أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هشام الطيب الفكي - الإنتخَابات.. جِيل بأكمَلِه يتعرَّضْ لعملية نَهب وإحتيَال














المزيد.....

الإنتخَابات.. جِيل بأكمَلِه يتعرَّضْ لعملية نَهب وإحتيَال


هشام الطيب الفكي

الحوار المتمدن-العدد: 2977 - 2010 / 4 / 16 - 02:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


جيل شبابي بأكمله تعرّض لعملية نهب واحتيال على أحلامه وآماله العريضة التي بناها بجهد شاق منذ وقت بعيد، وتعرّض هذا الجيل للإصابة كذلك بـحالة من (الإحباط الشديد) ذلك بعد سعيّه الجاد والطموح رغم الإعاقات المتواصلة التي تعترض مسيرته طيلة الفترة الماضية لخلق مستقبل أفضل لوطنه تجاه قضايا السلام والوحدة، وقضايا التحوّل الديمقراطي وما إلى ذلك، كما أريد أن أشير ألى أنّ هذا الجيل قد أصيب بحالة (اندهاش حاد) جراء ما شاهده من تجاوزات في العملية

الانتخابية، ومن الخروقات الواضحة التي تمت فيها؛ حتى أن هذه العملية الانتخابية أصحبت أشبه ما تكون بـ(المسرحيّة الكوميدية)؛ ذلك لما فيها من أخطاء، وخروقات، وأساليب تزوير مضحكة للغاية، ومغضبة حد الانفعال؛ فالذي يريد أن يكتسب من خلال هذه الانتخابات شرعيّة لم يضع في حسبانه أنّ الشرعيّة لا تُكتسب بهكذا مسرحيّات وبهكذا تزوير؛ إنما تُستمد وتكتسب من جماهير الشّارع السوداني، تلك الجماهير الصلبة التي لم تعرف شيئاً غير الحروب، والفقر، والصراع طيلة العشرين عاماً الماضية.. بالتالي فإن هذه الجماهير إذا كانت تريد المشاركة في انتخابات تستوفي شروط النزاهة والدقّة فإنها، بالطبع، لن تمنح صوتها لمن قام بقهرها وظلمها لأكثر من عقدين من الزمان، وقد أكّد تاريخ الشعب السوداني ذلك خلال مسيرته النضالية الطويلة، فكل النُظم الشمولية التي حاولت أن تكتسب شرعيّة عبر انتخابات شكليّة لا جدوى منها، فهي _تلك النُظم_ دائماً ما تذهب إلي مزبلة التاريخ غير مأسوف عليها؛ مثلما ذهبت أنظمة عبود ونميري.

وقد كان معلوماًً للجميع ومنذ وقت طويل أنه لن تنجح أي انتخابات تتم تحت إشراف مباشر من قبل حكومة شمولية بغرض التعبير عن ممارسة ديمقراطيّة، فلم يسجّل تاريخ الوجود أن ثمة سلطة شمولية في العالم بأكمله دعت لانتخابات حرّة ونزيهة وسعت لتطبيقها مطلقاً، لأنها حين تفعل ذلك تحرر شهادة موتها بنفسها. لذلك كان أمر المقاطعة الذي انتهجته غالبية الأحزاب وغالبية المنظومات الشباب والطلابية على وجه التحديد موفقاً إلى حد كبير.

فإنّ المتابع لعملية الإقتراع التي تجري في هذه الأيام والتي قاطعتها غالبية الأحزاب السياسية وغالبية فئات المجتمع المدني، يجد أن معظم الشباب الناشطين والطلاب قد ثبتوا موقفاً نضالياً كبيراً بعزوفهم عن المشاركة في هذه الانتخابات ودعوتهم لمقاطعتها، رغم أنّها _هذه الانتخابات_ تمثل أول تجربة انتخابية لهم ولأجيال عديدة كذلك؛ فانعدام الديمقراطية التي غابت عن السودان ولازالت غائبة قد كان سبباً في عدم خوضهم لتجربة اقتراع عامة منذ ميلادهم، ومحاولة الاستخفاف بوعيهم كانت سبباً في عدم مشاركتهم في المسرحيّة الإنتخابية الحاليّة، لأجل ذلك ولأسبابٍ عديدة فان معظم هؤلاء الشباب والطلاب قرروا أن يقاطعوا الانتخابات بجميع صورها ومناطقها؛ لأنها تجيء بصورة غير نزيهة وغير عادلة كما يرونها ويراها العالم بأكمله، كما يجب علينا أن نضع في الحسبان أن الشباب هم عمود المجتمع الفقري وقوته الفاعلة وضميره النابض، إذ لابّد له من دور فعّال تجاه قضايا الوطن عبر موقف نضالي قام بتأكيده أغلب الشباب والطلاب وعبر جميع منظوماتهم السياسية المختلفة التي دعت لعدم المشاركة في هذه الانتخابات، وستتواصل مسيرة الشباب والطلاب الرامية لبث التوعية. بجانب ذلك يجب ألا يتوقف النضال السلمي ومسيرة بث الفكر التوعوي التي يقوم بها الشباب في أوساط المجتمع السوداني بصورة عامة. ويقوم بها الطلاب داخل مجتماعاتهم الجامعية بصورة خاصة. علينا جميعاً أن نقف لنتفق ونكسِّر حواجز الظلم، والطغيان، خاصة بعد ما شهده وطننا من مآسٍ ومن مهازل، وما يمكن ان يؤول إليه حال الوطن خاصة في الفترة المقبلة.. وحتماً ستتبدد بقع الظلام وقبضة الشمولية في آخر المطاف.



#هشام_الطيب_الفكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المَنسيُون فِي هَوجة الإنتخَابات السُودانيّة
- حِين سلكنا دَربْ النَجمة ! قِصَّة
- دور الشباب في تحقيق الوحدة السودانية..
- الجوع كائن مُفترس بلا رحمة .. !
- الفراشَة التي هَاجرتْ معَ سِرب الأُمنيَات
- المطر .. !
- معاً لإيقاف العنف ضد المرأة
- على نهج الحوار المتمدن - صحيفة سودانية إلكترونية - خطوة في ط ...
- (ستنا) إمرأة بحجم الثورة قصة .. أشبه ما تكون واقعية !!
- ماشين في السكة نمد.. في عيد العمال العالمي .. فلنكن فرساناً ...


المزيد.....




- عضو في الكونغرس يتهم مكتب التحقيقات الفيدرالي بحجب معلومات ح ...
- تركيا تؤكد استعدادها لإسقاط الطائرات الإسرائيلية في حالة -دع ...
- نائب مصري يوجه رسالة -للناعقين- عن مصر بعد أحداث سوريا (فيدي ...
- -i24NEWS-: الولايات المتحدة وإسرائيل تنسقان هجوما ضد إيران ل ...
- أحمد الشرع: نعتزم تحويل سجن صيدنايا إلى متحف
- الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا يمشي للمرة الأولى منذ خضوعه ل ...
- إعلام إسرائيلي: أغلبية ساحقة مع صفقة شاملة ونتنياهو يناقض نف ...
- تركيا تحذر إسرائيل من الاستفزاز بسوريا وتعيد فتح سفارتها بدم ...
- مصر.. وفاة -طبيب الغلابة- في الإسماعيلية
- تركيا تحذر إسرائيل من خطورة استراتيجيتها لتدمير امكانات قياد ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هشام الطيب الفكي - الإنتخَابات.. جِيل بأكمَلِه يتعرَّضْ لعملية نَهب وإحتيَال