أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - أوباما : الابن الأسود البار للمؤسسة















المزيد.....

أوباما : الابن الأسود البار للمؤسسة


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2680 - 2009 / 6 / 17 - 09:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهران يفصلان خطابي اوباما في كل من تركيا ومصر بعد تتويجه رئيسا للبلد الأعظم في العالم عن الحزب الديموقراطي محل الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش الذي استمر لدورتين متتالتين واذا ما نحينا جانبا المشاعر الانسانية المتعاطفة تجاه الرجل التي ظهرت من متابعي كلماته وتصريحاته المدروسة بدقة في كل من أنقرة والرياض والقاهرة وكانت على الأغلب أقرب الى العفوية المستندة الى تحبيذ لونه وأصوله الافريقية – المسلمة ومفاضلته على السلف على طريقة " ليس حبا بعلي ولكن كرها لمعاوية " مع اكتشاف نوع من المراجعة والتجديد اللفظي في تعابير خطابه السياسي الأقرب الى المجاملات والكلمة الحسنى فاننا سنتوصل لامحالة الى حقيقة أن الرئيس الجديد جيء به أصلا كحاجة ملحة من النخبة الأمريكية ومن البيض قبل السود وانتخب رئيسا لاصلاح ما يعتري مركز الرأسمالية العالمية من وهن اقتصادي في الأزمنة الحديثة وأزمات مجتمعية داخلية وماتلاقيه أمريكا من متاعب على الصعيد العالمي والنظام الرأسمالي مثل أية منظومة اقتصادية وعسكرية وثقافية أخرى تحتاج بين الحين والآخر الى اصلاح وترميم واعادة بناء ومن ثم الانطلاق من جديد كما حصل في حقب عدة بالتاريخ ولاشك أن اختيار السيد أوباما رئيسا كان مناسبا للمهام الجسام المنتظرة انجازها من جانب مراكز القرار والأوساط الصناعية والمؤسسات الاستراتيجية ومرحبا به من الروافد الرأسمالية الأخرى حول العالم حيث الجميع في قلب الأزمة المالية والركود الاقتصادي والكوارث البيئية والصحية ينتظر سبل الخلاص على يد منقذ غير عادي من نوع جديد .
لايوحي المضمون الجوهري لخطاباته وتصريحاته الأخيرة المعلنة بمافيها خطابه بجامعة القاهرة بأي تحول استراتيجي ملحوظ في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط والعالم ومهما بلغت درجات تحديث النبرات الصوتية وسرد آيات وأمثلة قرآنية وتوراتية وانجيلية أو التكتيكات الوقتية والمقترحات بشأن قضايا ومشاكل معينة فانها تبقى أبدا ودائما ان رأت النور أو أخفقت في خدمة تحسين شروط تنفيذ الثوابت غير القابلة للتغيير بسهولة في بلد مؤسساتي في غاية التعقيد مثل الولايات المتحدة الأمريكية خاصة في ظل التشابه الشديد في سياسة الحزبين وتشكيلتهما الطبقية وفلسفتهما الاقتصادية والاجتماعية .
ماقاله من حيث المضمون وليس الشكل في تركيا ومصر ترداد للخطاب الأمريكي التقليدي منذ ولاية بوش الأب تحديدا بخصوص النظام العالمي الجديد والديموقراطية وحقوق الانسان وحقوق المرأة والأقليات الدينية والتنمية والأسواق الحرة والسلم الأهلي وسيادة القانون والشراكة الاقتصادية وتوازن المصالح والتعاون في مواجهة الارهاب والعنف ومعالجة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على أساس حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وكان الرئيس بوش أول من طرحه في اجتماع الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة وقضيتي كوسوفا - البوسنة ودارفور حيث تحررت الأولى بالفزعة العسكرية والطائرات