أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - المالكي .. حليفا















المزيد.....

المالكي .. حليفا


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2948 - 2010 / 3 / 18 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باتت قصة الانتخابات بتجلياته المثيرة للجدل مدخلا لكل من يريد متابعة الوضع العراقي منذ طرح قوائم الكتل السياسية والكيانات وتسجيل الأسماء المرشحة وحجب بعضها ممن تنطبق عليهم موجبات المنع حسب شروط " هيئة المساءلة والعدالة – اجتثاث البعث سابقا " وانتهاء بعمليات العد والفرز الجارية حتى كتابة هذه السطور ومايثار من حول الأخيرة من طعون بالصدقية بمراكز معينة .
وقد أثار المشهد الانتخابي البرلماني في دورته الراهنة انتباها واهتماما غير مسبوقين من دول الجوار العراقي تحديدا بعكس الدورة السابقة قبل خمسة أعوام التي لم تتجاوز الاهتمام الدولي وخصوصا من الجانب الأمريكي وحلفائه الذي تركز أساسا على توفير الظروف الأمنية الملائمة للناخب لانجاح عملية التصويت تنفيذا للوعود وأداء لوظيفة بلغت درجة التحدي لخصوم المشروع الأمريكي في العراق وهذا ماحصل كجزء رئيسي في العملية السياسية الديموقراطية الجارية منذ سقوط النظام السابق بكلمة أوضح كانت أجهزة أنظمة دول الجوار باستثناء – الكويت - في الانتخابات السابقة – منهمكة – لوقف العملية السياسية واجهاض ارادة التغيير واعادة الأمور لسابق عهدها وذلك بواسطة أموالها وخبراتها – التآمرية – ووسائلها وقنواتها اللوجستية في تهيئة واستجلاب العنصر البشري الارهابي وزجه وقودا للتفخيخ والتفجير أما في الدورة الانتخابية الحالية فقد طرأ تغيير في المعادلة فبعد ادراك هذا الجوار استحالة ايقاف العملية السياسية بفعل تصميم العراقيين بغالبيتهم الساحقة على المضي قدما الى الأمام حتى استكمال بناء دولتهم الاتحادية التعددية الجديدة بدأت - أنظمة الجوار - بتبديل تكتيكها المتبع منذ تسعة أعوام باتجاه البحث عن متكأ عراقي لمواصلة الصراع مع الأعداء والخصوم اقليميا ودوليا في سبيل مصالحها وتأمين نفوذ لها عبر كيانات سياسية وطوائف معينة والتشويش على جهات أخرى تعتبرها عائقا أمامها لابد من ازاحتها اذا أمكن .
منذ البداية تحولت سوريا والسعودية بعد مصالحة الملك والأسد طرفا الى جانب قائمة – العراقية – ذات الصبغة البعثية – السنية وفي خضم الدعايات الانتخابية جرى استقبال السيد – علاوي – الذي يتزعم القائمة في الرياض ودمشق وتم الاتفاق على دعم البلدين له ( هناك حديث عن أموال سياسية دفعت للعلاوي ) لقاء تعهدات معينة تتعلق بالوضع الداخلي العراقي وخاصة الفدرالية وكركوك والموصل والنفط ونشر أيضا أن الرئيس السوري طلب بشكل عاجل من الرئيس الايراني دعم قائمة – العراقية – وعرقلة مساعي – المالكي – للعودة مجددا وتشير الدلائل الى حدوث صفقات سياسية ثلاثية ( سورية – سعودية – ايرانية بمساهمة قطرية ) شملت ساحات العراق ولبنان واليمن وتاليا فلسطين اذا فشلت المساعي الأمريكية المستجدة وقد شكل التصريح الصحفي للسفير السوري بالرياض الوثيق الصلة بمصادر القرار وخاصة الأمنية – مهدي دخل الله – لصحيفة – الديار – الكويتية بتاريخ الثامن من آذار الجاري اعترافا رسميا حول تنسيق سوري سعودي بشأن العراق وقد جاء في التصريح ( وجود تنسيق بين دمشق والرياض يتصل با العراق لدعم التيار القومي بمواجهة التيارات المرتبطة بالولايات المتحدة، أو التيارات الانفصالية أو الفيدرالية لحماية وحدة العراق واستقراره ) وقد جاء تصريح – طارق الهاشمي – حول المطالبة برئيس عربي للعراق ورفض المرشح الكردي الرئيس الحالي – جلال الطالباني – كجزء من تنفيذ مستحقات أنظمة الجوار مابعد الاتفاق مع زعماء القائمة العراقية وهو بالوقت ذاته دغدغة من – الهاشمي – لمشاعر – اخوانه – في الحكومة التركية الذين يلتقون مع أهداف دمشق والرياض في هذا المجال , في حين ولدى مقارنة هذه المواقف بنظرة الجار الآخر – ايران – " المتهم " بدعم القوائم الشيعية وخاصة قائمة – دولة القانون " بزعامة المالكي نتوصل الى نتائج مذهلة : فبعكس أنظمة الجوار في الغرب والجنوب والشمال نرى الجار الشرقي أكثر تقبلا بالعراق الجديد وبالنظام الفدرالي والتوافق بين الأقوام والمكونات العراقية وعدم التحفظ على أي شخص كرديا كان أو عربيا أو تركمانيا أو كلدانيا من رئاسة العراق .
لقد جمع – علاوي – من حوله ماهب ودب من بقايا وأنصار النظام السابق من بينها تيارات عنصرية وفئات مارست ومازالت تمارس العنف والارهاب بحق المخالف وكتل تعادي العراق الجديد وترفض الدستور ولاتؤمن بالعملية السياسية والأخطر من كل ذلك لم يترك شخصا أو مجموعة أو تيارا من المعادين لشعب كردستان طوال التاريخ المنظورالا ووجد لهم مكانا في قائمته الفضفاضة وهذا مايلاحظه أي مراقب في تهافت المغالين الشوفينيين على قائمته في كل المناطق الكردستانية المقتطعة أو المعروفة – بالمتنازع عليها – مثل مناطق الموصل وكركوك وديالي وتصدر – علاوي – لجحافلهم رافعا سيف صدام حسين في التصميم على الحفاظ على آثار نظامه في التعريب والتهجير والتمثلية القومية ضد الكرد والتركمان على وجه الخصوص وهو ما حوله الى مادة للمتاجرة والمزايدة القوموية أمام حكام دمشق والرياض وعلى حساب نهج المواطنة الجامع لكل المكونات ولابد هنا من القول أن هؤلاء هم انفصالييون بامتياز ويرغبون في تقسيم العراق من خلال استفزاز شعب كردستان وممارسة الضغط عليه أو محاولة عزله عن عملية التواصل الكردي العربي ونهج الاتحاد والعيش المشترك تماما كما يفعله نظام دمشق البعثي تجاه أكراده .
أمام هذه الحقائق المرة ليس أمام شعب كردستان الا اعادة بناء تحالفاته من جديد مع الكتل والكيانات الأقرب والأجدى لبناء العراق الجديد واستمرار العملية السياسية الديموقراطية وتأتي قائمة حزب الدعوة – دولة القانون – بزعامة المالكي الأقرب والأمثل في المرحلة الراهنة لتجسيد العلاقات العربية الكردية والاتحاد الطوعي بين الشعبين الصديقين وارساء قاعدة الوحدة الوطنية الصلبة لخير العراق تليها كتل وكيانات ومجموعات أخرى موزعة داخل – الائتلاف الوطني – والمستقلين والتيارات الديموقراطية والليبرالية في عموم العراق .
لابد لنا وأمام جحود أنظمة الجوار العراقي من التأكيد على فضل العراقيين على شعوب وبلدان المنطقة في دحر القاعدة ومواجهة الارهابيين وانجاز سابقة تاريخية في استكمال موجة التغيير والنيل من اعتى الدكتاتوريات في اقوى مراكزها بالمنطقة وتدشين تجربة مظفرة بشأن معالجة أخطر قضية تواجه شعوب المنطقة وهي المسألة القومية وفي مقدمتها الكردية .
مدخل العراقيين نحو الديموقراطية كما اثبتت تجربتهم الواعدة واضحة لايمكن التقليل من شأن وقيمة ثوابتها وحقائقها : تفكيك الدولة القديمة بكل بناها الأمنية والادارية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والحزبوية ومرتكزاتها الآيديولوجية ( التسلط الأحادي فردا وعائلة وحزبا وطائفة وقومية ) والبدء منذ سبعة أعوام باعادة بناء الدولة الحديثة رغم كل التضحيات الجسام والعوائق والتحديات الآتية من الجوار وأنظمة التخلف والاستبداد وتنظيم القاعدة .
