أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أمنية طلعت - مشكلة الفقر وضرورة تنمية الدور الاقتصادي للمرأة العربية














المزيد.....

مشكلة الفقر وضرورة تنمية الدور الاقتصادي للمرأة العربية


أمنية طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 2981 - 2010 / 4 / 20 - 08:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



إن فقر المرأة في العالم العربي أصبح حقيقة لا يمكن إنكارها أو التغاضي عنها، وإن كان تفسيرُ أسبابِها مختلفٌ عليها، بين أسبابٍ ثقافيةٍ وسياسيةٍ وبين أثقالِ التراث وضغوط العصر. ولكن مما لا شك فيه أيضاً أن هناك ترابطٌ بين الوضعِ الاقتصادي للمرأة العربية وبين القوانين المعمولُ بِها في البلاد العربية، حيث مازالت المرأة العربية تعاني من تمييزٍ على مستوى الحقوقِ والتشريعاتِ.
ولكي تتضح الصورة قليلاً ومن خلال تقارير صدرت من البنك الدولي وغيرها من المنظمات العالمية حول الفقر في العالم العربي وفقر النساء بشكل خاص، نجد على سبيل المثال لا الحصر، أنه في عام 2002 تم اكتشاف أن 15% من الأسرِ الأردنية ترعاها إناث، وقد قدر مؤشر فجوة الفقر لتلك الأسر بحوالي 3.55%، أي أن متوسط إنفاق الفرد داخل هذه الأسر يصل إلى حوالي 301دينار أردني للفرد في السنة. بينما في مصر، فالمصيبة أكبر، حيث تورد دراسة أعدها دات وجوليف وشارما عام 1997 أن مؤشر تعداد الرؤوس للأسر التي ترعاها نساء قدر بـ 35.5% في الحضر وحوالي 36.3% في الريف، وقدر مؤشر فجوة الفقر للأسر التي ترعاها نساء بـ 8.4 % على مستوى القطر مقابل 6.2% بين الأسر التي يرعاها الرجال، والتي يبلغ تعدادها في الحضر 21.8% و28.1% في قطاع الريف. بالطبع النسبة المتبقية يتولى الإنفاق عليها كل من الرجال والنساء بالتعاون فيما بينهم. أما تونس والتي تتمتع فيها النساء بمساواة شبه كاملة في القوانين والتشريعات، فيورد التقرير الذي صدر عن البنك الدولي حول الفقر في تونس عام 2000 ، أنه لا يوجد ما يشير إلى انتشار للفقر بين أوساط الأسر التي ترعاها النساء، وأن انتشار الفقر بين النساء بشكل عام سواء في الريف أو المدن لا يزيد عن انتشاره في أوساط الرجال.
ووفقاً للأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية محمد الخمليشي، فإن المتغيرات العالمية التي أملتها العولمة وما نتج عنها من تحولات في معظم المجتمعات الإنسانية، فرضت تحديات ومهام متنوعة أمام فرص استدامة التنمية وتواصلها، وقد أفضت هذه التحديات إلى ضرورة الاهتمام النوعي بالتنمية البشرية على مختلف الاتجاهات، وأشار إلى أن دراسة موضوع " المرأة والفقر" تُواجَه بصعوبات علمية وإجرائية، نتيجة عدم توافر البيانات والمعلومات الدقيقة على أساس النوع، وان الفقر في المجتمع العربي هو نتيجة تراكمات تاريخية وثقافية واجتماعية، حددت فرص الذكور والإناث في التعليم والمعرفة والتشغيل، فضلاً عما أضافته المتغيرات السريعة والعميقة، من تداخل العوامل المؤثرة في أوضاع المرأة عامة، والمرأة الفقيرة بصفة خاصة.

مما سبق، يمكن لنا أن ندرك أن انتشار الفقر في البلاد العربية يشمل كل من الرجل والمرأة، ولكنه يمثل تحدياً أكبر على المرأة، التي تشارك بنسبة ليست بسيطة في إعالة الأسر، كما تتولى في بعض الحالات وبنسب متفاوتة إعالة الأسر بشكل عام. كذلك يعد وضع المرأة الفقيرة، أكثر إيلاماً من الرجل، فهي تعيش مثلها مثل الرجل في ظروف اقتصادية صعبة، وتعاني من متحيزات ثقافية وسياسات تحدُ من قيمة مساهماتها في التنمية، وهي إضافةٌ لما سبق، المسؤولة الأساسية عن رعاية الأطفال والأعمال المنزلية، إذ تلعب النساء دوراً إنتاجياً وإنجابياً في المنزل، فهي ليست مطالبة بالحصول على دخل للعائلة فقط، لكنها أيضاً مسؤولة عن النشاط اليومي الضروري لاستمرار الحياة اليومية للأسرة. ورغم كل ذلك، هي متهمة دائماً في كافة تحركاتها، ويتم التحرش بها سواء كان في الشارع أو مكان العمل، ودائماً ما يتم الاستخفاف بقيمتها وجدواها كإنسان حقيقي وفاعل في الحياة.