الحربية الأمريكية بعهد الادارة السابقة التي أثارت أمرالثانية أيضا في المحافل الدولية ليبلغ التضامن مع شعب دارفورالمنكوب أعلى درجاته وصولا الى قرار اعتقال دكتاتور السودان من جانب محكمة الجنايات الدولية والاشادة بالمساعدة الأمريكية لكل من أفغانستان والعراق باسقاط نظامي طالبان والبعث المستبدين وهي تمت بفضل الادارة السابقة أيضا وأيضا والمضي قدما كما سلفه في منع ايران من استحواذ الأسلحة النووية وعدم التسامح مع الارهاب اين ما كان ومواضيع أخرى عكست بثقلهاعلى المشهد السياسي بعد تحرير العراق من الدكتاتورية وتوسع الدور التركي وأحداث غزة ونهوض حركة النضال الكردي حيث تناولها الرئيس أوباما بشفافية كاملة في البرلمان التركي داعيا الى ضرورة الحل السلمي للقضية الكردية في تركيا وتحسين العلاقات التركية مع حكومة اقليم كردستان العراق ومسألة مجازر الأرمن والمصالحة التركية الأرمنية أما في الرياض والقاهرة فاتخذ خطابه نبرة الواعظ الروحاني باشاراته المتكررة الى الاسلام وعلاقاته بالغرب وأمريكا تحديدا وتجاوز بذلك موقعه كرئيس دولة علمانية عريقة بل قلد وظيفة الكرسي البابوي في الفاتيكان رغم كونه مسيحيا غير كاتوليكي عندما كان يحاضر في جامعة القاهرة عن تفاهم وحوار الأديان مشخصا أزمة الشرق الأوسط والصراع العربي الاسرائيلي وقضايا لبنان والعراق بصراع الأديان والطوائف والمذاهب قافزا من فوق حقائق تاريخية ثابتة حول المضمون السياسي والاجتماعي للأزمة العامة بما فيها مسألة الارهاب تدور حول القضية الفلسطينية كمسألة قومية ووطنية وديموقراطية لن تحل الا بانتزاع حق تقرير المصير والأمر ذاته ينطبق على لبنان في الصراع بين مشروعين سياسيين حول مستقبل النظام السياسي والعيش المشترك والديموقراطية التوافقية وكذلك في العراق من قضية الدستور في العراق الفدرالي الجديد ومستقبل العملية السياسية وحقوق وضمانات المكونات والقوميات مما حدا بأهم منظمة عالمية ذات المصداقية العالية وهي العفو الدولية – امنستي انترناسيونال - الى اعلان " أن أوباما فوت فرصة مهمة لانتقاد حالة الطوارىء المفروضة في مصر وانتهاك حقوق الانسان في الجزائر وسوريا ومصر ودول أخرى موضحة أن أوباما تحدث عن أهمية حرية الرأي لكنه لم ينتقد اعتقال منشقين وصحفيين وأصحاب مدونات في مصر والسعودية وسوريا وتونس ودول أخرى " .
رغم التفسير الاشكالي ( المتناقض المتأرجح بين الرفض القاطع والمتفاعل ) لبعض الأوساط القريبة من جماعات الاسلام السياسي وبعض المثقفين القومويين لخطاب الرئيس الأمريكي وايحاء معظمهم بخروجه على نهج الادارة السابقة وتقديم الاعتذار غير المباشروطلب الرحمة والغفران من المسلمين الا أن المشهد كان بعكس ذلك تماما فقد تمسك بثوابت بلده تجاه القضايا الرئيسية وسار على درب السلف بل عبر عن اعتزازه بما تحقق في أفغانستان والبوسنة والعراق متمسكا بالعلاقة الاسترتيجية مع اسرائيل مطالبا حماس بالكف عن نهجها الذي يعتبره الأمريكييون والغرب ارهابيا مؤكدا عدم التسامح مع الارهابيين أينما كانوا مصمما على الحيلولة دون امتلاك ايران للسلاح النووي مخاطبا قوى وأطراف الممانعة في المنطقة من دون أن يسميهم ومن عقر دار الاعتدال بأن الخيار الوحيد هو تبديل المسار وتغيير النهج والكف عن الأعمال الارهابية والاذعان للعملية الديموقراطية والشرعية والسلام والحوار ومن أجل ذلك ستثابر الادارة الأمريكية في تفعيل