطينية ولاشك أن استراتيجية الحركة الصهيونية الشرق أوسطية قبل وبعد قيام اسرائيل تولي اهتماما قصوى بدول وشعوب الأطراف بدء من تركيا ( الدولة الاسلامية الأولى التي اعترفت باسرائيل ) مرورا بايران وانتهاء بأثيوبيا وموضوعنا لايعالج هنا السباق الدولي والاقليمي حول استثمار المواقع واستخدام القواعد من هذه الدولة ضد تلك بقدر مايهدف الى تحديد عوامل القوة الحقيقية التي تكمن أساسا في العامل الداخلي في حين يلعب العامل الخارجي دورا مساعدا وانطلاقا من هذا المبدأ نقرأ دعوة الأمين العام – لبيت العرب - كتوجه معبر عن رغبة أنظمة وحكومات لاتعير اهتماما يذكر بشعوبها التي هي مصدر القوة والشرعية رافضة أوعاجزة عن قبول التصالح معها وبالتالي تتخذ نهج الهروب نحو الأمام والاستنجاد بقوى خارجية تحت ذريعة أن– تركيا كقناة اتصال نحو الغرب وايران لوزنها وامتدادها الاقليمي - طلبا لدعمها في حل مشكلتها المزمنة مع اسرائيل التي تغتصب الحقوق الفلسطينية وتحتل أجزاء من أراضي بعض تلك الدول تماما كما تحتل تركيا لواء الاسكندرون السورية فيما تحتل ايران الجزر الاماراتية وهذا يقودنا الى استذكار تناقض أنظمة الممانعة في الجامعة العربية مع نفسها من جهة تتهم ليل نهار معارضاتها الوطنية والديموقراطية بالاستقواء بالخارج عندما تخاطب الرأي العام الحر في العالم من أجل نصرة الحق والعدل والديموقراطية أو العمل من أجل ممارسة الضغط لتحرير سجناء ومعتقلين أو رفع المظلمة عن شعب مضطهد أو قومية تنتهك حقوقها ومن جهة أخرى تستنجد هي بقوى وأطراف خارجية – محتلة - أكثر سوء وغارقة في مستنقع الاستبداد وقمع الشعوب وانتهاك حقوق الانسان ومن المفارقات النافرة نجد كلا من دولتي تركيا وايران متعددتي القوميات والثقافات تضمان مايقارب نسبة النصف أو أكثر من الشعوب الرازحة تحت نير الاضطهاد والاستبعاد وبينها أقليات عربية من جانب سيادة ثقافية وسلطوية أحادية تركية وفارسية وفي الوقت ذاته تقوم الأنظمة العربية التي تماثلهما وتشاركهما الحالة ذاتها بتصدر الدعوة لاستحضارهما اما أعضاء مراقبين في – جامعة المركز العربي الرسمي للقرار – أوبصيغة منطقة الجوار .
من الجهة الأخرى وبدلا من انصباب اهتمام الجامعة العربية بمعالجة المشكلات السياسية القومية القائمة في أكثر من بلد عضو فيها كقضايا الكرد والأمازيغ وجنوب السودان وطمأنة تلك الشعوب والقوميات وتأمين ود وصداقة أكثر من مائة مليون من هؤلاء الشركاء المفترضين فانها تحاول التودد الى أنظمة ظالمة متورطة في جرائم ضد الانسانية وعمليات الابادة وغير مقبولة لدى الرأي العام العالمي بل ومطلوبة للعدالة أليس الأولى بالجامعة التحاور مع ممثلي مواطني دولها من غير العرب والاستماع الى شكاواهم والاطلاع على معاناتهم وتقديم العون لمعالجة قضاياهم وعقد المؤتمرات واللقاءات الثقافية والفكرية لمناقشة السبل والمقترحات المطروحة للحلول والتوسط اذا لزم الأمر بين ممثلي هذه المكونات والحكومات العربية المعنية وجمعهم على طاولة الحوار لتصليب الوحدة الوطنية الداخلية والا فليتركوا هذه الشعوب المقهورة لتحل مشاكلها بنفسها وبالوسائل التي تراها مناسبة وعبر أطراف دولية ومنظمات أممية والاستنجاد بالرأي العام الحرأليست تجارب العراق وجنوب السودان ودارفور منذ عقود وبكل جوانبها المأساوية وماشهدت من تدخلات واختراقات – أجنبية - كافية لاستيعاب العبر والدروس ومن أهمها نجاعة الحلول الخارجية وضرورتها لدى استفحال الاضطهاد وتهديد الآخر وتجاهله وغياب مشاريع السلم والمصالحة وانتفاء رغبة الحوار وسيادة الأفكار والتوجهات الشوفينية – الأصولية في الداخل .
