|
دور الشباب في تحقيق الوحدة السودانية..
هشام الطيب الفكي
الحوار المتمدن-العدد: 2920 - 2010 / 2 / 17 - 10:53
المحور:
المجتمع المدني
ظل السودان مُنذ أمد طويل عرضةً للانقسامات والتمزق لدويلات عديدة، وذلك بسبب القهر والقمع الذي يمارس علي الآخر الثقافي، سواء كانوا من المهمشين تهميشا بسيطا (التنموي) او في شكله المركب (الثقافي)، وأفضي ذلك الي صراع الكل ضد الكل وقد ظهر في شكل نزاعات وحروبات راح ضحيتها أبناء وبنات الوطن الواحد، ولاشك أن هذه الحروبات والفتن التي أصبحت تتفاقم وتتزايد في شكل ملحوظ، أسهمت في شرخ وتمزيق النسيج الاجتماعي، الشيء الذي جعل من إمكانية رتق وإعادة بناء النسيج الاجتماعي أمراً صعباً وشاقاً للغاية؛ خاصة مع سيطرة المركز وآلياته علي جُل مفاصل التغيير والتعبير فضلا عن الغبن التاريخي لأنسان الهامش الذي لم يجد نصيبه بعد في التعبير والتمثيل، مما جعل خيار الانفصال لدي البعض أرحب من أن يظلوا تحت رحمة المركز "القاهر" وإذا ما سار النهج الانفصالي كما أتقنت التيارات العنصرية المريضة دراسته وتخطيطه. ولاشك أيضا أن المرحلة الحالية التي يشهدها وطننا هي من أسوأ المراحل في تاريخه ذلك في ظل جو يسوده الظلم والعتمة والتكبيل وتزييف الحقائق وإشعال نيران الفتنة بين أبناء الوطن الواحد من قبل تيارات كرست جُل إمكانياتها لخلق هذه الصراعات من اجل تحقيق أهداف عنصرية بغيضة. ولعل الجميع اليوم يترقب في صمت تام وقلق كبير استفتاء تقرير المصير المزمع إقامته في العام 2011م وجميعنا يعلم ما يمكن أن يؤول إليه حال الوطن إذا ما تقدر حدوث انفصال. وحجم الكارثة السودانية التي يمكن أن تنشأ حينها. إن قضية انفصال جنوب السودان هي هاجساً وخطراً يتحمل عواقبه هذا الجيل والاجيال القادمة من الشباب، ولا يد لهم في ما حدث من أزمات غير أنهم وجدوا أمـامهم معضلة عصية نتجت من تراكمات لأزمات سياسية تاريخية لا شأن لهذه الاجيال الحالية بها وقد آن أوان التصدي لها. خاصة في هذا الوقت لان الأزمات تتفاقم بازدياد في كل يوم ولن تتوقف إلا بالعمل الجاد من أجل تغيرها، ولقد شهدت الساحة السودانية قبل وعقب توقيع اتفاقية السلام الشامل كثيراً من الأحداث السالبة التي أسهمت في تعميق الأزمة بين أبناء الوطن الواحد كما شهدت ظهور تيارات عنصرية مريضة تتوفر بيدها آليات ووسائل عمل قوية تبث وتطرح من خلالها أفكار وبرامج تعمل على تأجيج نيران الفتنة القبلية و الجهوية وتدعو لشرخ وتمزيق النسيج الاجتماعي علانيةً. دور الشباب في انجـاز الـوحدة السودانية: إن مسؤولية الشباب في التغيير مسؤولية راسخة ومتجددة بما تفرزه المرحلة من تداعيات سياسية/ إجتماعيه/ إقتصادية وهي تنطلق بما تتميز به هذه الشريحة من كفاءات وقدرات عالية، فهي_هذه الشريحة_ قوة اقتراحيه في اتجاه التجديد، ومحرك فعال يسهم اسهاماً مباشراً في إحداث التغيير، وقائد ميداني في ساحة التنفيذ. ونحنُ إذ نتحدث عن دور الشباب في تحقيق الوحدة نذكر على سبيل المثال (مبادرة شباب من أجـل الوحدة) التي أطلقها مجموعة من الشباب قبل أشهر من الآن وهي عبارة عن فكرة عمل شبابي من أجل تحقيق الوحدة السودانية تعمل من أجل توعية المجتمع بمفاهيم التعايش السلمي واحترام التنوع الثقافي الذي يكمن في جوهر الوحدة التي تدعوا لها المبادرة وتكثف المبادرة العمل طيلة الفترة القادمة حتى تحقق مشروعها الرامي لجعل الـوحدة هو الخيار الراجح والراسخ ليس لدى الجنوبيين وحسب بل وإنما لدى السودانيين ككل، ذلك في وقت لا يتجاوز التاريخ المحدد لاستفتاء تقرير المصير في العام 2011م، وهو عمل شـاق وليس سهلاً ورغم أنه جاء متأخراً لكن أن يأتي متأخراً خيراً من أن لا يأتي أبداً، وعلى هذا فإن مبادرة شباب من أجل الوحدة قد كـانت بداية لمشوار الألف ميل نحو تحقيق الوحدة، ونمني أن تتكاتف