الخطوات والتواصل مع الجميع دون استثناء وكان قد صدر عن نفس تلك الأوساط التي أعمتها السياسات المعادية الشخصانية الانتقامية المسبقة للرئيس بوش وادارته مواقف ملتبسة منذ بداية عهده وتحديدا استهداف كبارمستشاريه الذين سموهم بالمحافظين الجدد باعتبارهم مصدر تهديد لشعوب العالم واستقرارها حسب زعمهم ومن بينهم المسلمون في حين أن هؤلاء وحسب قراءة مشاريعهم المكتوبة وأطروحاتهم التحليلية لمستقبل منطقتنا والعالم كانوا أول من ربطوا حل الأزمة بضرور تحقيق اجراء التغيير الديموقراطي الجذري في بلدان الشرق الأوسط عبر الاطاحة بنظمها الدكتاتورية والمستبدة بما فيها الحكومات الموالية تاريخيا للغرب وأمريكا وكانوا في غاية الوضوح تجاه مختلف القضايا ومن دون مجاملات وخاصة حق الشعوب والأقوام والأقليات والمرأة وفي تشخيص الخطر الارهابي الداهم من جماعات الاسلام السياسي وسيسجل التاريخ أن أنشطتهم الفكرية ومبادراتهم الثقافية ودراساتهم المعمقة عبر مراكز البحث والاستطلاع والمؤسسات الرسمية الأمريكية هي التي مهدت وألهمت ادارة الرئيس بوش للمساهمة باسقاط أكثر الأنظمة جهلا وتخلفا وأعتاهم بطشا وارهابا مثل : طالبان وصدام حسين وميلوسيفيش ولولا العوائق الموضوعية في لجم خططها من جانب الأطراف المتضررة من المسار التغييري وما أكثرها لتحققت خطوات أخرى لمصلحة تحرر شعوب المنطقة وخلاصها من النظم الدكتاتورية والتيوقراطية ومن شرور الارهاب .
كل الدلائل تشير الى أرجحية كفة السلم والوئام واقبال المنطقة على مرحلة أكثر هدوءا بارادة شعوبها تزامنا مع بداية عهد الرئيس الأمريكي الجديد الذي أراد أن يكون تصالحيا في زيارتيه الشرق أوسطيتين وتحقيق خطوات نحو الحل النهائي للقضية الفلسطينية ونشر الأمن والاستقرار في العديد من مناطق نفوذ الجماعات الارهابية ومانتائج الانتخابات اللبنانية وضيق الخناق في العراق وباكستان على شبكات تنظيم القاعدة وطالبان وانكفاء حركة حماس على الصعيد الشعبي الفلسطيني وحراك المحاكم الجنائية الدولية الا علامات معبرة على الطريق الطويل .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هزيمة - الممانعة - في لبنان
- نفط كردستان في خدمة العراق الفدرالي الجديد
- نحن و- الشوفينييون الجدد - مراجعة نقدية لمشروع متعثر ( 10 )
- بديل” التوافقية “ في نموذج العراق
- اخوان سوريا من - العثمنة - الى - البعثنة - مراجعة نقدية لمشر ...
- الأولوية لمواجهة الاستبداد
- مراجعة نقدية لمشروع متعثر ( ثلاثة أعوام عجاف في جبهة الخلاص ...
- سوريا أولا نعم ولكن أية سوريا ؟ مواصلة الحوار مع د عبدالرزاق ...
- بمناسبة عيدها ألا تحتاج الطبقة العاملة لاعادة تعريف
- لماذا التدريبات المشتركة ؟
- مراجعة نقدية لمشروع متعثر ( ثلاثة أعوام عجاف في جبهة الخلاص ...
- - أبو مازن - في كردستان
- دفاعا عن الحقيقة ))) ردنا على بيان - أمانة السيد خدام -
- ممثلو المكون الكردي يقاطعون - جبهة الخلاص -
- في قمة الدوحة لم يكن البشير وحده مطلوبا
- سؤال خطأ في مكان صحيح
- سوريا أولا نعم .. ولكن أية سوريا حوار مع د عبدالرزاق عيد ( 2 ...
- سوريا أولا نعم .. ولكن أية سوريا حوار مع د عبدالرزاق عيد ( 1 ...
- جديد - نوروزنا - هذا العام
- عندما يرفع - البشير - راية العنصرية


المزيد.....




- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - أوباما : الابن الأسود البار للمؤسسة