شيخُ الصبِّا....صبِّا الشيخ

ئاشتي

الحوار المتمدن-العدد: 2976 - 2010 / 4 / 15 - 21:59
المحور: سيرة ذاتية
    

الى الدكتور كاظم حبيب
في عيد ميلاده الخامس والسبعين
تتنفس بروحك السنوات،مثلما يتنفس الصبح عند أول شعاع شمس أزلية الإشراق،فتبحث عن كل ما هو يبعثُ الدفء في العظام،وكأنك تضع يدك بيد بروميثوس،فليس هناك من آلهة لإصلاح البشر غير البشر أنفسهم،وليس هناك من بشر مصلحين غير الذين وضعوا أرواحهم على راحات أكفهم،سائرين مع نجم الهداة،نحو جنة لا بد أن تـُبنى على الأرض،رغم أرادة من يشوه جمال الحياة بدخان نيران حروبه،أو من يحاول أن يثبت عبثية جهد سيزيف في الوصول بصخرته إلى القمة.
تتنفس بروحك السنوات منذ إشراق أيام الصبِّا،حيث أضحت ظلمة السجن ورطوبته،مدرسة حب لكل عنفوان الحياة وتمردها،فأمسيت شيخ الصبِّا ولما تزل أبن العشرين،ودارت بك الأرض دوراتها،فمضيت تبحث عن منبع الحب في شعاب الفكر،كي توقد شموع الفرح من اجل عيون أطفال بلادك،ولكي تتورد وجنات الصبايا من عبق الأمل الذي يحمله إصرارك على مواصلة الدرب الذي تشتهي.
تتنفس بروحك السنوات حيث العراق يئن جريحا،وأنت تحمله بين جوانحك كعصفورة ترتجف في صباح شتائي،مثلما تضعه بين عينيك حلما ورديا،لا تسقط لحظات تحقيقه مهما تردى الزمن،أو اشتدت نوائب الحكام وعنجهيتهم،لهذا حملتَ البندقية َورحت تجوب الوديان والجبال،تقرأ في عيون رفاقك العزم،ويقرأ الرفاق في عيونك الإخلاص،فتصير الكلمة الطيبة ثورة،ويصبح الفعل الثوري تجربة،فتتداخل الكلمة الطيبة بالفعل الثوري،حيث يتمثل صراع الأفكار بأكثر من فعل،مثلما يتمثل الاجتهاد بالفعل بأكثر من كلمة،ولكن تحديك لكل الصعاب،يجعلك تتواصل في التواجد بين رفاقك الأنصار.
تتنفس بروحك السنوات عند منعطفات الغربة القاحلة،ولكنك تمضي بصبّا شيخ،تحفر في الصخر منذ الدقائق الأولى لتنفس الصبح،وكأنك على موعد مع موضوع لازمك ساعات النوم القلقلة،ترسم خطوط توهجه بحروف محملة بالدفء لكل العظام التي أنهكتها سنوات الشح والضيق،وتروح متابعا شذرات الأخر الذي تختلف معه أو يختلف معك،فترسم ابتسامتك في كلمات تحمل حروفها معنى الحب لمن اختلفت معه،وكأنك تعيد للروح الغفران لذنب ربما لم ترتكبه،أو لربتما تهدم حواجز عدم اكتمال الفكرة ،من أجل أن تبرهن عدم التفرد في امتلاك الحقيقة

#ئاشتي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل