أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - شموع أنارت ليل دمشق...فهل تنير دروب التائهات عن حقوقهن..؟














المزيد.....

شموع أنارت ليل دمشق...فهل تنير دروب التائهات عن حقوقهن..؟


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 2847 - 2009 / 12 / 3 - 20:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في أمسية دمشقية رائعة تلألأت فيها أضواء شموع أضفت على المكان سحراً مميزاً... شموع حملتها نسوة آمنّ وبعمق بضرورة رفع الظلم بكافة أشكاله وتلويناته عن المرأة في كل مكان...
نساء حملن راية الدفاع عن حقوق المرأة أينما كانت... نساء يبذلن كل طاقتهن لأجل حرية وتحرر المرأة من قيود مفاهيم اجتماعية وثقافية وقانونية وتربوية تثقل روحها وعمرها فتقصيها عن الحياة الفاعلة... قيود لا بدّ أن تتكسر على صخرة الإصرار والعزيمة التي لا تلين لنساء يملؤهن إيمان راسخ أكيد بأن تلك المطالب لا بدّ متحققة يوماً طال الزمن أم قصر...
شموع أضاءت فضاءات ليل ظلمته شبيهة بحال المرأة في كل هذا الشرق العتيد من دونية وتهميش وإقصاء وسحق يطال حتى حياتها عبر مفاهيم الشرف التي عفا عليها الزمن... شرف برمته مرتهناً بجسد المرأة فقط دون روحها وإنسانيتها، متناسين ومتجاهلين الشرف المهدور على عتبات السلطة والرشوة والكرامة الإنسانية المسحوقة في كل وقت في سبيل لقمة العيش لأناس بسطاء لا سند لهم في زمن التحولات الكبرى التي تحابي قلّة قليلة تستأثر بكل الخيرات والموارد ولم تترك للجياع حتى بقايا فتات يقتاتون عليه...
شرف داسته أقدام البطالة والعنف والتشرّد والجريمة والتشرذم اللامسؤول...
شموع حمل لهيبها الأمل لمن تاهت ما بين دروب الواجب والتربية المعزِّزَةِ سطوة الرجل من جهة، وأعراف وتقاليد تزيد من ضعفها وترسّخ تبعيتها وظلمها لذاتها عبر رضوخها لمشيئة تلك القيم والمفاهيم التي تقضي بضرورة الصمت لأجل أن لا تُهدر كرامة الرجل، وأي رجل...؟
إنه الزوج المفترض فيه المودة والمحبة لإنسانة تشاركه كل ثواني عمره بما تحمله من هموم وأفراح...
إنه الأب المفترض فيه الحنان والعطف لأبناء لا حول لهم ولا قوة أمام جبروته وسطوته في وقت عليه أن يكون المثل الأعلى لهم في المحبة والإيثار والثقة...
اقتربت منّا ونحن نوقد الشموع لتسأل: ماذا تفعلن... ولما هذه الشموع..؟
اقتربت وهي تحمل طفلاً والآخر متشبث بيدها.. اقتربت وعلى محيّاها أسىً وحزناً تفضحه عينان تائهتان في المجهول...
ولما علمت أنه الاحتفال باليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ المرأة سألت: يعني عن الزوج الذي يضرب زوجته...؟
وانفرجت أساريرها عندما أجبناها أجل، وأردفنا لكل عنف يطال المرأة الأخت والابنة والزوجة والأم...
قلت لها هل تودين مشاركتنا فسارعت للقول أجل والتمعت عيناها فرحاً لأن هناك من اعترف بوجودها وأهمية دورها في الحياة والمجتمع...
سألناها هل يضربك زوجك...؟ قالت والآه تعبق بأنفاسها... نعم إنه يضربني مع أولادي كلما كان مزاجه معكّراً ولأتفه الأسباب، ولا يكتفي بذلك بل يطردنا من البيت فنلجأ لبيت أهلي ريثما يتحسن مزاجه... وأنا وأطفالي الآن خارج البيت بعد أن ضربنا ضرباً مبرحاً، وأشارت لآثار الضرب على وجهها، ثم أردفت: لو أمكنني أن أريكم باقي رأسي وجسدي لفعلت، فقد صبغت صفعاته كامل جسدي وألقى بنا خارجاً..
سألتها زميلة أخرى.. ألا يوجد أحد من المعارف أو الأقارب يمكنه أن يتدخل ليوقف هذا الزوج عما يفعل..؟ قالت لا فائدة، بل بالعكس في كل مرّة أعود فيها للبيت يعود هو ويكرر فعلته بشكل أقسى من المرة السابقة أمام أية مشكلة مهما كانت بسيطة أو تافهة، ويضربني ضرباً ليس مبرحاً وإنما مميتاً...
عادت زميلتي لتسألها هل تعرفين حقوقك في القانون وخاصة عندما يضربك زوجك..؟ ألم تفكري أن تشتكي عليه..؟ قالت لا... لا أعرف حقوقي لا في القانون ولا في غيره، كما أنني لا يمكن أن أشتكيه لا للشرطة ولا للقضاء.. سألناها لماذا...؟ أجابت كيف أشتكيه وهو زوجي ووالد أطفالي...؟ ثمّ ماذا سيقول الناس عني...؟
حال هذه السيدة كحال معظم النساء في مجتمعنا... تتعثر في الدفاع عن إنسانيتها وأنوثتها كما تتعثر في حماية أطفالها الذين يصيبهم ما يصيبها من عنف وقسوة وإذلال ناتج تعنت ومزاجية الرجل( زوج، أب، أخ.. وربما ابن) لأنها حملت موروثاً ومفاهيم عززت لديها أحقية الرجل فيما يفعل كما عززت لديها ضرورة الصمت كي لا تُهان كرامة الرجل رغم إهانة كرامتها وإنسانيتها في كل لحظة...مع أنها مقتنعة داخلياً برفض هذا الوضع، غير أن هذه التعزيزات المجتمعية تمنعها ويمنعها كذلك جهلها بهذه الحقوق من المطالبة بإنصافها والرحمة بها وبأطفالها.
ولكن نتساءل: أنها حتى لو عرفت حقوقها هل سينصفها القانون الذي يحابي الرجل في جميع تشريعاته ونصوصه...؟
لاسيما أننا نعلم أن القائمين على تطبيق القانون والذين هم رجال مجتمع وتشريع قائم على دعمهم عبر رفض أية بادرة نسائية لاستخلاص حقوقها لا يمثلون ذلك القانون بنزاهته بل يتعاملون معها بكثير من الاستخفاف والتشهير اللاّأخلاقي إن هي لجأت لقانون يحميها من العنف والضرب، يعزز ذلك إعلام ينثر في كثير من الأحيان وعبر الدراما مفاهيم وقيم المجتمع الذي يرفض وصول المرأة لما يجعلها إنسانة ومواطنة لها من الحقوق ما يلبي أحلامها وطموحاتها..؟؟؟!!!!!!!!!
والسؤال الأهم والأبرز.. هل أنارت تلك الشموع طريق النساء للتعرّف والوصول لحقوقهن دون خوف مجتمعي يقيدهنّ....؟





