أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أمنية طلعت - علي كل لون يا فتوي.. والمرأة هي الخاسر الأكبر














المزيد.....

علي كل لون يا فتوي.. والمرأة هي الخاسر الأكبر


أمنية طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 2412 - 2008 / 9 / 22 - 09:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يشهد موسم الفتاوي رواجاً شديداً في رمضان، وغالباً ما تكون المرأة هي الخاسر الأكبر في هذه اللعبة، فمثلما لكل مهنة موسم يجمع العاملين فيها غلة العام، فإن المشيخة أيضاً موسمها رمضان، حيث يجمع المشايخ غلة العام أو "الهبرة الكبيرة" التي سيعتمدون عليها العام كله. وفي الحقيقة أنا لا أعترض علي ذلك الأمر، ولا أضع عيني في رزق مشايخنا الأجلاء، فبالهناء والشفاء، وربنا يبارك فيما جمعوا من حصاد في رمضان، لكنني فقط أقول لهم اتقوا الله في النساء اللائي لا تجدون غيرهن كي تصبوا جام فتواكم عليهن، فتزيدوهن هماً علي هم وتزيدون ضغوط الحياة أكثر مما هي عليه.
منذ أن بدأ رمضان، وأنا أحاول جاهدة أن أتابع المسلسلات التي تنهال علينا من جميع اتجاهات جهاز التليفزيون المسكين الذي يئن من كثرة العمل في هذا الشهر المبارك، ومع المسلسلات لا يمكنني أن أغفل مسلسلات المشايخ والدعاة "كما يطلقون علي أنفسهم"، وفي الحقيقة أشعر بمتعة حقيقية في متابعة تلك البرامج التي تأتي لنا بفتاوي لا تشبه بعضها بعضاً، وبالتالي يعوضون نقص الكوميديا في رمضان، لكنها في الحقيقة كوميديا سوداء شديدة القتامة، ولا يتحول لونها إلي الأسود إلا عندما يكون الأمر خاصاً بالنساء.
وإليكم الفتوي الرمضانية الخاصة بالحدث الأشهر في رمضان " يا عم الشيخ أنا بافطر لما تجيلي الدورة الشهرية، بس أحيانا تترفع وبعدين تنزل تاني أفطر ولا أصوم؟" يا الله ! هل مازالت النساء تسأل هذا السؤال؟ ..لم يكن السؤال مضحكا بقدر ماكانت إجابة العالم الجليل الذي هو في واقع المر رجلاً لم يشهد دورة شهرية واحدة في حياته، لكنه أجاب بلغة الواثق من أمره "صومي عدد أيام الدورة زي ما بتجيلك كل شهر يعني لو بتجيلك أربعة أيام يبقي تصوميهم وتفطري الباقي، لو كان الدم اللي بينزل بعد كده لونه أحمر رايق ومالوش ريحة، لكن لو لونه بني غامق وله ريحة تفطري وتصومي بعد ما يخلص وتتطهري"، هنا كانت النكتة الكبيرة، لقد عشت عمري كله منذ أن بلغت لا أعلم لدورتي الشهرية عدد أيام ثابتا، وما أعلمه عن صديقاتي وشريكاتي في عالم الدورة الشهرية أن أيامها ليست ثابتة كالساعة، كما أنني لم أعلم رائحة للون بني غامق يأتي بعد انتهائها، هل أنا امرأة مختلفة؟ أم أنني أعاني مرضاً نسائياً خطيراً؟
الفتوي الأخري التي ما أنزل الله بها من سلطان، فكانت إجابة علي زوج أبسط ما يقال عنه إنه زوج " غلس وقلته أحسن" فقد سأل الزوج عديم المسئولية الشيخ المفتي الجبار عن حكم الشرع في امرأة تترك بيت الزوجية وتقيم عند أهلها، لأنها أنجبت توأماً، وترغب في أن تساعدها أمها في تربيتهما خلال السنة الأولي من عمرهما، حيث إن الزوجة تعمل وترفض ترك عملها كي تتفرغ لرعاية التوأم وبالطبع خدمة سي السيد، أما إجابة الشيخ فجاءت كالتالي، لا عمل للمرأة في مقابل تربية الأبناء وخدمة الزوج حتي لو كانت محتاجة اقتصادياً وعلي زوجها أو أبيها أو الدولة أن تنفق عليها كي تتفرغ لتربية الأطفال وعملها في ظل تلك الظروف حرام!! وهنا لم أتمكن من إمساك ضحكتي التي بلغت عنان السماء، فماذا يعرف هذا الشيخ أو هذا الزوج عن رعاية طفل رضيع؟ فما بالكم بتوأم؟ وأين هي تلك الدولة التي ستصرف علي المرأة الأم لو لم يتوفر لها إنفاق الزوج أو الأب؟ وماذا لو كان الأب عليلا أو فقيراً أو غير قادر؟ وماذا لو كان الزوج غائباً أو زوج "غلس" مثل صاحب السؤال؟ وماذا لو تركت تلك الأم عملها الآن، وتفرغت لرعاية توأمها وخدمة زوجها، ثم مات عنها بعد فترة أو طلقها أو تزوج عليها؟ من سينفعها حينها؟ أم أن عم الشيخ صاحب الفتوي سيكفلها؟ أم سيسعي لها عند الدولة كي تكفلها؟ وماذا لو كانت فتواه محترمة تناسب عصرنا وضيقه المادي علي العباد، وطالب الزوج " الغلس" أن يصبر علي زوجته ويعاونها في رعاية التوأم أو يتركها عند أمها كي تساعدها علي تربيتهما حتي يمر العام الأول من عمرهما علي الأقل؟ ماذا لو كانت فتواه إنسانية ورحيمة تشبه الله ودينه الذي أنزله رحمة بالعباد ليس سيفاً مسلطاً عليهم؟ ولماذا يقف دائما دين المشايخ والدعاة في سبيل المرأة؟ ولماذا لا يبسطون الحياة عليها بدلا من قهرها في كل مناحي حياتها حتي في أمومتها.
أيها المشايخ والدعاة الكوميديون قللوا من سواد كوميدياكم قليلاً، فلقد بلغ الضحك الحلقوم حتي كاد يخنقنا...



#أمنية_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء الدرك الأسفل وإشاعة تمكين المرأة
- بطولات نسائية في بكين ..والعربيات في خدور الحريم
- النقاب فضل وليس فرض!
- إسلامهم أم إسلامنا؟ رفض تجريم الختان ورفع سن الزواج في قانون ...
- من يمتلك جسد النساء؟
- الفاعل والمفعول به ... إنتقالا من علم النحو إلى النشاط الجنس ...
- من ذات الهمة إلى إسراء عبد الفتاح ...المرأة العربية تُبعَث م ...
- ثقافة الحور العين والخطاب الذكوري المفروض حتى على الجنة
- الحجاب حرية شخصية...... وماذا عن السفور؟
- مع الله أم ضده؟ ...مجتمع الفضيلة العربي يحرم الزنا ويعادي ال ...
- الفتاة العربية في دبي... مرفهة اقتصاديا لكنها عانس
- لماذا يعبر الرجل العربي عن الهزيمة السياسية بالفعل الجنسي مع ...
- هل كان رمضان السبب في ترهل مصراوية؟ أم أن السيناريو مترهل من ...
- الحجاب........كلاكيت مليون مرة
- يا نساء العالم العربي اتحدن...جداتنا الأوائل لم يقرن في البي ...
- قانون الغاب الذي يحكم ما تسره الضمائر ( حول المتنصرين والعائ ...
- لم أقصد أن يكون عن نوال السعداوي .. لكنه كان
- الخلطة السحرية للقنوات الفضائية
- العنصريون العرب
- هل دخلت مصر عصر الميليشيات؟ الإخوان يستعدون لتحويل الشارع ال ...


المزيد.....




- السعودية.. فيديو دموع امرأة مغربية في الحرم ردا على سؤال يثي ...
- شاهد..امرأة في مصر تؤدي دور المسحراتي خلال رمضان وتجوب شوارع ...
- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة والإعل ...
- صلة رحم.. معالجة درامية إنسانية لقضايا النساء
- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة رغم ان ...
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025
- انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة وسط ...
- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أمنية طلعت - علي كل لون يا فتوي.. والمرأة هي الخاسر الأكبر