أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علي الأسدي - وفاء سلطان ... ووعاظ السلاطين ...(1 )















المزيد.....

وفاء سلطان ... ووعاظ السلاطين ...(1 )


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2969 - 2010 / 4 / 8 - 01:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


وفاء سلطان ...ومعركتها مع وعاظ السلاطين ... (1 )

علي ألأسدي

" إن الدين ضروري للحكومة ، لا لخدمة الفضيلة ، ولكن لتمكين الحكومة من السيطرة على الناس "
نيقولا ميكافيلي

تخوض الكاتبة السيدة وفاء سلطان معركة غير متكافئة لكنها جريئة وبطولية ، سلاحها الوحيد فيها هو القلم ، تواجه به أسنان و مخالب ديناصورات بحيرات النفط وكثبان الجهل المتراكم منذ قرون في صحراء الجزيرة العربية وما حولها وتوابعها في جنوب شرقي أسيا وشمال وشرق أفريقيا. لقد اختارت السيدة سلطان مهمة تعرف مقدما أن آخرين اضطلعوا بها فتحملوا تبعاتها من تشريد و تسقيط وتجويع وسجن وتكفير، لكنها تعرف ايضا ، أن ما تقوم به سيسهم في تصحح مسيرة مجتمع أختطف عنوة للعودة به إلى عصورما قبل الحضارة البشرية. وتعرف هي كما نعرف نحن ، انه لولا المناخ الديمقراطي وحرية التعبير كحق معترف به حيث تعيش ، لما كانت قد بقيت على قيد الحياة لحد اليوم ، لو كان ما أفصحت عنه قد نشر في بلد من بلدان العالم الاسلامي الكثيرة ذات التعداد السكاني البالغ أكثر من مليار إنسان ، ليس بينهم من يتجرأ على قول ما قالت وآمنت به. وهذا واحد من الأدلة على أن المجتمع الاسلامي الحالي يعيش نفس أجواء شعوب القارة الأوربية أبان القرون الوسطى ، عندما كان الاكتشاف العلمي يقود صاحبه إلى المحرقة حيا ، أو اجباره على تجرع السم إنهاء لحياته كعقوبة لما انجزه في سبيل العلم والمعرفة الانسانية.
تحاول السيدة سلطان بما أوتيت من جهد شخصي متميز وبراعة في الحوار والاقناع ، أن تأخذ بيد تلك المجتمعات المكبلة بثقافة بائسة مترهلة ومنتهية الصلاحية ، منغلقة على نفسها داخل أسوار مفتعلة ليس لسبب غير أن تبقى بعيدة عن تيارات الحضارة الانسانية. المجتمعات المشار اليها مقهورة من قبل سلطات دينية شبه حكومية وحكومية تسعى بكل وسيلة لابقائها مشدودة إلى التراث الديني وما لحق به من خرافات وشعوذة ، كوسيلة لتخدير العقول ، ومن ثم التحكم فيها والسيطرة عليها لتستمرأ الاستكانة للظلم والاستغلال وتبتعد عن التفكير بالثورة والتمرد عليهما.

لنا في السلطات الحاكمة في اكثر البلدان العربية وغير العربية مثالا، فهذه تستنزف ثروات بلدانها دون رقيب أو رادع شعبي أو قانوني ، فيما الشعب منزوع الارادة ولا كلمة له في كيفية التصرف في ثروة بلاده بينما تعاني أكثريته من الفقر والتمييز في تقاسم الدخل القومي والثروة الوطنية للبلاد. ولهذه الأسباب تقاوم السلطات الحاكمة بكل السبل وتقمع أي بادرة للمطالبة بالاصلاح السياسي والقانوني ، كاطلاق الحريات الديمقراطية ، واصدار القوانين التي تعترف للمرأة بحقوقها المدنية ومساواتها بالرجل بكافة شئون الحياة ، والاعتراف بحرية تشكيل النقابات والاتحادات والاحزاب ، وحق الاضراب عن العمل والتجمع والمعتقد وحرية الصحافة ، والغاء المحاكم الشرعية ، وتجريد مشايخ الدين من حرية اصدار الفتاوي أيا كانت ، والاحتكام بدلا عنها الى دستور مدني حضاري لا ديني أو مذهبي أو عنصري ، يتساوى فيه الناس جميعا نساء ورجالا في الحقوق والواجبات أحرارا كانوا أم عبيدا. وبالعكس من هذا تعزز تلك السلطات من سلطة رجال الدين وتمنحهم الحرية إلى اقصاها ، موفرة لهم الدعم المالي والاعلامي والاداري ، وتمنحهم الحصانة في حال ارتكابهم الأخطاء بحق المجتمع وخاصة المرأة لما تشيعه من خرافات لتبرير القيود التي تكبل حريتها الشخصية وتغمط حقوقها المدنية ، أو لمبالغة في التدخل في شئون الناس وحياتهم الشخصية اليومية.