#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرّة أخرى الدعم لمستحقيه... ما عدا المطلّقات
- المشروع الجديد للأحوال الشخصية... تهميش للسورين عموماً وللجه ...
- هل تكفي الأيادي البيضاء لمعالجة الحالة...؟
- هل ما زال الاتحاد النسائي معني بحقوق المرأة بعد رفضه حكم قضا ...
- الجلد... أثمن هدية للمرأة العربية..!
- عيد بأي حال عدت يا عيد
- راتب الزوجة... استقلال أم إذلال..؟
- مخطوبة لأكثر من مرة...يعني أنك ستوك..!
- إلى متى تظلُّ فتياتنا قرابين على مذبح جرائم الشرف..؟ مشروع ا ...
- نساء العالم تقتحم حصون البرلمانات
- نظرات تربوية في العلاقة الزوجية
- تمثيل مصطنع... وفاعلية مزيفة
- عرض كتاب المدينة في ألف ليلة وليلة ملامحها الثقافية والاجتما ...
- سبايا القرن 21
- أغار من نسمة الجنوب
- كم مرة ضربك زوجك...!!!!؟؟؟؟
- ثمن الأنوثة البخس
- شباب اليوم.. وعنوسة مرغوبة
- المرأة العربية في الدين والمجتمع- الجزء الثالث والأخير-
- المرأة العربية في الدين والمجتمع- - الجزء الثاني-


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - شموع أنارت ليل دمشق...فهل تنير دروب التائهات عن حقوقهن..؟