هل من حل - مواطني - للقضية الكردية

صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2823 - 2009 / 11 / 8 - 21:44
المحور: القضية الكردية
    

المواطنة كتعريف واستحقاق من أكثر المسائل اهتماما من جانب الحقوقيين والسياسيين والمثقفين بوجه عام منذ أواخر القرن الثامن عشر وحتى الآن وكانت من أبرز مواضيع الثورات الأمريكية والفرنسية وسائر الانتفاضات والتحركات الشعبية التي اجتاحت أوروبا في عصرها النهضوي ومن خلال مواجهة نفوذ الاقطاع والكنيسة والكفاح من أجل الحرية واعادة الاعتبار لحقوق المواطن وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة كما كانت من الموضوعات الرئيسية وبمفهوم مختلف عن طرح الثورة البرجوازية في برنامج ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمي .
لاخلاف على مكانة وقدسية حق المواطنة في كل زمان ومكان بوجهيه كحقوق وكواجبات لأنه من التقديمات الانسانية الأساسية على مستوى الكون وأضحى جزءا من التراث البشري يحتل موقعه المرموق في كافة الشرائع والمواثيق الدولية والاقليمية والوطنية والمواطنة بمعانيها ومضامينها الانسانية والدستورية والقانونية والحقوقية والاقتصادية والثقافية تشكل القاعدة التي تجمع الكل على صعيد البلدان والأوطان تحت خيمة واحدة وهي الملاذ الأخير لوحدة الشعوب تحت ظل الدولة الواحدة بما تعني من مبادىء السواسية والعيش المشترك والاصطفاف الوطني أمام الأهوال والتحديات الداخلية والخارجية .
مفهوم المواطنة وبشكل خاص من جانبه الحقوقي يتعرض في الحقبة الراهنة الى التمايز والاختلاف الى درجة التضاد في الطرح والتفسير بين الخطابين الثقافيين في كل من الدول المتقدمة وبلدان – العالم الثالث – وبالأخص في بلدان الشرق الأوسط التي تقودها أنظمة غير ديموقراطية ففي الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وأستراليا يتم الحديث عن حقوق المواطنة في اطار منح وتثبيت المزيد من الحريات والمشاركة في القرار السياسي والاشتراعي والتقديمات الاقتصادية والرفاه وتوسيع الأبواب أمام الحريات الفردية وانطلاقة المرأة والشباب وتفجير الطاقات الابداعية وتطوير وسائل التعليم والعلم والمعرفة أمام الجيل أي تتجسد حقوق المواطنة وتطبق تلبية لواقع مختلف عن واقع منطقتنا وشعوبنا واستجابة لتقديم الأجوبة الشافية حول هموم ومتطلبات تختلف عن حاجات شعوبنا الحقيقية في العيش بحرية وكرامة بعيدا عن الاضطهاد القومي والاجتماعي والخوف من ارهاب الأنظمة ( ارهاب الدولة ) والقمع والابادة وتغيير التركيب الديموغرافي وفي هذا السياق وازاء الحالة المشخصة المرتبطة بالعلاقات الثقافية الكردية العربية وفي علاقاتنا السياسية الوطنية كحركة قومية ديموقراطية كردية مع القوى العربية في الحركة الوطنية السورية وما يطلق عليها با " المعارضة السورية " وفي الاطار الأوسع مع منظمات المجتمع المدني العربية ونخب من المثقفين العرب نشاهد ومنذ عقود والى حد بعيد منذ استقلال سوريا تمايزا الى حد التعارض بين مفهومين لتفسير مضمون المواطنة كحقوق وتطبيقه على الحالة الكردية كقضية قومية معترف بها محليا وعالميا :
هناك خلط من جانب معظم الشركاء من النخب العربية السورية – متعمد - أو عن- قصور في الوعي - بين حقوق المواطنة والحقوق القومية وبين العام والخاص وهناك أيضا تفسير بعيد عن الواقع بخصوص أية علاقة ايجابية مكملة بين الجانبين بتصوير حقوق الكرد القومية أمرا منافيا لحقوق المواطنة .
نسمع كثيرا في المؤتمرات والاجتماعات المعنية بحقوق الانسان والمواطن والأقوام ونسمع يوميا بمناسبة وغير مناسبة من معظم شركائنا وليس جميعهم في " المعارضة السورية " بأن حق المواطنة هو الحل الأمثل لمعالجة القضية الكردية في سوريا أما كيف وعلى أي أساس وحسب أي برنامج فغير معلوم وغامض وعام وجوابنا على كرمهم الحاتمي هذا هو نعم من المفيد والواجب تطبيق حقوق المواطنة بما هي حريات أساسية واقتصادية ومساواة وحرية تنقل وسفر وترشح وانتخاب وعمل وتوظيف وتعليم وضمان صحي واجتماعي بالتساوي والعدل بين أفراد كافة المكونات الوطنية القومية والدينية والمذهبية والتي لن تتحقق الا في ظل سلطة ديموقراطية بديلة عن النظام الحاكم ولكن ما ذا عن الحقوق القومية لشعب متمايز من السكان الأصليين ويشكل القومية الثانية ويقيم على أرض الآباء والأجداد ومازال غير معترف بوجوده وبحقوقه ويتعرض للاضطهاد والقمع والاقصاء على أية حال ليس هناك تناقض بل تكامل بين استحقاقات المواطنة وحقوق الشعب الكردي رغم أنه في الأول يتعلق الأمر بالفرد والحرية الفردية وفي الثاني بالجماعة والكتلة القومية ككل لايتجزء أو الشعب بالتضامن والتكافل ولن تستقيم الأمور من دون بلورة خطاب ثقافي سياسي واضح من جانب الشركاء يقرأ الواقع كما هو قائم ويقر بتعددية قومية ثقافية في سوريا وينادي أولا بحل عادل للقضية الكردية على قاعدة حق تقرير المصير في اطار الدولة السورية الديموقراطية التعددية الموحدة على أساس الشراكة العادلة في السلطة والثروة ثم يتوافق الجميع على مواصلة النضال الديموقراطي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والعمل من أجل الانجاز الكامل لحقوق المواطن السوري بكل أطيافه وفئاته ومن دون تمييز في الحياة الحرة الكريمة .

#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل