أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - بمناسبة زيارة الرئيس بارزاني لواشنطن قراءة في تطورات الموقف الأمريكي من القضية الكردية















المزيد.....

بمناسبة زيارة الرئيس بارزاني لواشنطن قراءة في تطورات الموقف الأمريكي من القضية الكردية


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 24 - 13:10
المحور: القضية الكردية
    


يجمع المراقبون على الأهمية البالغة لزيارة رئيس اقليم كردستان العراق الى الولايات المتحدة الأمريكية ليس لأنها تتم بدعوة رسمية من الرئيس أوباما فحسب بل بتوقيتها في ظروف عراقية واقليمية دقيقة وبما يحمله الزائر من ملفات تتناول العديد من القضايا حسب المصادر العليمة في عاصمة الاقليم أربيل وقد نشرت بهذه المناسبة مقالات وأبحاث كما قامت مؤسسة كاوا الثقافية بتنظيم ندوة لبعض السياسيين الكرد للحديث حول هذا الموضوع ( نشرت مواد الندوة في الحوار المتمدن ) كما رأينا من الفائدة بمكان اجراء جردة سريعة في الموقف الأمريكي التاريخي تجاه الكرد عبر هذه القراءة .
بداية علينا التذكير بالحقب الثلاث التي مرت بها عملية الاستعمار الغربي للشرق : حقبة الكولونيالية العسكرية في القرن التاسع عشر وعصر الامبريالية السياسية في القرن العشرين وعصر العولمة الرأسمالية في القرن الحادي والعشرين ومنذ تشكل عصبة الأمم المتحدة ظهر الدور الأمريكي وتنامى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وقيام النظام العالمي الجديد حيث برز كقطب أساسي مقابل القطب الاشتراكي وتحول الى القطب الأعظم بعد توقف الحرب الباردة تتنازعه الآن قوى وأقطاب عالمية بدرجات متفاوتة .
لم تكن أمريكا مشاركة مع الأوروبيين في تقسيم المنطقة وكردستان من ضمنها ولم توقع على اتفاقية سايكس – بيكو التي جزأت المنطقة وكانت حتى بعد ذلك تظهر كداعم لقضايا الشعوب استنادا الى مبادىء الرئيس – ولسون – المعروفة بخصوص تقرير المصير وبعد الحرب مباشرة تغير الموقف الأمريكي بصورة جذرية نحو مواقع السيطرة وقمع الشعوب ونهب خيراتها ودخلت في مواجهة مباشرة ضد الكرد وحركته التحررية عند التوقيع على اتفاقيات ( مالطا وطهران ويالطا ) بما في ذلك سحق جمهورية مهاباد – كردستان - الديموقراطية وتفاقمت الشراسة الأمريكية منذ حلولها محل الاستعمار البريطاني في الشرق الأوسط وتحملت مسؤولية ضحايا الحروب الكبيرة والصغيرة وتحويل مضمون الكولونيالية العسكرية الى امبريالية اقتصادية سياسية ثقافية وفي موقفها الكردي أصبحت راعية للأنظمة الشوفينية الحاكمة في الدول المقسمة لكردستان وتحولت الى عداء الحركة الكردية ومحاربتها التي اصطفت بدورها في المعسكر العالمي المناهض للامبريالية والاستعمار والأحلاف وتجلى ذلك الاصطفاف في علاقات البدرخانيين والنهريين والبارزانيين والملك محمود الحفيد مع روسيا والاتحاد السوفييتي وظهر من الجانب الآخر بأشكال مختلفة منها اقتراح منغوليا الشعبية في هيئة الأمم لنصرة كرد العراق وفتح أبواب الجامعات والمعاهد في الدول الاشتراكية لاستقبال آلاف الطلبة وتقوية وتوسيع البرامج الكردية في اذاعة يريفان بأرمينيا السوفيتية السابقة الى جانب ذلك فقدت أمريكا اهتمامها بالكرد منذ حصولها مع الدول الأوروبية الغربية على الامتيازات النفطية في المنطقة وعمدت أمريكا الى الحاق الأذى بالكرد من خلال تحركات – دالاس – واقامة " الحزام الشمالي " في الشرق الأوسط وكذلك " مبدأ آيزنهاور " عام 1957 وصرف مئات ملايين الدولارات لمهمات محاربة " الشيوعية " وحتى منذ بدايات سبعينات القرن الماضي لم تقتنع ادارة الرئيس – نيكسون – بمسعى دعم الكرد واعتبار ان الوقت لم يحن بعد بعيد اجراء بحث موسع في العاصمة الأمريكية واشنطن وعندما ورد الى الادارة طلب كردي – ايراني للدعم وعرضه على اجتماع " لجنة الأربعين " ( تمثل المخابرات والبيت الأبيض ووزارتي الدفاع والخارجية ..) تقرر ارسال مساعدة مالية عبر نظام الشاه التي لم تصل واستدعي وفد كردي من قيادة الثورة الكردية الى واشنطن لم يتم استقباله من اية جهة دبلوماسية رسمية وتم تسريب أقوال مفادها أن قضية الكرد داخلية ولن تعمل أمريكا أي شيء .
