أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أمنية طلعت - بطولات نسائية في بكين ..والعربيات في خدور الحريم














المزيد.....

بطولات نسائية في بكين ..والعربيات في خدور الحريم


أمنية طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 2388 - 2008 / 8 / 29 - 10:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


"تكونين في حريم حين لا يحتاج إليك العالم. تكونين في حريم حين تهمل مساهمتك ولا أحد يطلب منك شيئاً. تكونين في حريم حين يغدو كل ما تقومين به غير ذي فائدة. تكونين في حريم حين تدور الأرض وأنت غارقة في الاحتقار واللامبالاة. شخص واحد يملك سلطة تغيير هذا الوضع وجعل الأرض تدور في النهر المعاكس وهذ الشخص هو أنت، إذا قاومت الاحتقار وحلمت بعالم مخالف، تتغير وجهة الأرض".. حاصرتني فاطمة المرنيسي الكاتبة المغربية بتلك الكلمات التي ذكرتها في كتابها "نساء علي أجنحة الحلم" وأنا أتابع أوليمبياد بكين. ربما استمتع الجميع بمتابعة الرياضات الشيقة والانتصارات المبهرة لأبطال وبطلات من جميع أنحاء العالم، ولم ينغص عليهم متعة المتابعة أي شيء سوي أن انتصارات العرب خلال تلك الدورة تكاد تكون منعدمة. ربما نغصت علي تلك الحقيقة متعة المتابعة، لكن ما مرر علي عيشتي كلها، وليس فقط متعة المتابعة، هو هذا الكم من النساء البطلات من جميع أنحاء العالم، وما يحققنه من انتصارات مذهلة وحقيقية تقدم المرأة في إطار القوة والسيطرة، حيث أرقام قياسية جديدة في عالم الرياضة بمختلف فروعها وانطلاق لا حدود له للمرأة في العالم يحقق فكرة المساواة علي أرض الواقع، بعيدا عن هواية مضغ الكلام التي احترفها العرب فيما يخص النساء أو فيما يخص كل شيء. تنطلق المرأة بجسدها لتثبت عملياً أنه ليس عورة ولا فتنة ولا حراماً، تنطلق بطاقتها الروحية لتثبت سيطرتها علي مقدراتها وقدرتها علي تحقيق مجد رياضي ينطلق من خلاله اسم بلدها مدوياً في العالم كله، تنطلق بنفسها بعيداً عن المساحيق التي تحولها إلي دمية وتمثال للمشاهدة فقط مع يافطة معلقة "ممنوع الاقتراب أو التصوير"، تنطلق بمجدها الرياضي دون مناقشات بالية بخصوص العيب والحرام والعادات والتقاليد.
كانت هذه هي صورة المرأة في أوليمبياد بكين، فأين كانت المرأة العربية من كل هؤلاء؟ تمثيلات نادرة وغير مشرفة، فيما عدا اثنتين من المغرب العربي، كانتا شبيهتين بمن يحاول الدفاع باستماتة عن آخر قلاع تحرر المرأة العربية في القرن الماضي، ذلك التحرر الذي لم نلحق أن نهنأ به، حتي اجتاحتنا تيارات التأسلم بأفكارها عن المرأة المعلبة في النقاب/الحجاب، عمليات الترهيب من النار وربط العفة والطهارة بالجسد المغطي من الذباب البشري ووضع صورة ذهنية وهمية لشكل المسلمة تحولت لضغط اجتماعي في الشارع نفسه، فأصبح البلطجية هم حماة شرف المرأة المسلمة، لتخاف وتختفي وراء النقاب/ الحجاب، وترتفع بعدها لافتات " مملكة المرأة بيتها" و"المرأة جوهرة يجب صيانتها بالمنزل" ...إلخ، لنعود ونواجه خطر زحف مفهوم الحريم مرة أخري.
إن المرأة العربية الآن تثملها انتصارات صغيرة يوهمها بها دعاة العودة إلي نهج السلف الصالح، بأنها بعودتها للحريم ترفع راية انتصار ثقافة العرب علي الغزو الثقافي الآتي من الشمال، وأنها بالاختفاء داخل الخيم السوداء تنصر الله ورسوله وترفع راية الدين الحنيف، لكنها لن تدرك حجم المأساة والخديعة التي وقعت في براثنها، إلا عندما تسقط آخر قلاع المرأة في الشارع، الذي يحاربوننا داخله ويدعون بأننا نزاحمهم فيه، لتعود إلي مجتمع الحريم، حيث كما قالت فاطمة المرنيسي لن يحتاج إلينا العالم ونحن داخله، وسنكون مجرد كم مهمل لا فائدة له، وسنكون مجرد أدوات يمتلكها الآخر "الذكر" لننجب له أطفالاً لا يشبهوننا في شيء، حيث سنكون مجرد أوعية تفرغ بمجرد انتهاء فرصتها في الحمل والولادة.
عندما شكت المعلقة الرياضية علي رياضة الباليه المائي بأن الفريق المصري من مواليد التسعينيات، لا يمتلك الخبرة التي تمكنه من المنافسة بقوة أمام بطلات العالم من مواليد الثمانينيات، لم تذكر السبب، لكن صوتها المتحسر، قال كل شيء، فلقد أصبحت عادة العائلات المصرية أن يدفعن ببناتهم لممارسة السباحة والباليه المائي حتي سن البلوغ وبعدها يتم حجبهن لأن المايوه حرام، ولا أنسي هنا واحدة من البطلات المصريات في نفس الرياضة، احتجبت في عز انتصارها ومجدها الرياضي، قائلة إنها مرتاحة حيال قرارها، وبالطبع ارتياحها يأتي من نظرة الرضي التي تتلقاها من أسرتها ومن المجتمع في الشارع، الذي كان يدينها من قبل، فلم تشعر بلذة الانتصارات البطولية، في الوقت الذي لم يعرها فيه بلدها اهتماماً يوازي حجم البطولات التي تحققها له. إن خطر الحريم يزحف بقوة حتي يكاد يصل إلي أعناقنا، ولن أقول سوي ما قالته فاطمة المرنيسي " شخص واحد يملك سلطة تغيير هذا الوضع وجعل الأرض تدور في النهر المعاكس وهذا الشخص هو أنتِ"



