أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن سليمان - قراءة متأنية لمقال الأستاذ رائد فهمي:القوى الديمقراطية والإنتخابات














المزيد.....

قراءة متأنية لمقال الأستاذ رائد فهمي:القوى الديمقراطية والإنتخابات


عبد الرحمن سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 2967 - 2010 / 4 / 6 - 13:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة متأنية لمقال الأستاذ رائد فهمي : القوى الديمقراطية والإنتخابات


تناول الاستاذ الفاضل رائد فهمي في مقاله الموسوم "القوى الديمقراطية والإنتخابات" والمنشور على صفحات طريق الشعب وفي مواقع أخرى ، العديد من النقاط المهمة والجديرة بالتمعن والدراسة والتي تتعلق بأسباب إخفاق الحزب الشيوعي العراقي والقوى الديمقراطية عموما، عن تحقيق نتائج مرضية بمستوى طموحاتها وتوقعاتها وحجم تضحياتها التاريخية الطويلة التي لا يمكن إنكارها بأي حال من الأحوال .

ولا شكّ أن هذا الإخفاق، لا ينبغي أن يكون مدعاة للخيبة والإحباط والإنكسار، لدى الشيوعيين والديمقراطيين وكل الذين يهمّهم بالفعل بناء دولة القانون والمؤسسات الحديثة، وإنما أن تكون مناسبة لإعادة قراءة الأوضاع السياسية والإجتماعية، للوقوف على حقيقة الإشكاليات العميقة التي تقف اليوم حائلا بين القوى الديمقراطية من جهة ، وبين الاوساط الإجتماعية الواسعة من جهة أخرى .

غير أن أهمية وراهنية الجدل الدائر حول تلك الأسباب ، يستدعي إلقاء المزيد من الضوء على مجمل الأوضاع التي تحّد من تأثير القوى الديمقراطية في الحراك السياسي داخل العراق للخروج من دائرة التركيز على العوامل الداخلية والتفاصيل الأقل أهمية في الشأن السياسي والمتعلقة بأسم الحزب الشيوعي العراقي و بهذا التكتيك السياسي في الممارسة أو ذاك كما يظن البعض، لأن المستهدف أولا وأخيرا كما سنرى هو البرنامج الديمقراطي والرؤى والتصورات السياسية التي تسعى اليها القوى الديمقراطية الحقيقية وليست الاسماء والمسميات والقيادات والأشخاص، إلى الدوائر الأوسع التي تتحكم فعليا بعناصر اللعبة السياسية والتي كانت ومازالت وراء ترتيب الأوضاع السياسية في الداخل .

وإستكمالا للنقاط الهامة والواردة في المقال المذكور، أرى أن هنالك أربعة عوامل أساسية تكمن وراء إخفاق القوى الديمقراطية وشلّ حركتها وتأثيرها في العمل السياسي وهي :

1. خصوصية الوضع العراقي بما يمثله من موقع جيوسياسي مهم ومن حجم إحتياطي للطاقة العالمية، الأمر الذي يجعل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الصناعية الكبرى ، تتردد كثيرا في الرهان على قوى التغيير الديمقراطي الحقيقية وعلى التحولات الديمقراطية التي يمكن أن تفضي إلى سيادة الشعب على مصيره والتحكم بقراره وبثمار عمله وجهوده. وتلك المخاوف الدولية هي ذاتها إزاء المعادين للغرب من منطلقات دينية أو قومية متشددة وهو مايدفع المنظومة الدولية إلى المراهنة بشكل أكبر على النظام التقليدي والسائد في عموم المنطقة مع بعض الإصلاح والتعديل كي تضمن إستمرار السيطرة على الأوضاع وعدم السماح للقوى الديمقراطية من تعزيز أقدامها في الفضاءات السياسية الجديدة .

2. المخاطر التي تنجم عن تنامي دور القوى الديمقراطية على عروش وأركان معظم النظم الأقليمية المحيطة بالعراق، وما يمكن أن يمثله نموذج التداول السلمي للسلطة المستمدة عن الإرادة الشعبية وأفكار الحرية والمساواة وإحترام حقوق الإنسان والتي هي في صلب توجهات تلك القوى، من تهديد حقيقي للنظم المحلية القائمة على التسلّط والقمع والإستبداد منذ عقود طويلة .