بانتهاء حقبة الحرب الباردة تبدأ مرحلة جديدة ويتبدل الموقف الأمريكي حيال الكرد والقضية الكردية ولو بخطوات بطيئة ويسري ذلك التبدل الذي لم يقتصر تجاه الكرد فحسب بل على مسائل وقضايا أخرى في المنطقة الى درجة تغير الاهتمامات والأولويات خاصة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وصعود الحركات الارهابية والجماعات الاسلامية المتطرفة وقيام أنظمة دكتاتورية باستحواز أسلحة الدمار الشامل وانتشار تجارة وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة وقد تجلى عنصر التبدل في الاعلان الأمريكي الصادر عام 1991 القاضي بدعم حكم القانون والتحولات الديموقراطية وحماية حقوق الانسان والشعوب والقوميات والأقليات والمرأة واحترام القانون الدولي وخصوصا بنود اعلان – هلسنكي – وميثاق باريس – للسبع الكبار لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي كما طرأ تبدل في الموقف تجاه الحدود الدولية القائمة منذ نتائج الحرب الكونية التي أجيز تعديلها كما تم اعادة النظر في مفهوم سيادة الدول وامكانية التدخل الانساني لنصرة الشعوب والأقوام وكان كل ذلك يصب في مجرى دعم حق الشعوب ومن ضمنها الشعب الكردي في تقرير المصير واعادة النظر في الجغرافيا السياسية القائمة وهنا يمكن ملاحظة أن الاهتمام الأمريكي منصب على الدول الأربع التي تقتسم الكرد تركيا والعراق كحلفاء لها وايران وسوريا كنظامين مارقين لذلك فان الكرد والقضية الكردية في قلب الأحداث وضمن النقطة الاستراتيجية وفي اطار قوس الأزمات وضمن سياق المشاريع الأمريكية للقرن الحادي والعشرين .
لقد شاءت الظروف أن تترافق الدراما الكردية العراقية والهجرة المليونية مع توقف الحرب الباردة وتقدم أمريكا كقوة عظمى مسؤولة عن الاستقرار وتحمل الالتزامات تجاه الأزمات العالمية وتعامل الأمريكان مع الوضع الكردي بنوع من الايجابية عند الالتزام بمشروع – الملاذ الآمن – والحماية الدولية والاشراف على اتفاقية واشنطن – 1998 - بمصالحة الحزبين الكرديين الرئيسيين والقرار الأممي 688 بشأن كردستان العراق ورغم افتقار الموقف الأمريكي تجاه الكرد الى التزامات سياسية رسمية معلنة فان مسار الأحداث ينبىء بامكانية حصول تطورات نوعية في هذا المجال خاصة بعد التعامل الأمريكي الواسع في العقدين الأخيرين مع ممثلي الحركة الكردية في الأجزاء الأربعة وآخره لقاء الرئيس أوباما بقادة أكراد في تركيا والعراق خلال زيارته للبلدين واستقبال الكثيرين بمافيهم كرد سوريا وايران في البيت الأبيض والكونغرس ووزارة الخارجية ومكتب الأمن القومي وبعد الاحتكاك المباشر مع شعب كردستان العراق منذ سقوط الدكتاتورية وحتى الآن والتحالف الكردي الأمريكي في تحرير العراق والمواجهة المشتركة المتواصلة ضد الارهاب ونجاح التجربة الديموقراطية في الاقليم الفدرالي واستتاب الأمن والاستقرار في ربوع كردستان العراق واشغال القيادة الكردستانية العراقية موقع صمام أمان لوحدة العراق واستمرار العملية السياسية والدور المناط بأطراف الحركة الكردية في مختلف بلدان المنطقة تجاه عملية التغيير الديموقراطي وتطوير المجتمعات وحل المسألة الكردية عبر الحوار السلمي وفي أطر الوحدة الوطنية والحفاظ على السلم الأهلي ومحاربة الارهاب والتطرف مما يؤكد لأمريكا وكل القوى العالمية أن الكرد يقفون في اللحظة الدولية الراهنة الى جانب التقدم والسلام والاستقرار ويشكلون جزء من الاصطفاف العالمي من أجل التقدم وبالتالي تلتقي مصالحهم الآنية مع مصالح القوى العالمية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية الباحثة عن التغيير والسلم بحسب خطابها السياسي المعلن ومشاريعها المطروحة .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات الكردية – الأمريكية
- قضية كرد سوريا على عتبة عقد جديد ) 3 - 3 (
- قضية كرد سوريا على عتبة عقد جديد ( 2 - 3 )
- قضية كرد سوريا على عتبة عقد جديد ( 1 - 3 )
- - الميلاد ومسيحييو الشرق -
- لا لتبديل وجهة مسار السجال في الحركة الكردية
- أمريكا والكرد من الخصام الى الوئام
- استفتاء على الطريقة السويسرية
- في تكريم الراحل عبد الخالق سرسام
- ليظل الحوار متمدنا
- أبعد من حق الوجود
- - المسألة الشرقية - من جديد
- سوء فهم أم سوء نية
- لقاء مع صلاح بدرالدين
- كلمة وفاء في ذكرى مناضل
- هل من حل - مواطني - للقضية الكردية
- القوة الرابعة
- قراءة في التحولات التركية - الكردية
- اتجاهات التقارب السوري التركي
- حكاية اللاجئين في سوريا


المزيد.....




- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...
- هايتي: الأمم المتحدة تدعو إلى تطبيق حظر الأسلحة بشكل أكثر فا ...
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - بمناسبة زيارة الرئيس بارزاني لواشنطن قراءة في تطورات الموقف الأمريكي من القضية الكردية