أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - - الميلاد ومسيحييو الشرق -















المزيد.....

- الميلاد ومسيحييو الشرق -


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2869 - 2009 / 12 / 26 - 14:58
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تحت هذا العنوان شاهدت يوم ميلاد السيد المسيح برنامجا حواريا على قناة – الحرة – وتابعته بدقة وتركيز شديدين لأنني من المهتمين بأوضاع جميع الفئات القومية والدينية والمذهبية الأقل عددا في مجتمعات الشرق والتي تتعرض الى نوع من التميز أو تشعر بالغبن التاريخي والمظلومية ومتضامنا معها على الصعيدين السياسي والثقافي منذ أن أصبحت واعيا خاصة وأن قريتي التي ترعرعت فيها كانت خليطا اسلاميا مسيحيا متآخيا متفاهما بلغته الكردية الموحدة وفي الممارسة العملية ترسخت صداقتي لمسيحيي كردستان العراق منذ أن حط الرحال بي هناك منذ ما يقارب العقدين ونصرتي لقضاياهم ودعوتي لبناء منظماتهم المستقلة ومدافعا عن حقوقهم في مختلف المجالات والمواقع وبالأخص عبر مؤسسة كاوا للثقافة الكردية ومن خلال عقد عشرات الندوات والحلقات الدراسية حول الحقوق والضمانات والمطالب وكان آخر نشاطات المؤسسة في هذا المجال تنظيم حلقة نقاشية بعنوان " الحل الديموقراطي لقضية المسيحيين العراقيين " لمدة ثلاثة أيام بالتعاون مع – جمعية الثقافة الكلدانية – وبمشاركة مختلف الأطياف الكردستانية وفي المقدمة الفعاليات والنشطاء ورجل الدين المميز سماحة مطران الكلدان السيد – ربان – وجمع من المثقفين من الجانب المسيحي وبحضور ممثلي مكتب التنسيق الأمريكي بكردستان وبعض البعثات الدبلوماسية .
شارك في هذا البرنامج التلفزيوني ثلاثة من المسيحيين حسب تصنيف مقدم البرنامج : لبناني ومصري وعراقي توصلوا جميعا الى استخلاصات متقاربة : تعرض مسيحيي الشرق عموما وتحديدا في الدول العربية وبصورة قد تكون متفاوتة الى أنواع من الحرمان والقمع والتصفيات , يكاد الاضطهاد ينحصر في الأسباب الدينية من جهات اسلاموية وقوموية متحالفة , هبوط النسبة العددية لمسيحيي الشرق الى 3% وفي لبنان من 51% الى أقل من 30% بسبب الهجرة هربا من العنف والاستهداف , حدوث هذا التحول الارتدادي يعود الى تنامي موجة الارهاب باسم الطائفية السياسيةوتصاعد الاسلام السياسي بشكل عام مقابل تراجع القوى والتيارات الديموقراطية العلمانية والليبرالية في الدول التي يتواجد فيها المسيحييون مثل لبنان ومصر والعراق , في سياق أحاديث المشاركين الثلاثة لم يلاحظ الاشارة لاتصريحا ولاتلميحا الى مسألة الانتماء القومي أو أي قمع لأسباب قومية مع أن المسيحي اللبناني ينطلق غالبا من الانتماء العروبي وله فضل كبير على يقظة القومية العربية منذ حقبة الامبراطورية العثمانية والقبطي من الانتماء المصري الذي يشكو جزء من نخبهم في المناسبات من " احتلال اسلامي – عربي " والمسألة بالنسبة للمسيحي العراقي لم تحسم بعد أو قيد الشد والجذب والاختلاف وسنأتي على ذكره بالتفصيل .
من خلال متابعتي لقضايا المسيحيين في العراق واحتكاكي المباشر بمسيحيي كردستان وعودة الى استخلاصاتي من النقاشات التي دارت في الأعوام العشرة الأخيرة في الندوات والحوارات التي شاركت في القسم الأكبر منها توصلت الى جملة من الحقائق والمسلمات ومن أبرزها :
أولا – تنوع المجتمع الكردستاني وتعدد مكوناته القومية والدينية والمذهبية والغالبية الكردية على الصعيدين الشعبي والرسمي تتقبل هذه الحقيقة وتعترف بها وتعتبرها عامل تقدم واتحاد وغنى .
ثانيا – المكون المسيحي بكل تفرعاته ومذاهبه وألوانه يشغل مكانته اللائقة كجزء أقدم من سكان كردستان الأصليين ويتوزع بشريا وانتماء بين غلبة كلدانية واضحة يليها السريان والآشورييون والأرمن أما جغرافيا فيقيمون في معظم مناطق كردستان ومحافظاتها بكثافة تقل أو تتوسع بصورة متفاوتة تمتد من السليمانية وكويسنجق وكركوك واربيل وضواحيها والموصل وتوابعها ودهوك وتنتهي في زاخو وهكذا فان هذا المكون لاينحصر في بقعة واحدة وليس له حدود طبيعية أو أرض مشتركة بعينها . اذا استثنينا بعض الدعوات السياسية الاعلامية التي لاتستند الى في اعتماد سهل نينوى .
