أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نجاح العلي - العراق بحاجة الى سياسيو قراط














المزيد.....

العراق بحاجة الى سياسيو قراط


نجاح العلي

الحوار المتمدن-العدد: 2969 - 2010 / 4 / 8 - 13:26
المحور: كتابات ساخرة
    


السياسة كما هو معروف في الادبيات هي "فن الممكن".. لكن ما يجري في الساحة السياسية العراقية نقيض ذلك.. القوى السياسية في العراق حالها حال بقية القوى والاحزاب السياسية في العالم لديها اهداف ومشاريع ومطالب تسعى لتحقيقها وهو امر مشروع مادام ينحصر بالنقاش والجدل السياسي وبطريقة سلمية بعيدا عن لغة السلاح او التهديدات المباشرة او المبطنة، لكن الغريب في الامر ان هذه القوى لاتعمل وفق مبدأ العمل بالممكن حسب المعطيات في داخل العراق الذي يتميز بالتنوع القومي والديني والمذهبي والاثني وحتى الايديولوجي والسياسي والمتغيرات الاقليمية والدولية..
امام الواقع السياسي هذا، نحن بحاجة الى (سياسيوقراط).. المشتقة من التكنوقراط وهم اصحاب الخبرة والكفاءة (ليسوا بالضرورة من الاكاديميين) ومن السياسيين.. وتعني مفردة "سياسيوقراط"، السياسيين الذين يتمتعون بالمهارة المكتسبة من التجربة والخبرة الميدانية.. وقد انطلقت من استخدام هذه المفردة ليتحول الى مصطلح اعتمادا على النظرية التوليدية للمفكر الامريكي نعوم تشومسكي الذي يقول بانه من حق اي شخص ان يستخدم مفردات جديدة للتعبير عن شيء يدور في خلده لتضاف الى قاموسنا اللغوي.. اي ان المفردات تتوالد لتتحول الى مصطلحات والامثلة عن ذلك كثيرة مثل الاسلامويين وصراع الحضارات.. وغيرها الكثير.
ان تشخيص الحاجة الى "سياسيوقراط" جاء بعد مخاضات التجربة السابقة مع كل ما تتضمنه كلمة مخاض من دماء وتصفيات جسدية وفساد مالي واداري وشراء الذمم او تهديدها وتسقيط سياسي فضلا عن الفئوية والمحسوبية والمحاصصة الطائفية التي طغت على مشهدنا السياسي طيلة سبع سنوات عجاف اعقبت عام 2003.
الان العمل السياسي يحتاج الى سياسيين من نوع اخر.. سياسيون لايستخدون لغة التهديد والوعيد بل الرجوع الى لغة المنطق والعقل والحوار والبحث عن التقاربات وتنازل الاطراف المختلفة في التوجهات عن بعض المطالب وصولا الى ارضية مشتركة يمكن اعتمادها كاساس لبناء مشروع سياسي وطني قابل للتعديل وتصحيح المسارات بما يتواءم ويتوافق وطبيعة كل مرحلة لها تبعاتها واولوياتها ومتغيراتها داخليا واقليميا ودوليا.
ليس بعيدا عنا ما حصل في قيرغيزيا، هذه الدولة الناشئة التي تشترك مع العراق في غناها في ثرواتها (تمتلك قيرغيزيا مخزونات هائلة من الذهب غير المستثمر ويملك العراق احتياطي نفطي هائل غير مستثمر) وموقعها الستراتيجي في مناطق تعاني من نزاع وتوتر وارتباطها مع امريكا باتفاقيات ومعاهدات (الدولة الوحيدة التي فيها قاعدتان عسكريتان واحدة امريكية واخرى روسية)، ونظامها السياسي الذي جاء قبل سنوات معدودة تحت شعار الانقاذ من الدكتاتورية والفساد وتحقيق دولة الرفاه الاجتماعي.. ووجود معارضون ومتربصون يتهمونها بالفساد والعمالة ويشككون باستمرار بادائها السياسي وتخبطها في ادارة الحكومة.
انطلاقا من هذا الامر واستفادة من تجارب الامم والشعوب الاخرى.. وحفاظا على المصلحة العليا للبلاد لتحقيق الاستقرار الامني الذي قاعدته الاساس الاستقرار السياسي، على الائتلافات الاربع الفائزة في انتخابات مجلس النواب المقبل اختيار مفاوضين من السياسيوقراط للوصول وفق وقت معقول الى تفاهمات مبنية على برامج سياسية مقبولة من كل الاطراف وهذا امر ليس صعبا او مستحيلا بعد ان تجاوزت النخب السياسية شعارات الاقصاء والتهميس والاصطفاف الطائفي والاثني.
اما اذا بقي الحراك السياسي يراوح في مكانه فان الساحة العراقية لاتتحمل مزيدا من الاختراقات الامنية التي ستؤدي الى نقمة شعبية ضد القوى السياسية وضد عناصر الامن العراقية واتهامها بالتقصير والتلكؤ في العمل مما يخلق جوا ايجابيا للجماعات المسلحة النائمة لاستغلال هذه الحالة ومحاولة استدرار عطف العراقيين او على الاقل تثبيط عزيمتهم ورغبتهم في اسناد ودعم قواتنا الامنية.
*اعلامي واكاديمي



#نجاح_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة من داخل أروقة إلاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق
- ما بعد العلمانية وامكانية تحقيقها في عالمنا العربي
- القضاء على الامية في العراق
- تنظيم عمل شركات الانترنت وليس منعها
- مفارقات في نتائج انتخابات مجلس النواب العراقي
- قراءة في نتائج الانتخابات العراقية
- المشككون في نتائج الانتخابات .. التهنئة والمصافحة ام الشتم و ...
- يا ليتهم يتعضون ويجربوا حياة الفقراء!!
- إدارة الأزمات في عالم متغير.. كتاب جديد للدكتور إدريس لكريني
- قانون المساءلة والعدالة.. ملفات مؤجلة !
- أحلام من أبي .. كتاب يوثق سيرة حياة اوباما
- هل سيكون رئيس الوزراء المقبل من بغداد؟
- غياب البرنامج السياسي الواضح للتكتلات السياسية العراقية
- سن قانون للاحزاب في العراق هو استكمال للعملية الديمقراطية
- عصافير عراقية تحت القيد
- ماذا بعد اقرار قانون الانتخابات؟
- تعاطي الاعلام العراقي الرسمي مع اعمال العنف
- قناة العراقية الفضائية والذروة الاعلامية
- ملاحظات على تعديل قانون الانتخابات
- تعسف مجلس محافظة واسط في استغلال صلاحياته


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نجاح العلي - العراق بحاجة الى سياسيو قراط