عبد الرحمن سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 2126 - 2007 / 12 / 11 - 11:32
المحور:
ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007
في البدء كان الصوت , صراخا لطلب النجدة أو حزنا لفقيد أو فرحا لمناسبة ما ، وكان أيضا خوفا . أي ماكان في حوزة الانسان الاعزل من وسيلة أخرى للرد على الوحوش الضارية التي تحيط بعالمه البدائي الاول غير سلاح الصوت .
يحلو للشعراء ولعشاق اللغة القول : في البدء كانت الكلمة .
في حقيقة الامر ، لا فارق عندي حين تكون الكلمة تعبيرا صادقا عن أصواتنا الداخلية ، حيث هنالك دوما ثمة معذبين وثمة وحوش ضارية .
أختفت الوحوش الكاسرة وانقرضت بعضها ودجنت أخرى أمام صوت الحقيقة الباقي أبدا ، غير أن المعركة لم تنته .
ظهر نوع آخر من البشر ومن بين البشر يحاكون الوحوش ، ملئوا الدنيا صحفا صفراء ، وصراخا وعويلا كاذبا ، وبكاءا يشبه الضحك ، وانتحالات لتاريخ مضى بلا أي شهود ، وسرقات علنية لنضالات الاخرين ، وجلادون لبسوا جلد الضحايا ، وضحايا قلدت جلاديها ، وأناس هرعوا صوب العراق وآخرون هرعوا صوب الحدود ، داخلون خارجون ، منفيون أغلقت عليهم أوطانهم ونضالاتهم وهوياتهم وصار الدخول الى العراق المستباح يحق للجميع الا للضحية الحقيقي .
ويجري كل ذاك في صمت مروع وأحيانا متواطىء .
ما هكذا تكون البدايات ، وما هكذا تبنى المجتمعات .
ماالذي كنا سنفعله لولا الصوت والكلمة .
كم من صباح وكم من مساء ، في غربة ثلاثين عاما .
كم كان فيها من شحوب وذهول وخوف من المجهول وقلق على الاهل (الرهائن) من زلة لسان أو وشاية واش .
وكم كانت الخيبة في النخبة ثقيلة كأحجار الصنم الذي سقط .
ماالذي كنت سأفعله بكل ما يعتمل في صدري لولا صديق أسر له بأسراري همسا أو صراخا ،
صديق لي اسمه : الحوار المتمدن .
تحية لك أيها الصديق الدائم .
#عبد_الرحمن_سليمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