ثالثا – تتضارب الدعوات والتوجهات والمنطلقات السياسية بين فئات المكون المسيحي الى درجة اختلاف وجهات النظر حول تعريفه ( وهذه الاشكالية قائمة في سوريا أيضا ) بين من يريد صهره في البوتقة الآرامية القديمة ومن يعتبره سليل النبي ابراهيم الخليل وحضارة أور الكلدانية وأخر يعيده الى المنشأ القومي الآشوري كما تتباين الاجتهادات داخل المكون المسيحي حول تساؤلات وسجالات شائعة : هل نحن دين أم قومية ؟ هل نحن مسيحييون أكراد أم مسيحييون عرب ؟ هل نحن نسيج كردستاني أو عراقي أو الاثنين معا ؟ وبما أن الساحة المسيحية الثقافية لم تتفق بعد على جواب موحد ومن أجل تفادي الاحراجات والتدخل في الشأن المسيحي الداخلي في كردستان أجمعت النخب السياسية والثقافية الكردية الرسمية والشعبية على مراعاة كافة الأطراف واختيار تسمية ترضي الجميع وهي الشعب ( الكلداني الآشوري السرياني ) أو الكلدو آشور .
رابعا – على صعيد الرؤا والمشاريع المقترحة لحل قضية المسيحيين في العراق عامة وكردستان على وجه الخصوص تحمل نفس مسائل الاختلاف حول تعريف الهوية وتتعدد الآراء والمواقف فدستور اقليم كردستان يعتبر المكون ( الكلداني – الآشوري – السرياني ) جزء من شعب كردستان الى جانب الكرد والتركمان والعرب لكل مكون منفردا وللجميع سوية حق تقرير المصير ورغم الضبابية والتردد الى حدود الضياع في مواقف الفئات المسيحية السياسية والثقافية جمعاء بشأن الحقوق هناك توجهات ترى في صيغة الحكم الذاتي في سهل نينوى الحل الأمثل وأخرى ترى في ترسيخ المفهوم الكردستاني لدى المسيحيين الطريق الأكثر واقعية .
خامسا – من المعلوم أن المكون المسيحي يستحوذ حقوقه الثقافية وحريته الدينية وتمثيله في في كل من برلمان وحكومة كردستان وله أحزابه وجمعياته الثقافية ومدارسه السريانية تعمل بحرية كاملة ولم يحصل أي حادث يذكر لأسباب دينية أو طائفية للمقيمين من أبناء هذا المكون في كردستان بل أن حكومة الاقليم ومنذ الأيام الأولى لاستهداف المسيحيين في العراق العربي اتخذت الاجراءات اللازمة للاستقبال والاسكان وتقديم الدعم المالي الكامل والحماية الأمنية وتحول الاقليم الى الموئل الآمن لكل مسيحيي العراق .
عودة الى موضوع الحلقة التلفزيونية حيث كان أداء ضيفي البرنامج اللبناني والمصري ناجحا من حيث الشرح الوافي وتبيان المظالم والاشارة الى الجوانب الايجابية أيضا في علاقات المسيحيين مع الأطياف الأخرى ولكن مما يحز في النفس فان ضيف البرنامج الثالث عضو البرلمان العراقي ورئيس " الحركة الديموقراطية الآشورية " فشل في نقل الحقيقة المسيحية في العراق وكردستان وأوضاعها وظروفها وتطلعاتها وتحاشى بتصميم مسبق ذكر مصطلح اقليم كردستان رغم أنه كان يتكلم على الهواء في أحد ضواحي أربيل بحماية أمنية كردستانية مخالفا بذلك بنود الدستور العراقي وقانون البرلمان الذي هوعضو فيه وتهرب مرات عدة من أسئلة مقدم البرنامج حول أوضاع المسيحيين في اقليم كردستان وبلغ به الاستعلاء الى درجة النطق باسم كل المسيحيين والوصاية عليهم واعتبار الجميع آشورييون وتحت عباءته متطوعا زاعما أن أحوال المسيحيين على أحسن مايرام في سوريا وقد ذكرني شهادته الباطلة بقول أحد المثقفين الناشطين الكلدان في معرض مقارنته أوضاع المسيحيين في كل من كردستان العراق وسوريا بالقول : " النظام السوري منح حرية العبادة وبناء الكنائس للمسيحيين ولكنه أذابهم في بوتقة القومية العربية وقضى على تطلعاتهم الثقافية وهويتهم الخاصة أما في كردستان فالحرية الدينية مصانة الى جانب حرية الانتماء الهوياتي والقومي والأثني والتعبير السياسي والحزبي " والأنكى من كل ماسبق التناقض الذي تجلى في خطابه فقد قدم نفسه كرئيس لحركة قومية ديموقراطية من المفترض أن تكون علمانية وتكلم بلغة أصولية دينية مغرقة في التعصب كما يتكلم دعاة الاسلام السياسي مزايدا على مطارنة وبطاركة ورعاة الكنائس الكلدانية والسريانية والآشورية في عموم العراق .
في الختام نقول كل عام ومسيحيي الشرق وكردستان بألف خير





