أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - محاولة للقراءة في كتابات الشاعرة والفنانة التشكيلية رنا جعفر:مابين -رش الاماني -والقصيدة الاشكالية ولغة الواقع الشاعرية















المزيد.....

محاولة للقراءة في كتابات الشاعرة والفنانة التشكيلية رنا جعفر:مابين -رش الاماني -والقصيدة الاشكالية ولغة الواقع الشاعرية


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 2984 - 2010 / 4 / 23 - 18:05
المحور: الادب والفن
    


حيرة واسئلة لا نهاية لها وفجيعة عند كل مقطع شعري هذا ما يمكن ان يتبادر عند قراءة بعض اشعار الشاعر العراقية رنا جعفر والحيرة لا تأتي من فراغ بل انها في اغلب الاحيان ترى الأشياء متعمدة بنتائجها وكأنها دون مقدمات
لكن هذه الشاعرية لاتفقد لغتها الحيوية ولا قدرتها التشكيلية المبهرة ولا الوانها الحارة وان كان الزمن كفيل بانضاج المحتوى الشعري بالتجربة ومنعطفات التفاصيل التاريخية وما يلم بالنفس الادبية من عثرات واخفاقات "تعطل الوقت في وجهي.. كيف امزق الايام في وجه الصرير؟"
ليس ثمة معطل لحياتنا اكثر من الاحتلال والياته التي تبعث الصدأ من كل شي في مستقبلنا فلايمكن ان يجتمع مجلس حكم اقامه الحاكم العسكري للغزاة الامريكان مع ديمقراطية اجتماعية وسياسة ولا بأقل اشكالها امكانية فالاحتلال يدمر كل بناء ويطهر عرقيا وادبيا كما اصبح حال شاعرتنا العراقية المقيمة في القاهرة لأنه لايؤسس الا للخراب واستقطاب كل الثروة بيد قلة مرتزقة يديرها كما يشاء
تبدو عباراتها اقرب الى الهمس الحزين الممزوج بقدر لايستهان من المرارة التي لاتجد لها تفسيرا صحيح ان الديكتاتورية ديكتاتورية النظام العراقي المخلوع قد تبلد المشاعر وتخلف خلفها انتظار اي شيء" ليرش المرءامانيه "لعلها تتحقق الا ان الاحتلال هو اله الاستبداد فمن المؤكد انه لايترك خلفه الا الانكسارات والوجوه المهشمة والالتفات الى جوانب النفس للملمة جراحها
مع ان الشاعرة رنا جعفر اعتبرت ان مجلس الحكم شيئا افضل من ديكتاتورية صدام الا انها وجدت ان اليات هذا المجلس الذي صيغ خارج ارادة الشعب العراقي لم تجلب لها الا محاصصة طائفية أكلت الأخضر واليابس وكان ان انقذتها الصدفة البحته التي طحنت الناس بنار الشعارات المذهبية التي لاعلاقة لها بالعراق ولا بمستقبله ولم تكن اكثر من بروفة للقتل والتطهير العرقي كما حدث في فلسطين على يد الغزاة الانكليز ومرتزقتهم الصهاينة.. ان التطهير العرقي احد الاعمدة الاساسية للاحتلال وكما قال مارتن انديك الحاكم العسكري للبانتوستانات الفلسطينية التي ادارها الطرطور عرفات ومن خلفه طاقم المهرجين عباس ودحلان وفياض قال يومها اي في اول ايام الاحتلال الامريكي للعراق "فرق تسد" سنستخدم هذه السياسة فتكون عبارات الشاعرة صادقة ومؤلمة في هشاشتها ونهاياتها الحزينة
تعطـَّلَ الوقتُ في وجهي
كيفَ أمزقُ الأيامَ في وجهِ الصرير؟
أنا مذ أشحتُ بفضتي عن مهرجان ِ الدمِّ
لم أعدْ أقوى على رش ِّ الأماني
بيدَ أني انتفيتُ من التألـّم ِ في الحروبِ المتكررة ِ
كلُّ حرب ٍتأكلُ الإنتظارَ
وتأكلُ كلَّ ما كدَّستهُ مني
لأحلمَ
تماما كما حول الاحتلال الصهيوني مسافة كيلومترات بين مخيماتنا في دول الطوق الى ملايين الاميال ليقطع الناس اكثر من ستين عاما ولا يصلوا الى بيوتهم واراضيهم وابقارهم واشجارهم ودجاجاتهم
تصل الشاعرة هاربة من البلد المحرر للقاهرة ولاتنه دراستها في كلية العمارة بل تكتفي بالوقوف على اطلال الفسيفساء التي اشعلها الغزو ومهدت لها الديكتاتورية التي قصمت ظهر كل قوى سياسية حقيقية يمكن ان تواجه الاحتلال بالمقاومة فعرف الاحتلال يومها بغريزته المالية ان الدرب امامه مفتوح للوصول الى بغداد ولكن فاتت عليه امور كثيرة معقدة لا يمكن لعقلية الغزاة ان تفهمها وستظل تكرر نفسها وهزيمتها ابدا
مفردات الشاعرة تنبأ عن العالم الداخلي الذي يضرب اعماقها " الموت.. المجزرة ..سحيق.. بماء الموت ..مهرجان الدم.. الآسن المرتخي.." بحيث يصعب النهوض واقفا امام مشاعر مستلبة لاشك انها معبرة عن حالة الضياع بين الأماني والواقع وبالتالي غياب القدرة على رؤيته الا متشحا بسواد الاحتلال
لايفقدها هذا رشاقتها التعبيرية ولا الصور المتجددة التي تعبر من خلالها "اجسادهم المبنية من نار..يسحلون الأرصفة بالخطوات..الزجاج المعجون بماء الموت.."
صحيح ان هذه اللغة افضل بكثير من خواء تكرار التمسك بالوطن وادعاء الوطنية الا ان للمقاومة قدرتها على خلق تلك الرومانسية الشاعرية والتجدد والخلق الابداعي ولاتعني المقاومة ان لايتمسك المرء بلغة تعبر عنه صادقة ولاتهادن ولا تفتعل حب الوطن بل تقف عند كل شيء انساني فيها سلبا ام ايجابا مع الابتعاد عن العدمية التي لاتوصلنا الا الى احضان الأعداء والغزاة مهما كان شكل هذه العدمية
بعدَ الموت.."
تنهضُ المدينة.ُ
من الأرض ِ يخرجونَ بنصفِ مجزرة ٍ
وضوءٍ مثقوب
أجسادهم المبنية ُ من النار
لها بريقُ الشعاراتِ القديمة
عيونهم المصبوبة ُ من فولاذِ الثورة
مازالت تحدقُ بمهرجان ٍ سحيق
يسحلونَ الأرصفة َ بالخطوات
ناقرينَ الزجاجَ المعجونَ بماءِ الموت
...............................
ألعنُ الهواءَ
أخفي تفاحي
لا أمتدُّ
و حينما يخرجونَ
أغمضُ عينيَّ عن القادمين.
يلمسونني بنظراتِهم
أتدنسُ
و بقتامةِ ملامحي أغتسلُ
أقطعُ أنفاسَهم
فتمتصني أضلاعكَ, تستنشقني
أغفلُ عنهم
ينطفئونَ
و يلتهبُ جنونكَ
جرأة غير عادية على اصطياد اللحظات والاستعارات ومزج عجيب بين الكلمات التجريدية مع الواقع المتنوع والمختلف عليه ولاشك انها توفر اجمل ما يمكن ان يحمله الشعر والذي من اجلها نسميه شعرا مهما شكله وما اقصده هو الدهشة التي تصدم احيانا لقسوتها او لتناقض ما يمكن ان تتوقع ان تصل اليه
"كان غامضاً
ومدهوناً بالآسن ِالمرتخي
جامداً كالصراخ
ينفضُ عن أخطائهِ لونَ البركان ِالبارد
يفضلُ العتمة َبعرائها الغض
مستلقياً,
فوقَ هدوءٍ يشبهُ نساءً من جليد.
كانَ خاشعاً..
عندما يقرّرُ الليلُ فضَّ البراءة
راقداً كالنهار ..
حينما يقرّرُ الصغارُ مضغَ حبيباتِ شرهِ المستدير.
وفي كلِّ نشوةٍ و ذنب ..
يعانقني
لافحاً جسدي بأنفاسهِ الرعب
كم احبك ايها الموت؟".
لاشك ان المرء يختلف مع طرق التحليل والادوات التي يتم استخدامها لدى شاعر او شاعرة ما ولكن هنا في حالة الشاعرة رنا يبدو التذوق للشعر مسوغا للتغاضي عن تعاملها مع الواقع وان كانت حساسية بمثل هذه اللغة لن تغيب طويلا عن مساحات المقاومة بأشكالها التصويرية والانشائية والشعرية يبقى ان تتحرر من طغيان التفاصيل الحادة للمصالح المتنافرة..
المركز الثقافي العربي لمنطقة لييج يوفر للشاعر العراقية فرصة للحديث عن تجربتها التشكيلية في الرسم والشعر يوم الخامس من حزيران 2010 ليستضيفها لتعرض لوحاتها وتقدم اشعارها وتجربتها الشعرية التي تطرح نفسها من خلالها مع كل غموضها والتباساتها وآفاقها