الحل العراقي الجديد مابعد الدكتاتورية للقضية الكردية على اساس الفدرالية شكل نموذجا رائعا للمرة الاولى في تاريخ الشرق الاوسط لاعادة ترميم صرح العلاقات العربية الكردية على اساس الاعتراف المتبادل والاتحاد الطوعي وانجاز سابقة يحتذى بها في حل المسالة القومية في المنطقة بالبلدان المتعددة الأقوام .
حزني على – القومويين الجدد – وبينهم كانوا رفاقا متمركسين أمميين جدا ! الذين لاينفكون يذرفون دموع عنصرية في كل مناسبة حول عروبة العراق والحرص على سلامة – الدولة – المركزية الصارمة حتى لوكانت مقيدة بمنظومة فاشية خاصة عندما يتقدم العراقييون اشواطا باتجاه المصالحة والتوافق واعادة بناء بلدهم وترميم ماهدمته الدكتاتورية ومداواة الجروح التي خلفها نظام صدام في جسم الوحدة الوطنية من ابادة الاخر واستخدام السلاح الكيمياوي ضد الكرد والمقابر الجماعية لكأن هؤلاء يهدفون من وراء ذلك اعادة عقارب الساعة الى الوراء واستحضار صدام بلحمه وشحمه ليزعق من جديد ويضلل الناس بالشعارات القوموية الفارغة ويقتل ويبيد ويهجر ويشعل فتيل الحروب والاقتتال باسم العروبة والامن القومي الايعلم هؤلاء – القوموييون المحافظون الجدد – بأن أهدافهم ومراميهم باتت واضحة ومفضوحة ؟ على القوى الحية في شعوبنا من دعاة التغيير الديموقراطي والخلاص من الدكتاتوريات ليس أن يدعموا العراقيين في مسيرتهم الكبرى نحو بناء الدولة الحديثة بعد انجاز هدم وازالة القديم البائد فحسب بل عليها ومن واجبها تقديم الشكر والامتنان للعراقيين ( بدلا من مزايدات المغالين وشكوك المتربصين وتخوين المرتدين ) هؤلاء الذين خلقوا سابقة تاريخية ناجزة في امكانية دحر الدكتاتورية والاستبداد مهما كان متجبرا وقاسيا محميا من أجهزة القمع المتعددة ومستغلا لكل الدخل القومي وافتتحوا طريق التغيير لخير جميع شعوب المنطقة .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة الذكرى السنوية لميلاد مصطفى البارزاني..- خه بات - تح ...
- بمناسبة الذكرى السنوية لميلاد مصطفى البارزاني ...- خه بات - ...
- على أعتاب الذكرى السادسة : ترميم البيت الكردي أولا
- نظام الحصة – الكوتا – وحقوق المرأة ( كردستان العراق نموذجا )
- العراق في ميزان - أهون الشريين -
- الانتخابات العراقية في مؤسسة كاوا
- لانريد - عفوكم - بل نريد اعفاءكم
- لمصلحة من تطوى قضية اغتيال الحريري
- مناقشة الردود على مشروع - الحركة الوطنية الكردية - ( 2 - 2 )
- مناقشة الردود على مشروع - الحركة الوطنية الكردية - ( 1 - 2 )
- يهود إسرائيل وأكراد العراق.. زيارات متبادلة وجمعيات ووفود فن ...
- حول- الحرب - الكلامية السورية الاسرائيلية
- بمناسبة زيارة الرئيس بارزاني لواشنطن قراءة في تطورات الموقف ...
- العلاقات الكردية – الأمريكية
- قضية كرد سوريا على عتبة عقد جديد ) 3 - 3 (
- قضية كرد سوريا على عتبة عقد جديد ( 2 - 3 )
- قضية كرد سوريا على عتبة عقد جديد ( 1 - 3 )
- - الميلاد ومسيحييو الشرق -
- لا لتبديل وجهة مسار السجال في الحركة الكردية
- أمريكا والكرد من الخصام الى الوئام


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - المالكي .. حليفا