ولكل ما سبق، تعد المرأة أكثر حساسية للفقر، ما يوجب التركيز بنسبة كبيرة على تنميتها اجتماعياً واقتصادياً. والعمل على تحديث القوانين والتشريعات التي تحد من حركة نشاطها الإقتصادي في المجتمعات العربية، كما يوجب أيضاً ضرور ة تكثيف الأنشطة التوعوية داخل المجتمعات العربية لنشر ثقافة بديلة تعيد للمرأة مكانتها التي نصت عليها كافة الديانات السماوية وعلى رأسها الإسلام، وتظهرها في صورة إنسان مكتمل وغير ناقص، حيث دأبت المجتمعات العربية على التعامل مع المرأة وتصويرها على أنها كائن معاق لا يبلغ سن الرشد أبداً ولا يمكنه أن يتخذ قراراته بنفسه بشكل ناضج وسليم، رغم أن النساء العربيات أثبتن أنفسهن كعالمات وأديبات وعاملات في الكثير من المحافل الدولية، وأعتقد أن نبوغ العالمتين السعوديتين غادة مطلق المطيري وحياة سندي الذي ظهر مؤخراً وكان حديث الأوساط العلمية العالمية، لهو أكبر دليل حديث من داخل المنطقة العربية، على تساوي قدرات المرأة العقلية بالرجل، ما يضحد أي افتراءات ذكورية تدعي عدم قدرة المرأة على تولي زمام أمورها.....فقط يجب أن يتم فك القبضة الحديدية التي تكبل سيقان النساء عن الانطلاق في هذا العالم.
إننا نحتاج إلى تضافر كافة الجهود للقضاء على ظاهرة الفقر في المنطقة العربية بشكل عام، وعلى فقر المرأة العربية بشكل خاص، وذلك من خلال تمكينها اجتماعياً، والقضاء على أميتها، ودعم المشاريع الاقتصادية التي تعتمد على العمالة النسائية، والحرص على تعليم الفتيات المهن المختلفة ليتمكن من مواجهة صروف الحياة بقوة، ما يساهم بنسبة كبيرة في القضاء على العديد من الآفات المجتمعية التي نعاني منها والتي نلقي بلائمتها على كاهل النساء في حين أنهن مظلومات ولسن بظالمات. والأهم من كل ما سبق، إعادة النظر في أسلوب تربيتنا لبناتنا، فقد حان الوقت لكي نربي الفتيات على الاستقلال وعدم الاتكال على وجود شخص يعيلهن اقتصادياً، فالوضع الاقتصادي الراهن للعالم كله لا يسمح باستمرار تلك الثقافة، والتي تشكل ركناً أصيلاً في الثقافة العربية.



#أمنية_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حي على الجهاد يا ستات
- محجبات ومنقبات في البارات والملاهي الليلية
- كم احببت الاسلام في تركيا
- لم يصبها الدور
- خلعت كل شيئ واختفت
- أسمهان و سلاف: معزوفة نسائية مبهرة
- تسيبي ليفني في التوراة
- علي كل لون يا فتوي.. والمرأة هي الخاسر الأكبر
- نساء الدرك الأسفل وإشاعة تمكين المرأة
- بطولات نسائية في بكين ..والعربيات في خدور الحريم
- النقاب فضل وليس فرض!
- إسلامهم أم إسلامنا؟ رفض تجريم الختان ورفع سن الزواج في قانون ...
- من يمتلك جسد النساء؟
- الفاعل والمفعول به ... إنتقالا من علم النحو إلى النشاط الجنس ...
- من ذات الهمة إلى إسراء عبد الفتاح ...المرأة العربية تُبعَث م ...
- ثقافة الحور العين والخطاب الذكوري المفروض حتى على الجنة
- الحجاب حرية شخصية...... وماذا عن السفور؟
- مع الله أم ضده؟ ...مجتمع الفضيلة العربي يحرم الزنا ويعادي ال ...
- الفتاة العربية في دبي... مرفهة اقتصاديا لكنها عانس
- لماذا يعبر الرجل العربي عن الهزيمة السياسية بالفعل الجنسي مع ...


المزيد.....




- السعودية.. فيديو دموع امرأة مغربية في الحرم ردا على سؤال يثي ...
- شاهد..امرأة في مصر تؤدي دور المسحراتي خلال رمضان وتجوب شوارع ...
- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة والإعل ...
- صلة رحم.. معالجة درامية إنسانية لقضايا النساء
- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة رغم ان ...
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025
- انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة وسط ...
- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أمنية طلعت - مشكلة الفقر وضرورة تنمية الدور الاقتصادي للمرأة العربية