فعاليات حقيقية لمهرجان الثقافة العربية

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)

الحوار المتمدن-العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12 - 12:20
المحور: كتابات ساخرة
    

يتم اليوم في مهرجانات الثقافة العربية، وعلى نحو غير واقعي وغريب عن بنية وجوهر هذه الثقافة، عرض فنون للرقص، وموسيقى، ولوحات وصور، وأوركسترات، ومعارض فنية، ومعارض كتب، ومنحوتات حجرية، وتماثيل فنية، ودبكة، وغناء، وحفلات غنائية وطربية، وما شابه ولا ندري من أين هبطت هذه الفعاليات على الثقافة العربية التي حرمت تاريخياً كل هذه "الخزعبلات" و"الترهات" والمحرمات، وكله حسب الخطاب إياه.

وهذه الفعاليات المعروضة أمامكم هي فعاليات قد تكون أقرب للتصور والواقع من تلك التي تحاول أن تتلبسها الثقافة العربية اليوم، نقدمها لكم بعد التوكل على الله، وبعد استشارة كبار المشاغبين العرب في هذا المجال.

الفعالية الأولى

الافتتاح: بالنشيد المعتمد للمهرجان: بالكلمات الخالدة للحجاج إني أرى رؤوساً...إلخ
كلمة طويل العمر راعي المهرجان يلقيها بالنيابة عنه سفير إسرائيل
كلمة كبير الدجالين العرب
كلمة وزير ثقافة الطلقاء
كلمة كبير السيافين العرب
كلمة لممثل وزراء القمع والإرهاب العرب يلقيها المبعوث الخاص لأسامة بن لادن
كلمة هامة لنقيب الجلادين العرب
كلمة ضحايا الثقافة العربية
كلمة العبيد والرعايا في الممالك العربية
كلمة المنظمات والأحزاب والجماعات والتجمعات الجهادية والإرهابية العربية

الفعالية الثانية
اصطحاب الوفود المشاركة إلى ساحة العاصمة العامة حيث سيكون هناك حفل خاص منقول على الهواء لقطع عشرات الرؤوس، وسمل العيون، وسحل الأبدان، وحرق وصلب بعض أصحاب الرأي الحر، وتقطيع أوصالهم، في إحياء للثقافة العربية الخالدة، وستكون هناك زيارات ميدانية للسجون والمعتقلات والزنازين العربية، كما سيتم الكشف عن لوحة تذكارية بأسماء الممنوعين من السفر، والممنوعين من العمل، والممنوعين من الدخول، والممنوعين من الخروج، والممنوعين من الكلام وتنفس الهواء والأوكسجين، والمشاغبين الكبار، وعناوين الكتب الممنوعة والمغضوب عليها، ولائحة تذكارية وعملاقة للمنوعات والمحرمات والمحظورات. كما سيتم في هذه الفعالية الخاصة إعادة تمثيل حية يرعاها "صاحب الشرطة"، لذبح الجعد بن الدهم، وقتل الحلاج، والتخلص من ابن أبي العوجاء، وحرق ابن المقفع، واغتيال ابن عربي، والتخلص من ابن الراوندي، وصلب غيلان الدمشقي.

الفعالية الثالثة:
وتحت شعار جريمة شرف كل يوم، سيتم في هذه الفعالية المميزة تكريم عشرات الفحول الذين ارتكبوا جرائم شرف، وسيتم منحهم أرفع وسام للثقافة العربية بدرجة سيف، كما سيقوم هؤلاء بعرض خبراتهم وتجاربهم على الحضور في محاضرات وحلقات بحث خاصة.

الفعالية الرابعة:

عروض ممتعة وحية لعشرات السبايا والجواري الغلمان، وهناك حسومات وعروض مغرية وخلال فترة هذا المهرجان(فلحقوا حالكم يا شباب)، فمع شراء كل جاريتين وسبية هناك غلام أمرد وببلاش (عالبيعة)، مسروق من إحدى بلاد الغزو والفقراء، (أي اشتر غلاماً واحصل على الآخر مجاناً، هكذا وردت في البروشور الخاص بالمهرجان). كما سيتم توزيع وسام الفحل العربي لمن استطاع أن يجمع أكبر عدد من النساء والحريم والجواري والسبايا والغلمان والخصيان. وهناك معرض خاص للأزياء العربية سيتم فيه عرض أحدث نماذج النقاب والملايات والبشوت والدشاديش والنعال والعقل والخيام العربية السوداء.

الفعالية الخامسة:

حفلة زواج جماعية ورائعة لتزويج عشرات الصغيرات والرضيعات، وعلى نفقة طويل العمر، وسيتم فيها توزيع عينات مجانية من حبوب الفياغرا لتمكين الأزواج الهرمين و"الكبار"، وخاصة أصحاب الفضيلة آباء العمامات من إكمال هذه المهمة الثقافية العربية العظيمة. كما سيتم في هذه الفعالية تقديم فقرة فكاهية وترفيهية عن آخر الفتاوى التهريجية التي تقع في صلب الثقافة العربية.

الفعالية السادسة:
سباق لحمير وتيوس وبعير وجحشات وهجن طويلي العمر وسيتم تكريم جحشة من الجحشات والحمير الكبار المميزين، وسيتم بعدها توزيع جوائز وأوسمة المهرجان على أفضل سياف، وأفضل جلاد، وأفضل سفاح عربي، وأفضل حمار عربي، وكالمعتاد سنختتم مهرجاننا الأبدي والخالد هذا بحفلة شيقة وممتعة لقطع بعض الرؤوس من المغضوب عليهم والضالين وأصحاب السوابق والجنح الفكرية والثقافية

الفعالية السابعة والأخيرة:

فعالية صحية وتثقيفية بهدف التوعية وعرض فضائل الطب العربي والتداوي بالحجامة وبول البعير، وسيتم فيها توزيع عبوات مجانية من بول البعير الخاص بالمهرجان تكريماً للوفود المشاركة. وختامها مسك بمهرجان خاص يتم فيه إعدام أية ثقافة أخرى والتشهير بها ولعنها، وسيتخلله حفل على الهواء لحرق آلاف الكتب والعناوين والمؤلفات التي لا تروق للثقافة، إياها، ولا لوزراء ثقافتها، والتي تهدد مع أصحابها، هذه الثقافة وتجعلها عرضة للانقراض.

#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل