أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - إيمان أحمد ونوس - عندما تتحوّل الأخوّة لافتراس














المزيد.....

عندما تتحوّل الأخوّة لافتراس


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 2974 - 2010 / 4 / 13 - 21:36
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    



يعتدي على شقيقته، ويقتلها ليُخفي جريمته.


يُعتبر الأخ ضمن الهرم الأسري رمز الأمان والحماية لفتاة بعمر الزهور بدأت تتفتح براعمها الندية محتمية بدفء الأخ وحنان الأب.
لكن أفظع جريمة يمكن أن تقع عندما يتحوّل هذا الأخ لذئب يفترس أخته بلا رحمة أو شفقة، سافحاً أنوثتها على أعتاب نزواته وغرائزه المريضة، ليقوم بعد ذلك بقتلها كي يمحو آثار فعلته الدنيئة التي يندى لها جبين البشرية.
ففي نهاية شهر آذار الماضي أقدم شاب جامعي في إحدى قرى منطقة السلمية بمحافظة حماه على قتل شقيقته البالغة من العمر حوالي خمسة عشر عاماً بعدما فشل في أن يزين الأمر وكأنه قتل بذريعة الشرف المزيّف.
وفي تفاصيل الجريمة أن هذا الشاب كان قد اعتدى على شقيقته، ولمّا هددته بأنها ستخبر والدهما بالأمر، راح يفكّر في طريقة للتخلّص منها قبل افتضاح أمره. ولأنه كان يعلم أن شقيقته على علاقة عاطفية مع أحد شباب القرية، فقد أرسل له رسالة عبر موبايل أخته كي تبدو أنها من أرسل الرسالة التي تطلبه للقائها في بيت أهلها مساءً، وعندها يقوم بقتل الاثنين بحجة أنه رآهما في وضع مشين استدعى غسل العار. لكن ولحسن حظ ذلك الشاب لم تصله الرسالة إلاّ في وقتٍ متأخر عن الموعد المحدد، فلم يحضر لبيت محبوبته، ما حدا بالأخ القيام بإطلاق النار على رأس شقيقته من مسدس كان بحوزته، ليرديها قتيلة محاولاً إظهار الحادثة على أنها انتحارٌ من قبل الفتاة. لكن وبالكشف الطبي وتقرير خبير الأدلة الجنائية تبيّن أن الفتاة لم تنتحر، وإنما قُتلت بطلق ناري عن بعد أربعة أمتار. ونتيجة البحث والتحري الدقيق انهار الشاب واعترف بجريمتيه( الاعتداء على أخته، ومن ثمّ قتلها).
من خلال وقائع هذه الجريمة البشعة والشنيعة لا يمكننا إلاّ أن نستهجن أخلاق هذا الشاب الذي يُفترض أنه متعلّم جامعي حقوقي( سنة ثانية حقوق) ومثقف يعيش في الجامعة حياةً وعلاقات مفتوحة بعيدة عن الفصل القسري بين الجنسين، إضافة إلى أن بيئة القرية لا تقوم على هذا الفصل في التربية، ضمن هذا الواقع كلّه الذي يفترض به حماية أخته ومساعدتها في حل أية إشكالية قد تعترضها خصوصاً أنها في مرحلة المراهقة الصعبة التي تحتاج فيها لسند وأخ يسدد خطواتها وتلوذ به ساعة الضيق.
لكنه اختار أن يكون المفترس لأنوثتها أولاً وحياتها لاحقاً، ومن ثمَّ ومن خلال مراحل تخطيطه للجريمة كان الجلاد والحكم بذات اللحظة مستغلاً مواد قانونية تبيح له( لو حضر الشاب الآخر) تنفيذ رغباته ونزواته الشيطانية تحت لواء الشرف، إذ كان سيبدو حينها أنه حامي الحمى، وأنه من صان الشرف الرفيع الذي لوّثه بقذارته ودناءته.
لكن القدر والظروف كانت له بالمرصاد ليلقى مصيراً يستحقه بكل ما يحمله له من آلام.
فإلى متى سيبقى في القوانين مواد تفسح المجال رحباً أمام قتل واغتيال الكثيرات من نسائنا وفتياتنا تحت ذرائع وحجج بعيدة كل البعد عن الشرف الذي يحملون رايته كلما أرادوا تنفيذ مآربهم ونزواتهم المريضة الدنسة...؟
وإلى متى نستسهل العبث بمصير نسائنا وتصويرهن على أنهن عابثات بشرف العائلة المزعوم تمهيدا للقصاص منهن على مقصلة الشرف؟.
ألم يحن الوقت لإلغاء هذه المواد من القانون، ومحاسبة كل من يُقدم على قتل امرأة أو فتاة بجناية القتل العمد دون حماية الأعذار المخففة...؟؟؟؟؟



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باقة حب وياسمين لروح أبي
- قضايا المرأة بين الواقع الاجتماعي والتشريعات
- وزارة الإدارة المحلية تسحق الشرائح الأكثر استحقاقاً في المجت ...
- مواكباً للقتل بداعي الشرف ضرب المرأة بات ظاهرة تستدعي التصدي ...
- رغبت بمساعدته على تكاليف الحياة فقتلها بدافع الشك
- صراحة الأزواج...مغامرة أم ضرورة..؟
- كيف يرى الرجل صداقتها له
- كان عامٌ حافلاً بقضايا المرأة
- عندما يصبح الغدر مكافأةً كبرى
- شموع أنارت ليل دمشق...فهل تنير دروب التائهات عن حقوقهن..؟
- مرّة أخرى الدعم لمستحقيه... ما عدا المطلّقات
- المشروع الجديد للأحوال الشخصية... تهميش للسورين عموماً وللجه ...
- هل تكفي الأيادي البيضاء لمعالجة الحالة...؟
- هل ما زال الاتحاد النسائي معني بحقوق المرأة بعد رفضه حكم قضا ...
- الجلد... أثمن هدية للمرأة العربية..!
- عيد بأي حال عدت يا عيد
- راتب الزوجة... استقلال أم إذلال..؟
- مخطوبة لأكثر من مرة...يعني أنك ستوك..!
- إلى متى تظلُّ فتياتنا قرابين على مذبح جرائم الشرف..؟ مشروع ا ...
- نساء العالم تقتحم حصون البرلمانات


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - إيمان أحمد ونوس - عندما تتحوّل الأخوّة لافتراس