الأيدي والجهود لإنجاز جبهة شبابية عريضة تعمل من أجل تحقيق الوحدة السودانية وتعمل على نبذ كافة أشكال العنصرية وتناهض الانفصال أينما كان خاصةً وأن هذه الجبهة التي ندعوا الى تكوينها ستكون من شريحة الشباب والطلاب الذين عرفوا بأنهم أداة التغيير تاريخياً إذ يمكن لهذه الجبهة أن تكثف عملها على توعية المجتمع السوداني بضرورة الوحدة وتوطد لثقافة السلام والمصالحة بصورة تكون ملموسة وواقعية وتحث المجتمع على مقاطعة فكر التيارات الانفصالية المريضة. لقد اتخذت (مبادرة شباب من أجل الوحدة) عدة وسائل عمل بسيطة ومتوفرة نذكر منها إقامة الندوات والسمنارات و ورش العمل وبرامج رفع القدرات حول القضايا المتعلقة بتحقيق الوحدة السودانية، وإصدار النشرات الدورية. وتأهيل الأعضاء والراغبين في التطوع للمبادرة عبر ورش العمل وجلسات النقاش، كما تتخذ المبادرة آليات أخرى عديدة تعمل من خلالها جاهدة غير ان هذه الآليات تعد بسيطة بالمقارنة مع آليات عمل التيارات الانفصالية الموجودة في الساحة السودانية وقد يمثل هذا عقبة يمكن تجاوزها ، كما يمكن أن يجتاز الشباب أيضاً كثيراً من المشاكل والمعضلات التي قد تواجه عملهم التوعوي الوحدوي وهي غالباً ماتكون معضلات نوعية تتمثل في أن بعض السودانيين قد فقدوا الثقة في كل الحلول والأطروحات والبرامج التي يمكن أن تساهم في حل المشكلة السودانية، وينبغي أن نضع في الحسبان أن فقدان الثقة في هذه الأطروحات لم ينتج من فراغ وإنما نتيجة للتراكمات التاريخية للنزاعات التي دار رحاها في كل أرجاء وطننا، لكن يمكن التغلب على هذه المعضلات بتضافر الجهود الشبابية والعمل الدءوب لإزالة ما ترسخ في الأذهان من فقدان للثقة. هذا من ناحية أما من ناحية أخرى فإن عملية تغيير المفاهيم السلبية في شأن التعايش السلمي التي توطنت في أذهان مجموعة من الأجيال السابقة تحتاج إلى وقت ليس بالقصير حتى يتم تصحيحها بجانب هذا يجب التركيز على غرس قيم التعايش السلمي في جيل الشباب الحالي وتنشئة أجيال الغد على احترام مفاهيم التنوع الثقافي والعرقي والديني كما يجب علينا تكثيف العمل لأن الوقت لا يتوقف وفي كل يوم يمر نقترب أكثر وأكثر من خطر حدوث الانفصال لذا ندعـوا إلى تكوين جبهة شبابية عريضة متكاتفة من الشباب تعمل من اجل تحقيق الوحدة السودانية تضم كُل الأجسام الشبابية الوطنية الحادبة على وحدة السودان من جمعيات وتنظيمات وروابط طلابية في الجامعات وخارجها للعمل من أجل وحدة السودان.
#هشام_الطيب_الفكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجوع كائن مُفترس بلا رحمة .. !
-
الفراشَة التي هَاجرتْ معَ سِرب الأُمنيَات
-
المطر .. !
-
معاً لإيقاف العنف ضد المرأة
-
على نهج الحوار المتمدن - صحيفة سودانية إلكترونية - خطوة في ط
...
-
(ستنا) إمرأة بحجم الثورة قصة .. أشبه ما تكون واقعية !!
-
ماشين في السكة نمد.. في عيد العمال العالمي .. فلنكن فرساناً
...
المزيد.....
-
هآرتس: 4 فلسطينيين قتلوا تحت التعذيب في معتقلات الشاباك منذ
...
-
برنامج الأغذية العالمي: سوريا تواجه أزمة وغزة تتجه نحو المجا
...
-
واشنطن تؤيد توغل إسرائيل بسوريا والأمم المتحدة تعتبره انتهاك
...
-
الأمم المتحدة: أكثر من مليون شخص نزح من سوريا منذ 27 نوفمبر
...
-
منظمة التحرير الفلسطينية: اعتماد الأمم المتحدة قرارين لصالح
...
-
اللاجئين السوريين.. هنـا رابـط حجز موعد تحديث بيانات الكملك
...
-
الامم المتحدة: 1.1 مليون نازح اضافي في سوريا منذ هجوم الجماع
...
-
بيان سعودي بريطاني: يجب إنهاء الصراع في قطاع غزة وإطلاق سراح
...
-
مندوب ايران بالامم المتحدة: لا يزال الوضع الامني في افغانستا
...
-
سوريا: حوالي 4 آلاف اسم على قوائم سرية للمتورطين في جرائم حر
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|