|
مابين تحولات - أوباما - وثوابت - بوش -
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 2753 - 2009 / 8 / 29 - 07:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قد يتفهم العالم طموحات الرئيس الأمريكي وقادة حزبه الديموقراطي المشروعة في الوفاء لشعاراتهم الانتخابية صوب التغيير الذي كان شعارهم الوحيد في مواجهة خصومهم من الحزب الجمهوري وادارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش وقد تتوسم شعوب العالم التي مازالت تناضل في سبيل الحرية والسيادة والعيش الكريم خيرا من قدوم رجل أسود محسوب أصلا وفصلا على خندق المعذبين في الأرض ليقود الدولة الأعظم في العالم ولكن مالم يكن في حسبان المتفائلين والمراهنين وهم يشكلون نسبة كبرى في سائر أصقاع الدنيا وتيارا واسعا من النخب الثقافية والسياسية والرأي العام لايمكن الاستهانة به اقدام ادارة اوباما على خطوات تفسر على أنها ايذان بتبديد الآمال التي وفرتها الادارة السابقة رغم كل المآخذ والملاحظات والشكوك عليها ومن بينها على سبيل المثال مساهمتها في اسقاط كل من نظام الظلامية والتخلف الطالباني في أفغانستان والنظامين الشموليين الدكتاتوريين الأرعنين في يوغسلافيا والعراق واعتبار التغيير الديموقراطي في الشرق الأوسط واصلاح الأنظمة الفاسدة والحرب على الارهاب من الأولويات والتسليم بحق الفلسطيين بدولة مستقلة الى جانب دولة اسرائيل ( خيار الدولتين الذي أعلنه بوش في اجتماع الجمعية العمومية ) وتفهم واسناد وحماية العملية السياسية الديموقراطية في العراق الجديد الفدرالي بما في ذلك دعم التجربة الفدرالية الكردستانية والتدخل المباشر في المفاوضات والحوارات لصالح السلم والاستقرار في السودان على قاعدة تقرير مصير الجنوب ونصرة شعب دارفور والوقوف الى جانب قوى الرابع عشر من آذار الديموقراطية في لبنان وتقديم الدعم السياسي لقوى الاعتدال والسلام في فلسطين ممثلة بالرئيس – أبو مازن - رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية المنتخب ووضع أموال المنظمات الارهابية والشخصيات العاملة في مجال الارهاب والقمع الداخلي في أنظمة المنطقة تحت بند التجميد والعقوبات والتعاطف مع شعوب القوقاز وروسيا الاتحادية الباحثة عن السيادة والاستقلال والحريات ومواجهة الأنظمة المارقة وخاصة في طهران ودمشق وتوفير المستلزمات القانونية والاشتراعية لتقديم العون السياسي والمادي للمعارضة الوطنية في البلدين . اشكالية الداخل والخارج يلحظ المتابع لتطورات السياسة الأمريكية في ظل الادارة الراهنة جنوحها الكامل نحو مواصلة معركة – كسر العظم – ضد مؤسسات ومسؤولي ادارة بوش السابقة الى درجة رفض كل ما كان قائما ومتبعا الصالح منها والطالح لافرق على الصعيدين الوطني والخارجي مما تدفع متطلبات تلك المعركة الداخلية التي تسعرها أصحاب المصالح وكارتيلات الصناعات الحربية والنفطية ومراكز القوى وقد تكون الصهيونية من بينها التي تجد مصلحتها مع أنظمة وحكام العالم وليس مع شعوبه الى بروز اشكالية متعددة الأوجه وفي المقدمة معادلتي الداخل الانتخابي الحزبي والخارج الانفتاحي التصالحي والأخير ما يهمنا الذي يشهد تحولات مثيرة ومقلقة في الوقت ذاته : - بدايات القفز فوق اعتبارات السياسات الداخلية للأنظمة الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية وغيرها أو اغماض العين بما يتعلق بمعايير الديموقراطية وحقوق الانسان وحرية المرأة ومعاناة – الأقليات – والغلو في البراغماتية بما يتعلق بالحوار والتواصل والتصادق مع أنظمة قمعية ظلامية متورطة في الارهاب والجرائم ضد الانسانية وذلك سيرا وبشيء من المغالاة على النهج الذي رسمه تقرير بيكر – هاملتون بخصوص الانفتاح على نظامي دمشق وطهران واجراء الحوار معهما بحجة تخفيف الضغط على العراق وحل الأزمات بأقل الخسائر والتي تفاقمت وازدادت بعكس المأمول . - بوادر التراجع عن الالتزامات المبدئية حيال القضية الفلسطينية داخليا بالتوجه نحوالتواصل الذي يفسر كاعادة اعتبار لحركة حماس عبر قنوات خلفية استخباراتية امريكية وبريطانية وألمانية وسويسرية وخارجية أخرى والتراجع أمام جموح الحكومة الاسرائيلية الجديدة برئاسة المتطرفين من نتانياهو الى ليبرمان خاصة في مسألة وقف الاستيطان والمفاوضات النهائية