قد يفهم المرء أسباب قيام حكام من أنظمة الممانعة مثل النظام السوري الذي يرتبط أساسا باتفاقية أمنية – اتفاقية أضنة – مع حكومة تركيا منذ أكثر من عقد بالتصفيق لمبادرة أمين عام الجامعة العربية ومنها الاستنجاد بالحكومة التركية لمواصلة التوسط بينها وبين اسرائيل والتسلل عبر القناة التركية باتجاه أمريكا والغرب أو الحفاظ على تدفق المساعدات الايرانية واستثمار العلاقة معها في خدمة نفوذهما المشترك في لبنان والعراق وفلسطين على حساب شعوبها بطبيعة الحال أو تهافت حكام آخرين في كيانات لاترى الا بالمجهر في الخارطة مثل دولة قطر الممانعة بامتياز يبحثون لهم عن دور عبر الاستقواء بدول الجوار وعلى حساب العمل العربي المشترك ولكن مما يحزن له ذلك الانجرار الآيديولوجي – الدوغمائي من بعض المجموعات وقسم من اصحاب الأقلام نفر من هؤلاء بذل جهدا للتنظير للدعوة باعتبارها " صيغة اقليمية جديدة " في أطر التعاون المرن والمفتوح بين الدول والمنظمات الاقليمية واعتبرها " سمة عصر مابعد الحرب الباردة " ونفر آخر رفعها الى مقام تجربة الاتحاد الأوروبي من دون أية مقارنة بين طبيعة حكومات أوروبا الديموقراطية وحكوماتنا الاستبدادية وثالث طالب بتوسيع رقعة المبادرة لتشمل بلدان أوروبا المتوسطية وافريقيا أيضا متفننا في ما يشبه الترف الثقافي بتعداد أسماء العشرات من الشعوب والقوميات والقبائل العربية والزنجية في القارة الافريقية المرشحة للانضمام الى الجامعة العربية متغافلا عن جهل أو تصميم مكونات بلده والجوار وأخيرا وليس آخرا هناك من يدعو الى تجمع – الاسلام الحضاري – بمكوناته العربية والتركية والايرانية الرسمية طبعا متناسيا مثل الآخرين الكتلة الكردية الرابعة في المنطقة ونفس هؤلاء كانوا يبعثون باستمرار رسائل عبر كتاباتهم يحرضون الطغمة العسكرية التركية وشركائها في الحزب الاسلامي الحاكم لللاجهاز على الكرد ليس في تركيا فحسب بل على مكتسباتهم القومية في العراق ووجودهم في سوريا .
وفي ذات السياق وفي الذكرى الثانية والستين لنكبة فلسطين، وبمسيرة تقليدية من بلدة الطيرة إلى إحدى القرى المهجرة بمشاركة بضعة آلاف فلسطيني كان لافتا رفع العلم التركي خلال المسيرة التي تمت أصلا لادانة تشريد اهل البلاد الأصليين وسرقة أراضيهم وممتلكاتهم بقوة السلاح تماما كما فعلته تركيا تجاه الشعب الكردي ومن قبله الشعب الأرمني وبينهما سلب لواء الاسكندرون من سوريا كل ذلك تم ويتم تحت ظل العلم التركي الذي رفع في المسيرة ومن الجدير ذكره أن اسرائيل تعترف بعربها المقيمين على أرض الآباء والأجداد في المناطق المحتلة منذ عام 1948 وتعاملهم كأقلية قومية تحمل الجنسية الاسرائيلية بصورة رسمية ولها ممثلون في الكنيست والادارة في حين تركيا لاتعترف بأكثر من 15 مليون كردي يقيمون على أرضهم التاريخية ولاتعترف بأية قومية أخرى غير التركية مثل العرب والبلغار واليونانيين واللاز والشركس والأرمن وقد يزول العجب عندما نرى أن المسيرة تمت باشراف عضو الكنيست – جمال زحالقة – نائب رئيس حزبه الممانع جدا " التجمع الوطني الديموقراطي " – د عزمي بشارة – المقيم في ضيافة امير قطر والذي قيل انه تأسلم على أيدي الشيخ القرضاوي على خطى زميله المتأسلم – منير شفيق – ومن قبله الراحل – أحمد ميشيل عفلق – الذين يؤمنون أن الاسلام السياسي في خدمة عروبتهم الشوفينية وشعاراتهم الممانعة اللفظية المزايدة .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على ضوء دعوة نيجيرفان بارزاني للاصلاح : اعادة بناء - البارتي ...
- قراءة في كلمة نيجيرفان بارزاني التأبينية
- مقاومة التغيير في العراق وخدمة الاستبداد في سوريا
- نعم لتظاهرات الخارج والوقوف دقيقة في الداخل
- الشراكة الحقة في - السراء والضراء -
- المالكي .. حليفا
- بمناسبة الذكرى السنوية لميلاد مصطفى البارزاني..- خه بات - تح ...
- بمناسبة الذكرى السنوية لميلاد مصطفى البارزاني ...- خه بات - ...
- على أعتاب الذكرى السادسة : ترميم البيت الكردي أولا
- نظام الحصة – الكوتا – وحقوق المرأة ( كردستان العراق نموذجا )
- العراق في ميزان - أهون الشريين -
- الانتخابات العراقية في مؤسسة كاوا
- لانريد - عفوكم - بل نريد اعفاءكم
- لمصلحة من تطوى قضية اغتيال الحريري
- مناقشة الردود على مشروع - الحركة الوطنية الكردية - ( 2 - 2 )
- مناقشة الردود على مشروع - الحركة الوطنية الكردية - ( 1 - 2 )
- يهود إسرائيل وأكراد العراق.. زيارات متبادلة وجمعيات ووفود فن ...
- حول- الحرب - الكلامية السورية الاسرائيلية
- بمناسبة زيارة الرئيس بارزاني لواشنطن قراءة في تطورات الموقف ...
- العلاقات الكردية – الأمريكية


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - أهل الدار أولا .. ثم الجوار