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا عن جيلبرت اشقر وكتابه -المحرقة والعرب-؟
- الموسم الربيعي2010 لفعاليات المركز الثقافي لمنطقة لييج البلج ...
- قصيدة :ضحايا وبيزنس وحروب
- قصيدة: صبية الوجه النوراني
- امسية غنائية لصوت الشرق سمر وعصام شريفي في المركز الثقافي ال ...
- الباحثة البلجيكية في علم الانسان: ايلينور ارماني:الطقوس الدر ...
- مذكرات عن الرحلة الثقافية للمركز الثقافي العربي لمنطقة لييج ...
- قصيدة:تحرري
- قصيدة : فجري زنزانة اسلام السي اي ايه وتحرري
- قصيدة: أنتِ سلسبيل متدفق بالفنون والأشعار
- قصيدة :صبية اللوفر تطل على قلب باريس
- قصيدة مواعيد على طريق صبية الحرير
- في اطار مهرجان الفيلم المناهض للعنصرية ببلجيكا:العروس السوري ...
- محاضرة باربارا ديلكور في جامعة لييج بدعوة من المركز الثقافي ...
- مهرجان مدارس فن الرقص الشرقي لعام 2010 في بلجيكا: ابهار فني ...
- قصيدة : قراءة زهرة لوز جريحة؟
- قصيدة : قراءة زهرة لوز قتيلة؟
- قصيدة :توقيع الأجنحة المحاصرة بشرايينها
- قصيدة :كورنيش يطل على عريكِ الجميل
- العزف على اوتاركِ الملتهبة


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - محاولة للقراءة في كتابات الشاعرة والفنانة التشكيلية رنا جعفر:مابين -رش الاماني -والقصيدة الاشكالية ولغة الواقع الشاعرية