أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نورس محمد قدور - الغزال الشارد














المزيد.....

الغزال الشارد


نورس محمد قدور

الحوار المتمدن-العدد: 2969 - 2010 / 4 / 8 - 11:57
المحور: الادب والفن
    


شخصيات القصة:
1. الملك(الأسد)
2. الغزال المسن الجريح
3. الغزال الشارد (ولد الغزال الجريح)
4. الغزال الصغير الأبيض (الضحية)

شكله جميل ذو شعر ناعم ومسبل وعينان ثاقبتان فهو قوي ويهابه الكثير، وذو سرعة عالية، في الحقيقة هو يستحق التسمية التي تطلق عليه، إنه الملك... هكذا هم ينادونه! ولم لا؟ لكن...
وذات يوم كان هناك غزالاً فتياً شاردا، قلقاً، حزيناً، ماذا يفعل لأبيه المسن الذي جرح إثر مطاردة ذلك الملك لهم منذ سنواتِ غير بعيدة. مازال الغزال الجريح يذكُر ذلك اليوم الذي لن ينسى، حينما اختطف الملكُ غزالاً صغيراً أبيضاً من تلك الجماعة وقطّعه أمام أمه فسالت دماه على ذلك التراب الذي ترعرع عليه و نما به عيشه وعشبه، و سالت دموع أمّ ذلك الغزال الأبيض أنهاراً وبحاراً حتى غسلت الدماء التي على الأرض، لكن لا يوجد قوة تمحوها من ذاكرتها إلا النسيان، ولن تنسى ما دام الأسد يحكم غابتها.
منظرٌ مازال يُرهب ويُكدر صفو الجميع، ويزيد ألم وجرح من عاشوا ذلك الحدث.
فالحزن يتبع الحزن وذلك الغزال الفتي يلازمه الشرود والقلق على أبيه، إلى أن عاد ذلك الملك لتلك الجماعة ثانيةً، فهي الأقرب منه والأضعف! وطارد غزالنا الشارد (ابن ذلك الغزال المسن الجريح)، واستمر بملاحقته إلى أن أبعده خارج تلك البقعة بعيداً حتى لا يَعَرف طريقاً للرجوع، كما يفعل مع كل الغزلان الفتية، لكي يتسنى له أن ينقضّ على الغزلان المسنة فيكون بذلك ضمِن كبر سنها ووحدتها من غير سند، لكن الريم كانت حبلى فوضعت اثنين وهذا ما خفف عنها وعن الجريح حزنهما على فقد غزالهما الشارد .
فقد أصبح الغزال الشارد شريداً أيضاً وعاش في مكانه الجديد لا يعرف ولا يألف أحد وبقي في ذاكرته وعالمه الذي خلّفه وراءه هناك منطوياً - كما طوي ذلك الكتاب الذي سُطرت به أعمال الأُسود- مسجونا لا يرى صيفاً ولا شتاءً، إلى أن أتى أحدٌ (غزالٌ شريدٌ آخر) يواسي قلبه المعذب، وقد حَكَم عليه أيضاً أسده الذي كان أخاً لذلك الملك ومجاوراً له في الغابة، فهو يتعلم القسوة والجبروت وأساليب المطاردة والافتراس من ذلك الملك، فحكم عليه بالنفي خارج الغابة مدى الحياة!!!
فحزن غزالنا الشارد عليه حزنا كاد أن ينسيه السؤال عن جماعته وأبيه الجريح وهل التئم جرحه؟ فكيف لجرح أن يلتئم والجارح مستمر بجراحه وعذابه- فأخبره أن جريحك زاد ألمه وتثاقلت حركته وهو يتمنى رؤيتك.
أراد غزالنا الشارد الرجوع إلى الغابة لرؤية أبيه لكنه لم يستطع لأن الأسد ذو شخصية حازمة فربما لن يسمح له بالدخول إلا مقطّعاً، فجلس غزالنا الشارد في غربته وتشريده وسط حيرةِ وألمِ وعذاب، يتأمل اليوم وما قبله وما بعده، يتذكر الماضي الأليم الذي أبعده ويستعجل المستقبل البعيد الذي يقربه وينجيه ويعلي شأنه والواقع المرير الذي يتوسطهما. فغفي من شدة تعبه وتفكيره وقد رأى حلما غريباً يصعب تفسيره وفك ألغازه ورموزه، فقام من غفوته كئيباً وجلس في مكانه ولم يترك إلى أن جاءه عند شروق اليوم التالي من يخبره بأن زلزالاً قوياً أصاب تلك المنطقة فالحيوانات كلها فزعت وهربت إلا الأسود اغترت بقوتها ، وأنه لا يوجد قوة تزلزلها، فضلا عن أنها تشبثت بمملكاتها، فأصابها ما يتمناه كل عدو لعدوه وقعت الممالك على ملوكها، .....وعادت الغزلان إلى أحضان أبويها وقرّت عيونهم بذلك اليوم وأصبحت الغابة مملكة للغزلان وجنة لهم.



#نورس_محمد_قدور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساعات الأمل
- عودة الكلمات
- المغتصبة
- وردتي الجميلة
- الفرحة الناقصة
- طفولة أجمل لمستقبل أفضل
- مستقبل أفضل لطفولة أجمل
- ليتني
- مولد الشمس
- فن التعايش: فن الممكن أم المستحيل؟
- (ألستروميريا)
- جعلتني أحب الحياة(قصة قصيرة)
- أيها الآتي من بعيد
- كنوز الدنيا أمك
- ميلاد حبك
- ****لاتغتر****
- امبراطورية الثروة:التاريخ الملحمي للقوة للاقتصادية الامريكية ...
- *** الحب للجميع***(قصة قصيرة)
- امبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الامريكي ...
- ماما علمتني ( قصيدة للأطفال)


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نورس محمد قدور - الغزال الشارد