#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لتبديل وجهة مسار السجال في الحركة الكردية
- أمريكا والكرد من الخصام الى الوئام
- استفتاء على الطريقة السويسرية
- في تكريم الراحل عبد الخالق سرسام
- ليظل الحوار متمدنا
- أبعد من حق الوجود
- - المسألة الشرقية - من جديد
- سوء فهم أم سوء نية
- لقاء مع صلاح بدرالدين
- كلمة وفاء في ذكرى مناضل
- هل من حل - مواطني - للقضية الكردية
- القوة الرابعة
- قراءة في التحولات التركية - الكردية
- اتجاهات التقارب السوري التركي
- حكاية اللاجئين في سوريا
- محاكم الجنايات الدولية هي الحل
- مابين تحولات - أوباما - وثوابت - بوش -
- أيها العراقييون : شعوب الجوار عمقكم
- نظام سوريا ومهنة - المرابي - الاقليمي
- مدرسة آرام ديكران


المزيد.....




- اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في ...
- هيئة معابر غزة: معبر كرم أبو سالم مغلق لليوم الرابع على التو ...
- مصدر مصري -رفيع-: استئناف مفاوضات هدنة غزة بحضور -كافة الوفو ...
- السلطات السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق ...
- ترامب يتهم بايدن بالانحياز إلى -حماس-
- ستولتنبرغ: المناورات النووية الروسية تحد خطير لـ-الناتو-
- وزير إسرائيلي: رغم المعارضة الأمريكية يجب أن نقاتل حتى النصر ...
- هل يمكن للأعضاء المزروعة أن تغير شخصية المضيف الجديد؟
- مصدر أمني ??لبناني: القتلى الأربعة في الغارة هم عناصر لـ-حزب ...
- هرتصوغ يهاجم بن غفير على اللامسوؤلية التي تضر بأمن البلاد


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - - الميلاد ومسيحييو الشرق -