3. الدمار الشامل للمجتمع العراقي وتشويه بنية الوعي على مستوى الأفراد والجماعات وتدمير نواة ثقافته الإنسانية وماتبع ذلك ومايزال من شحن للعصبيات الجمعية القائمة على الولاءات الثانوية لا على بناء الوعي السياسي ، من أدوار بالغة الأهمية في تنازل أوساط واسعة من المجتمع العراقي عن سيادته الحقيقية ومنح أصواتهم للكثير من القوائم والشخصيات والنخب السياسية المنتفعة من الفوضى والخراب الداخلي خلال السنوات السبع الماضية . وعلى العكس ممن ينظرون برومانسية ومبالغة إلى الناخب العراقي والعرس الإنتخابي ، فهو عموما في تقديري، لا يزال بعيدا كل البعد عن إدراك حقوقه وواجباته الفعلية وعن التصرف الحكيم بالقوة الجديدة الممنوحة له قانونيا، والتي تكمن في صوته الإنتخابي وتعبّر عن مسؤوليته وإختياره ومشاركته في الشأن السياسي العام لبلده، وهذا ما يفسر تنازله عن مستقبل أولاده وعن مصير الأجيال القادمة والقبول بتزوير إرادته وضميره طوعيا قبل أن يكون ذلك التزوير خارجيا أيضا، والأمر سيّان، إن كان ناتجا عن إنعدام الوعي السياسي أو عن ضغط الرشاوى والمال السياسي والفتات والمكاسب الآنية المستقطعة من ثروات بلده التي إرتضى لها أن تصب لصالح الحيتان الكبيرة ومن ورائهم من الحيتان الأكبر .

4. الضعف النظري والعملي للقوى الديمقراطية وتشتتها وعجزها عن بناء رؤية متسقة ومتماسكة تؤطر ممارستها وتوجهاتها وعن بلورة إستراتيجية مستقلة تتيح لها التقدم من خلال تعبئة الرأي العام وتنظيمه ليس من أجل الأغراض الإنتخابية والدعائية والموسمية فحسب، وإنما كدليل عمل سياسي شامل ودائم ومستمر تلتقي فيه المنطلقات النظرية بالممارسة العملية والسلوك المعبر عن تلك التوجهات .



#عبد_الرحمن_سليمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قتل كامل شياع,,؟
- شمعة سادسة وسط الاحزان
- حوار هادىء مع السيدة وفاء سلطان
- الاستراتيجية الامريكية الجديدة في العراق : تمخض الجبل فولد ف ...
- الضحية والجلاد (3) : القمر ورؤساء العراق
- الضحية والجلاد (2) : صدامان وثلاثة أعدامات
- اعدام صدام : الضحية والجلاد
- مع السيد سفيان الخزرجي مرة أخرى
- ماالذي يمكن لعراقيي المهجر فعله حقا في المرحلة الراهنة ؟
- محنة الخطاب السياسي في العراق
- المرأة:نصفنا الذي ننكر
- حديث أقل كذبا
- كل ديموقراطية وأنتم بخير
- العدالة بين صدام حسين وكمال سيد قادر
- ما بعد الانتخابات العراقية
- عقلية النهب السياسي


المزيد.....




- الدالاي لاما يعلن أنه ينوي أن يتجسد مرة أخرى بعد موته
- لحظة وقوع انفجار مرعب بمستودع ألعاب نارية في كاليفورنيا
- واشنطن تعلن تعليق بعض شحنات الأسلحة لأوكرانيا.. ما السبب؟
- موجة حر شديد في فرنسا.. وفاة شخصين ونقل أكثر من 300 شخص إلى  ...
- رئيس إيران يصادق على قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية ...
- الرئيس الإيراني يصادق على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية ل ...
- واشنطن تطالب بإقالة مقررة أممية اتهمت شركات أمريكية بدعم -ال ...
- ما هي اتفاقيات التعاون التركية في مجال الطاقة في سوريا؟ وما ...
- 6 أسئلة عن هدنة الـ60 يوما المسربة بغزة ومواقف الأطراف منها ...
- ماذا يكشف تقرير رويترز عن أحداث الساحل السوري؟


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن سليمان - قراءة متأنية لمقال الأستاذ رائد فهمي:القوى الديمقراطية والإنتخابات