كان كارل ماركس قد أفصح في بداية القرن التاسع عشرعن رأي سديد ، ما تزال تداعياته ماثلة وتتكرر كل يوم في حياتنا اليومية ، فخلال بحثه عن السبل التي سهلت للرأسماليين استغلال العاملين لديهم ، شخص دور الدين في إدامة استحواذ أرباب العمل على جهود الطبقة العاملة ، باشغالها عن التفكير في المطالبة بحقوقها المهضومة. كان الانغماس في التعبد ومبالغة الناس في ربط كل دقائق حياتهم بإرادة خالقهم ، بما فيها أحوالهم الصحية وسلامة ابناءهم ، بل وحظوظهم في فرص العمل والأجور التي يتقاضونها عنها. وهذا هو ما كان يحبذه أرباب العمل ويشجعون عليه ، ومن هنا جاءت مقولته الشهيرة " الدين أفيون الشعوب ". ومع أن ماركس لم يورد اسم الدين الاسلامي أو أي دين ، ولم يدعو إلى الالحاد ، أو الحط من موقع الدين في نفوس الناس ، بل جل ما كان يقصده هو جهل الناس بحقوقهم وسبل استعادتها ، فتركوا أمر تحسين ظروف حياتهم لاله السماء فهو القادر وحده على هبة الخير للناس ، وهو القادر على انقاذهم من البؤس والفاقة التي كتبت لهم. استمرار هذا المعتقد في عقول الناس وترسيخه في صفوف قوة العمل ، لا يجعلها تنظر إلى ما حولها باحثة عن سبب فقرها وفاقتها ، مع أن السبب والمسبب هو في الأرض ولا شأن للسماء بذلك. إن ملاك الأرض من الاقطاعيين ، وأرباب العمل في المصانع ، والوسطاء التجاريون ، هم من يتاجر بجهود العاملين ويستأثر بالارباح على حسابهم ، وهم من يفرض عليهم العمل الشاق لساعات طويلة في اليوم مقابل ما يسد الرمق ، وأنهم أي العاملون وحدهم من له القدرة على انتزاع الحقوق كاملة وإجبار أرباب العمل على احترامهم ، ولا دخل للسماء بهم حتى لو انتظروا العمر كله.

وما زال الشيوعيون العراقيون الذين لم يناصبوا الدين العداء في تاريخهم ولو لمرة واحدة ، يواجهون من قبل خصومهم بمقولة ماركس تلك ، وبأنهم ملحدون وضد الدين دون أن يعوا مغزى وظروف ورود تلك المقولة ومغزاها. بل وقد ذهب بعض رجال الدين من مرتزقة السلطات الحاكمة باصدار الفتاوي التي تحرم الشيوعية وتكفر الشيوعيين وتحلل دماءهم. لقد قال ماركس عبارته تلك بعد دراسته المعمقة لواقع الاستغلال الطبقي الذي كانت تتعرض له الطبقة العاملة من قبل البرجوازيين الجشعيين الذين لا رحمة لهم. وتتجسد تلك المقولة في حالة العراق الراهنة ، حيث يستخدم الدين بكل وضوح في استجلاب الجماهير وتحشيدها في المناسبات الدينية لخدمة الأهداف السياسية للأحزاب الدينية والطائفية التي ليس لها ما تقدمه غير تحريك المشاعر الدينية وابقائها مستعرة حسب الطلب ، برغم فشلها الذريع في خدمة تلك الجموع المغلوبة على أمرها.
علي ألأسدي يتبع



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحج الى طهران والطائف ودمشق .... والعمرة إلى أربيل ....؟؟
- ملف الاشتراكية ما يزال مغلقا ... فمن يفتحه .....؟؟ ....( الأ ...
- ملف الاشتراكية ما يزال مغلقا ... فمن يفتحه .....؟؟ ....( 6 )
- ملف الاشتراكية ما يزال مغلقا ... فمن يفتحه .....؟؟ .....( 5 ...
- ملف الاشتراكية ما يزال مغلقا ... فمن يفتحه .....؟؟ .....( 4 ...
- ملف الاشتراكية ما يزال مغلقا ...فمن يفتحه ...؟؟...(3 )
- ملف الاشتراكية ما يزال مغلقا ...فمن يفتحه ...؟؟...(2 )
- ملف الاشتراكية ما يزال مغلقا... فمن يفتحه ....؟؟....(1 )
- مجرد سؤال ... من أين لك هذا ... يا هذا...؟؟
- الصمت الأمريكي على التزوير... صفقة مقايضة غادرة بحق العراقيي ...
- رئيس عراقي ... أم عربي لجمهورية العراق....؟؟
- دردشة مع والدتي ...حول نتائج الانتخابات العراقية.....( 5 )
- دردشة مع والدتي... حول الانجازات والتغيير في العراق ..... ( ...
- توقفوا رجاء... دعوا هذا الموكب يتقدمنا... إنها المرأة...
- دردشة مع والدتي ... حول المرجعية وحكومة المالكي .... (3)
- هل يصبح تزوير الانتخابات وظيفة حكومية في العراق الجديد...؟؟
- دردشة مع والدتي حول هدايا المالكي الانتخابية لرؤساء العشائر. ...
- العفو عن سلطان هاشم وزملائه .. أفضل للعراق من إعدامهم....؛؛
- وا حسيناه ..... جئنا لنجدتك.....؛؛
- دردشة مع والدتي حول الانتخابات العراقية القادمة...؛؛


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علي الأسدي - وفاء سلطان ... ووعاظ السلاطين ...(1 )