#أمنية_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقاب فضل وليس فرض!
- إسلامهم أم إسلامنا؟ رفض تجريم الختان ورفع سن الزواج في قانون ...
- من يمتلك جسد النساء؟
- الفاعل والمفعول به ... إنتقالا من علم النحو إلى النشاط الجنس ...
- من ذات الهمة إلى إسراء عبد الفتاح ...المرأة العربية تُبعَث م ...
- ثقافة الحور العين والخطاب الذكوري المفروض حتى على الجنة
- الحجاب حرية شخصية...... وماذا عن السفور؟
- مع الله أم ضده؟ ...مجتمع الفضيلة العربي يحرم الزنا ويعادي ال ...
- الفتاة العربية في دبي... مرفهة اقتصاديا لكنها عانس
- لماذا يعبر الرجل العربي عن الهزيمة السياسية بالفعل الجنسي مع ...
- هل كان رمضان السبب في ترهل مصراوية؟ أم أن السيناريو مترهل من ...
- الحجاب........كلاكيت مليون مرة
- يا نساء العالم العربي اتحدن...جداتنا الأوائل لم يقرن في البي ...
- قانون الغاب الذي يحكم ما تسره الضمائر ( حول المتنصرين والعائ ...
- لم أقصد أن يكون عن نوال السعداوي .. لكنه كان
- الخلطة السحرية للقنوات الفضائية
- العنصريون العرب
- هل دخلت مصر عصر الميليشيات؟ الإخوان يستعدون لتحويل الشارع ال ...
- الأمطار الغزيرة فضحت الإمارات .. وغرقت في شبر مية
- شكرا لحادثة السعار الجنسي في وسط البلد


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أمنية طلعت - بطولات نسائية في بكين ..والعربيات في خدور الحريم