على حافة قائمة اتحاد الشعب(2) شيوعيون

ئاشتي

الحوار المتمدن-العدد: 2922 - 2010 / 2 / 19 - 13:35
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    

على حافة قائمة اتحاد الشعب
(2)
شـــــــــــــــيوعيــــــــــــــون
ئاشتي
يأخذك الصبح بعيدا مع شمسه،هناك تقف عند الحدود المؤطرة لمدن الجنوب،حيث الأيام الأولى لمولد فجر راياته بيضاء،والأيادي التي حملتها كانت ولا زالت بيضاء،تبحث عن طعم الدفء في رفرفتها،فتدثرك سحابة من عطر الوفاء والإخلاص والتضحية،تتيقن من أنك في توهج عنفوان الشباب،دعوة صدق(خذوا مستقبلكم بأيديكم)،فليس أمام التوهج غير التقحم،وليس أمام التقحم غير الجرأة،وليس أمام الجرأة غير أن تكون الجرأة أولا،و الجرأة ثانيا،والجرأة أبدا ً.
تأخذك الظهيرة حيث ظلال النخيل،هناك امتداد الخضرة حد السماء،عندها تنعدم رؤية الأفق السماوي،وليس من منفذ لاختلاف الألوان،سوى تلك العباءات السوداء،الملتفة على وسط أجساد النساء،أو تلك التي تغطي رؤوسهنَّ،فتبحث عن سر الكدح في عيون النساء القرويات،ليس سوى هاجس حب الحياة،وترانيم حزن شفيف من البعيد البعيد،تقرأ في صفحات تلك الرايات البيضاء،أنشودة حب تقول كلماتها(من أجل حماية وصيانة حقوق النساء)،عندها ينفجر الكون زنابق حب،وتضوع من جدائلهن رائحة التعب الإنساني،حين تصطف سلال التمر لأفواه الجياع.
يأخذك المساء إلى شاطئ النهر،غيلان الوهم المخبأة في زوايا حزنك تطفو على سطح الماء،عالمك الطفولي تتلاشى فيه بقاياك،وليس هناك من ارتقاء أو تجاوز،إلا عبر منفذ تلك الرايات البيضاء،وهي تقص عليك حكايات الفرح في(ضمان حقوق الأمومة والطفولة)،حيث انتظار النهار الذي يطلع فيه الفرح،كرغيف خبز في فم طفل جائع،أو سرير نوم لطفل مشرد،أو حنان أبوي لطفل يتيم.
يأخذك الليل إلى دهاليز الظلمة ودروبها،حيث المجهول اللامتوقع،وحيث أنثيال هالات الرؤيا المخنوقة بالخوف،وليس لك غير تلك الرايات البيضاء،هي وحدها تمتص ظلمة الليل بهدوء تساقط الندى،هي وحدها ترفرف من أجل(حماية حقوقك وكرامتك الإنسانية)،لأنها النقاء كله،الصفاء كله، البياض كله،حين يصعب على الحياة أن تتنفس طعم الحب،بكل انفعالاتها الإنسانية الجميلة،وبكل انتمائها إلى عالم الإنسان.

#ئاشتي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل