أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أمنية طلعت - الفاعل والمفعول به ... إنتقالا من علم النحو إلى النشاط الجنسي البشري













المزيد.....

الفاعل والمفعول به ... إنتقالا من علم النحو إلى النشاط الجنسي البشري


أمنية طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 2261 - 2008 / 4 / 24 - 09:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في علم النحو، ندرس منذ طفولتنا أن الفاعل مرفوع بالضمة والمفعول به منصوب بالفتحة... لكن هذه القاعدة النحوية انتقلت بشكل أو بآخر لنستخدمها في وصف النشاط الجنسي بين الرجل والمرأة، فالرجل فاعل، أما المرأة فهي ( لا حول ولا قوة إلا بالله) مفعول بها!
نتعامل جميعا مع هذه القاعدة على أنها نص إلهي، وأمر طبيعي نشأ من طبيعة المرأة والرجل التي خلقنا الله عليها، فالرجل هو الذي يقوم بكل الفعل الجنسي، بينما المرأة ترقد على ظهرها في حالة تلقي سلبي.... أعترف تماما أن غالبية النساء في مجتمعنا العربي تربين على أن الجنس فعل مقزز وأنه شأن من شؤون الرجال، ونحن النساء علينا أن نقبل بهذا الفعل حتى نرضي ذكرنا الغضنفر ونحصل على النسل الذي سيضمن لنا حياة زوجية مستدامة مع فحل الفحول.
لكن السؤال الحقيقي هو: هل الرجل فاعل والمرأة مفعول به فعلا؟ هل النشاط الجنسي البشري موجب يمثله الرجل وسالب تمثله المرأة؟ هل الرجل مرسل والمرأة مجرد مستقبل؟
يعلل الكثير من الرجال هذا الأمر لتخفيف حدة الصدمة لدى بعض النساء النسويات أو كما تم التعارف علي تسميتهن (الفيمنست) بقولهم: إن هذا الأمر مسألة تعود إلى طبيعة الرجال والنساء التي جبلنا عليها الله، لأن الرجل يمتلك عضواً ذكرياً في حين تفتقد المرأة لذلك العضو ولا تفعل سوى أن تتلقاه داخل مهبلها صامتة أو سعيدة ربما، أما البعض الآخر فيقول: أن هذا بسبب كون الرجل هو الذي يقوم بالفعل الحركي في الجنس بينما ترقد المرأة على ظهرها منتظرة نشاط الذكر الحركي الذي سيتم معه الفعل الجنسي كاملاً ... أعترف للمرة الثانية بأن نساء العرب لا يعلمن من شأن الجنس سوى ذلك المشهد، وإذا ما قامت بأي حركة تفاعلية زائدة عما هو مقرر في أدبيات الجنس العربي الأنثوي الصامت، فسوف يتم رميها بالعهر وسوف يتم طردها من فراش الزوجية الآمن إلى قارعة الطريق مع العاهرات من مثيلاتها...لكن، لماذا لا نتحدث بشكل علمي قليلا؟
ربما أسس فرويد لفكرة الفاعل والمفعول بنظريته الخاصة بافتقاد المرأة للعضو الذكري، عندما قال ان المرأة الطبيعية في أصلها ذكر ولكن مبتورة العضو، لذلك فهي تعيش حياتها كلها تبحث عن العضو المفقود بلا جدوى مما يجعلها تعيش محبطة مستسلمة لقدرها المحتوم، وبالتالي خاضعة للرجل فتعيش تحته في كافة مواقف الحياة بما فيها الجنس. وهنا نلاحظ مدى تقارب وجهتي النظر فالمرأة تعيش محبطة لافتقادها عضو الذكر الناقص وبالتالي تكون مفعول بها من قبل ذلك العضو الذي تبحث عنه طوال العمر بلا جدوى.
لكن مع كامل احترامنا وأسفنا لفرويد لم يؤيد العلم نظريته النفسية التي بنى عليها سبب إصابة عدد كبير من النساء بالعصاب، دون أن يفكر للحظة أنه ربما كانت قسوة المجتمع على المرأة منذ نشأتها هي سبب ذلك، فالعلم كما اكتشف كل من ماسترز وجونسون أن النساء بطبيعتهن قادرات في حالة حدوث الإثارة الجنسية الكاملة أن يصلن إلى الأورجازم أكثر من مرة بل مرات متعددة قد تصل إلى ست مرات أو أكثر خلال العملية الجنسية الواحدة، ووجد أنها قد تصل أحيانا إلى خمسين مرة أو أكثر إذا ما استمرت الإثارة للمنطقة البظرية واستطاعت المرأة أن تتحكم في توترها الجنسي وتحتفظ بمدد أطول من الإثارة. أما العالمة شيرفي فقد إكتشفت أن قدرة المرأة الجنسية دائرية لا محدودة ينتج عنها حالة مزدوجة متناقضة وهي عدم الاشباع الجنسي مع وجود قمة الإشباع الجنسي.
وقد اكتشف الرجل تلك القدرة الجنسية المهولة لدى المرأة مع مرور الوقت وبداية تطور الوعي البشري، إضافة إلى امتلاكها لميزة الحمل والإنجاب، مما يجعلها تمتلك خيوط اللعبة الكونية في يديها ففكر في وسائل متعددة لقمعها والحد من طاقتها الجنسية، فخرجت علينا عمليات الختان التي تمثل بترا لعضو المرأة الجنسي الذي يساوي تماما بتر العضو الذكري لدى الرجل، لتبقى مجرد وعاءً لصب منيه فيه مما يأتي بالأطفال والأطفال فقط! كذلك اخترعوا أمورا عدة غير الختان في الثقافات العالمية القديمة مثل حزام العفة الصيني والتدبيس، فقد كانت بعض الشعوب القديمة تدبس أعضاء الأنثى الجنسية حتي فتحة الرحم ولا تترك سوى فتحة صغيرة تسمح بنزول دم الحيض، ولا تفك تلك الدبابيس إلا عند زواج المرأة فإذا ما مات او رحل زوجها او طلقها عادوا إلى تدبيسها مرة أخرى.
ومع تطور البشرية وازياد مساحة احترام الجنس البشري لبعضه، اخترع الرجال أساليب أخرى أقل عنفاً، حيث ألبس المرأة حزام عفة من نوع أخلاقي، فتم نشر قيمة الفاعل والمفعول به، وإقناع المرأة منذ طفولتها أنها بلا رغبة جنسية وأن الجنس رجل ورجل فقط، وأنه علينا نحن النساء أن نقبل بتلك الرغبة الذكورية فقط من أجل الحفاظ على الزوج والإنجاب الذي هو قمة الفعل البشري الأنثوي والخدمة الجليلة التي خلق الله المرأة من أجلها!
سيداتي سادتي .... الجنس ليس فاعلا ولا مفعولا به، إنه اثنين من الفاعلين واثنين من المفعول بهما، إنه نشاط بشري راقي يقوم على إشباع غريزة أساسية خلقنا الله بها، تماما مثل لذة الطعام والشراب وتلك الراحة التي تعترينا بعد القيام بعملية الإخراج. الجنس حاجة ضرورية للبشرية، فدعونا لا نحددها في الذكر، ولا نتفلسف ونقول أن الرجل هو الفاعل لأنه الذي يرسل، فكل من الرجل والمرأة مرسل ومستقبل، وفي عيادات الرشاقة العالمية الآن، ينصح الخبراء زائدين الوزن، بأن يتبعوا حمية غذائية ويمارسوا الرياضة ويمارسوا الجنس، لأن ممارسة الجنس تساعد الإنسان سواء كان رجلا أم امرأة على فقد من 250 إلى 300 سعر حراري، ومن هذا المنطلق، فإن العملية الجنسية السوية يبذل فيها كل من الرجل والمرأة نفس المجهود البدني الذي يساعد كليهما على فقد هذه الكمية من السعرات الحرارية.
الجنس نشاط بشري لا يقتصر على الذكور، يلعب فيه كل من الرجل والمرأة الأسوياء المتحررين من المفاهيم الخاطئة، دور الفاعل ودور المفعول به في نفس الوقت، فكل منهما يحدث له انتصاب في عضوه الجنسي ( العضو الذكري والبظر عند المرأة) ومع الوصول للذروة ( الأورجازم) كليهما يقوم بعملية القذف ...وإن كنا سنختار فاعلا أقوى في العملية الجنسية أو عنصرا أكثر قدرة وأكثر استمرارية فوفقا للعلم وليس الخزعبلات الذكورية، ستكون المرأة هي الفاعل والرجل هو المفعول به.



#أمنية_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذات الهمة إلى إسراء عبد الفتاح ...المرأة العربية تُبعَث م ...
- ثقافة الحور العين والخطاب الذكوري المفروض حتى على الجنة
- الحجاب حرية شخصية...... وماذا عن السفور؟
- مع الله أم ضده؟ ...مجتمع الفضيلة العربي يحرم الزنا ويعادي ال ...
- الفتاة العربية في دبي... مرفهة اقتصاديا لكنها عانس
- لماذا يعبر الرجل العربي عن الهزيمة السياسية بالفعل الجنسي مع ...
- هل كان رمضان السبب في ترهل مصراوية؟ أم أن السيناريو مترهل من ...
- الحجاب........كلاكيت مليون مرة
- يا نساء العالم العربي اتحدن...جداتنا الأوائل لم يقرن في البي ...
- قانون الغاب الذي يحكم ما تسره الضمائر ( حول المتنصرين والعائ ...
- لم أقصد أن يكون عن نوال السعداوي .. لكنه كان
- الخلطة السحرية للقنوات الفضائية
- العنصريون العرب
- هل دخلت مصر عصر الميليشيات؟ الإخوان يستعدون لتحويل الشارع ال ...
- الأمطار الغزيرة فضحت الإمارات .. وغرقت في شبر مية
- شكرا لحادثة السعار الجنسي في وسط البلد
- كم تكلف ماليزيا ؟ كم تكلفنا جميعا كعرب؟
- نعم ..للأسف ...أنا عربية
- هل ستختفي الأسكندرية عن الخريطة المصرية ؟
- هل من مرشد إلى طريق مصر الجديد؟


المزيد.....




- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
- ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة
- الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول ...
- “انقذوا بيان”.. مخاوف على حياة الصحافية الغزية بيان أبو سلطا ...
- برلماني بريطاني.. الاحتلال يعتدي حتى على النساء الفلسطينيات ...
- السعودية ترأس لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة بدورتها الجدي ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أمنية طلعت - الفاعل والمفعول به ... إنتقالا من علم النحو إلى النشاط الجنسي البشري