وتحويل الضغط الى بعض البلدان العربية لنسج العلاقات المسبقة مع اسرائل قبل الحل النهائي مما يؤدي بالتالي الى اضعاف واحراج الحركة الوطنية الفلسطينية والسلطة ومنظمة التحرير . - علائم تشي بالرضوخ أمام شروط النظام الايراني حول قضايا الديموقراطية والمفاعل النووي ولبنان والخليج وفلسطين والعراق واليمن ( وقد يكون لمواقف الحليف الأوروبي المترددة والمائعة بخصوص الملف الايراني أثر سلبي ) والأخطر عدم التعاطف مع الحركات الاصلاحية والمعارضة في الازمة الانتخابية الأخيرة التي كادت أن تتحول ثورة شعبية شاملة ومازالت ذيولها تتفاقم والسكوت المريب على تصفية منظمة مجاهدين خلق في معسكر أشرف بالعراق . - شكوك حول موقف الادارة الجديدة من تطورات لبنان والقوى الديموقراطية والمعارضة واتهامات – مازالت غير مثبتة - بضلوع الادارة في عقد صفقة مع النظام السوري حول المحكمة الخاصة باغتيال الحريري وسائر الجرائم الأخرى التي تورط فيها نظام الأسد الأب والابن منذ ثلاثة عقود وحتى الآن . - الموقف المحايد المثير للجدل بشأن تفجيرات – الأربعاء الأسود – في بغداد وكان من ذيولها بث اعترافات على الهواء بتورط النظام السوري عبر مجموعة بعثية مقيمة بدمشق واستدعاء السفير العراقي بدمشق احتجاجا على رفض الحكومة السورية تسليم المتهمين وسبق ذلك مشاركة وفد من الادارة الأمريكية الى جانب الوفد التركي في الحواربتركيا مع وفد يمثل منظمات " المقاومة " العراقية بمعزل عن الحكومة العراقية الشرعية المرتبطة مع هذه الادارة بمعاهدة استراتيجية أمنية . - منح ممثل الرئيس أوباما الى السودان صك براءة للنظام الحاكم حول جرائم دارفور وذلك خلافا لكل الحقائق والوثائق المحلية والافريقية والأوروبية والعالمية بما في ذلك ارادة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي . ان ما يتراءى ويستشف الآن في عناوين وأجندة سياسات الادارة الأمريكية الجديدة وما يتم رصده من مؤشرات وعلائم لن يظل جامدا بل قابلا للتبديل واعادة النظر ويبقى خاضعا لمؤثرات موازين القوى المحلية والدولية على أرض الواقع ولفعل ارادة الشعوب وتجربة الادارة أيضا ويبقى العامل الحاسم أولا وأخيرا رهن مدى امكانية شعوبنا وقواها الحية في بلورة أهدافها القريبة والبعيدة واعادة بناء هياكلها ومؤسساتها ووسائلها وترسيخ وحدتها على قاعد المصالح الوطنية العليا المصيرية وبالتالي الاعتماد الرئيسي على الذات مع الانفتاح والتفاعل الايجابي مع العوامل الاقليمية والعالمية بغية تجييرها لمتطلبات مصالح السلم والاستقرار والتقدم .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أيها العراقييون : شعوب الجوار عمقكم
-
نظام سوريا ومهنة - المرابي - الاقليمي
-
مدرسة آرام ديكران
-
مشروع - الحركة الوطنية الكردية في سوريا -
-
حقبة - الفدرالية الثانية - في كردستان ) 2 (
-
حقبة - الفدرالية الثانية - في كردستان
-
انهم يضرسون - حصرم - حلب
-
ملامح - مشروطية - دستورية في كردستان
-
المنظومة الأمنية السورية تعيد بناء هياكلها
-
الصين أمام تحديات المسألة القومية
-
هل من منظمة سرية وراء مقتل المجندين الكرد ؟
-
الاستبداد الشرقي في مشهده الجديد
-
ولكن ماذا عن حركات شعوب ايران
-
وانتصر عليهم أدونيس في حلبجة
-
الظاهر والمخفي في الأزمة الايرانية
-
أوباما : الابن الأسود البار للمؤسسة
-
هزيمة - الممانعة - في لبنان
-
نفط كردستان في خدمة العراق الفدرالي الجديد
-
نحن و- الشوفينييون الجدد - مراجعة نقدية لمشروع متعثر ( 10 )
-
بديل” التوافقية “ في نموذج العراق
المزيد.....
-
تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه
...
-
ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي
...
-
تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
-
غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
-
يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة
...
-
-فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول
...
-
صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟
...
-
ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
-
فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
-
صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|