سؤال خطأ في مكان صحيح

صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2606 - 2009 / 4 / 4 - 08:37
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    

حملات الاستفتاء التي تنظمها مؤسسة الحوار المتمدن وسيلة ناجحة للبحث عن الحقيقة عبر استطلاع الآراء والمواقف حول قضايا معينة تهم مستقبل الشعوب والحياة السياسية وتساعد في استشراف المستقبل هذا في الاطار العام الشامل .
في الحملة الأخيرة التي مازالت مستمرة لفت الجزء الأخير حسب الترتيب نظري الذي جاء على شكل السؤال التالي : " هل تؤيد قيام أحزاب قومية ودينية وطائفية ؟ " وأرى أن هناك خلطا قسريا بين متناقضات فكرية وسياسية وكيلها بميزان واحد بمعنى أنه ليس من الجائز وضع الأحزاب القومية الى جانب كل من الأحزاب الدينية والمذهبية أو الطائفية فكل شعب على الكرة الأرضية لها أحزاب ذات طابع قومي يعني بقضايا القومية المعنية تاريخيا أي في مرحلة التحرر الوطني والسعي الى الاستقلال وبناء الدولة كجزء من حق تقرير المصير أو في مراحل النضال الاجتماعي والتنمية والاستقلال الاقتصادي يعود الفضل لتلك الأحزاب القومية في مختلف أنحاء المعمورة في طرد المستعمر وبناء الكيان وكتابة تاريخ شعوبها وبلدانها وافتتاح آفاق رحبة للتقدم وقد شكلت هذه الأحزاب القومية ضمن اطار حركات التحرر الوطني جزء أساسيا معترفا بها من الثورة العالمية منذ القرن التاسع عشر الى جانب الحركة العمالية العالمية والبلدان الاشتراكية السابقة وفي مرحلة مابعد الحرب الباردة مازالت الأحزاب القومية لدى الشعوب المناضلة التي لم تحقق بعد الاستقلال والتحرر ( فلسطين والكرد وغيرهم ) تواصل كفاحها العادل وتشكل قوى أساسية في حياة تلك الشعوب والأقوام وتمتاز قياداتها بتنوع فكري وسياسي وثقافي تتوزع بين التوجهات الديموقراطية والليبرالية واليسارية بغض النظر عن الأخطاء والنكسات خاصة في ظروف تكاد تنعدم فيها أدوار وتأثيرات الأحزاب الشيوعية بمختلف تياراتها أما الأحزاب الدينية والطائفية فهي تعتنق آيديولوجات لاتاريخية كمظاهر قرووسطية تقسم الشعوب والمجتمعات وتبث الفتنة والاقتتال بين صفوفها وتندرج في تيارات الاسلام السياسي والطائفية السياسية المناهضة لمبدأ : " الدين لله والوطن للجميع " وترمي الى أسلمة السياسة والمجتمع وفي درجة أدنى الى مذهبتهما بالطرق اللاشرعية وعبر وسائل القتل والارهاب .
كان الأسلم والأصح طرح سؤالين منفصلين واحد حول الأحزاب القومية وثاني حول الأحزاب الدينية والطائفية وما يتعلق بالأول من المفيد والواقعي أن يكون السؤال بشقين شق حول الأحزاب القومية في البلدان المستقلة وشق حول الأحزاب القومية لدى الشعوب التي مازالت تناضل وتسعى من أجل التحرر وازالة الاضطهاد القومي العنصري عن كاهلها اذ ليس من المنطق والواقع مثلا وضع الأحزاب القومية النازية في ألمانيا أو حزب الليكود الاسرائيلي أو حزب البعث في سوريا والعراق في خانة واحدة مع حركة فتح الفلسطينية أو أي حزب كردي في أجزاء كردستان الموزعة بين تركيا وايران والعراق وسوريا ومن الظلم من جهة أخرى وضع الأحزاب الأخيرة في صف حزب الله أو حماس والتيار الصدري .
كنت قد أرسلت لادارة الحوار المتمدن ملحوظة بهذا الخصوص قبل أيام دون أن تجد التجاوب لتعديل السؤال .

#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات