أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن سليمان - كل ديموقراطية وأنتم بخير














المزيد.....

كل ديموقراطية وأنتم بخير


عبد الرحمن سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 1418 - 2006 / 1 / 2 - 09:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد كان دوما ذلك الحلم البشري الطويل بالانعتاق من الظلم , يراود الانسان في كل العصور, وسالت في سبيل تحقيقه من الدماء والدموع ,ماتكفي لاغراق كل المراكب التي تطفو اليوم على سطح المحيطات شرقا وغربا وتمني جموع البائسين ببرالامان رغم يقيننا في كونها مراكب مثقوبةورغم علمنا المسبق بالاتفاق مابين القبطان وقراصنة البحار,أقول يقيننا ,نحن العارفون باسرار الماء والاعماق واتجاه الرياح والذين لم تعد مجرد استغاثتهم التاريخية المتكررة والمشروعة بدون شك ,تنتظر طوق النجاة في ساعة الخطر , حتى وان القاه القرصان بذاته . انه حلم نبيل ولكنه حالما مايغدو كابوسا , ان تغاضينا عن حقيقة أن الجميع لاينامون على ذات الوسادة, وأيضا هو حلم انساني وجميل بالعدالة والمساواةعلى صعيد المرتجى والمؤتمل والذي سيكون تأمله أفضل من السعي لتحقيقه في أوضاع مجتمعية مازالت أسيرة للخرافة وحبيسة للتقاليدالمتناقلة عبر الاجيال في التفكير والممارسة . لقد نجح اليسار العراقي في خلق ورعاية الكثيرين من المثقفين ولكنه لم ينجح في خلق ثقافة موازية ومؤسسة على قاعدة القبول بالاختلاف والتي هي جوهر كل بناء ديموقراطي وضروري , كما كانت أساليب التعبئة الجماهيرية والحشد العام تلغي خصوصية المجتمعات وطريقة الانتفال بها نحو الافضل وبالصورة التي تناسبها ويمكن لها القبول به بلا تناقض حاد وصارخ مع موروثاتها اليقينية والتي لن تزول حتما بمجرد الشعارات والكلام المنمق عن الغد الآتي , ولقد أتيحت أيضا لليسار العراقي كل السلطات ـباستثناء السلطة السياسية طبعا ـوالتي يبدو جهلا بأنها السلطة الوحيدة القادرة على التأثير والتغيير ثم كانت النتائج هي ذاتها التي تفصح عن سوء استخدام السلطة على مستوى الفرد والشارع والرأي العام . وقد لايكون مجديامأقوله الآن بنظر القيادات السياسية المختلفة طالما أن السلطةهي المبتغى الاول والاخير لجميع الفرقاءولاتنفع قوة الكلمات و لا بلاغتها لانها مهما كانت صائبةوصحيحة ودقيقة سوف لن تغير شيئا في طبيعتها المؤسسة على الخطأ . ولاغرابة أن هذه الحالة الشاذة من تغييب العقل والمنطق في العمل السياسي العراقي خصوصا , كانت وسوف تكون ضحيتها الدائمة , هي قوى اليسار والتقدم التي تفترض ضمنا سلطان العقل وسيادته على مقدرات الانسان في كل الظروف والاحوال . ان الخطاب العقلاني في غياب المؤسسات الاجتماعية والتربوية خصوصا , لامعنى له ولاصدى الا في ظروف استثنائيةوفي غالب الاحيان غير مضمونة الجانب وطالما أن بناء المؤسسات الحديثة مرهونة بالقوى السياسية الراهنةوالتي من مصلحتها تكريس الامية والجهل بالمعنى المعرفي لا بالمعنى الاكاديمي الحوزوي, فانه لمن العبث مقارعتها في ميادين مغلقة عليها سلفا ومنها الميدان السياسي حاليا ,ان كراسي العرض المسرحي محجوزة مسبقا لرؤية الفصل الثاني لانشاء الدولة العراقية على اسس حديثةوالتي لاتستهدف الا تجديد الوكلاء المحليين بعد أن استنفذوا قدراتهم وباتوا عقبة أمام المخططات ومراكز صنع القرار الدولي واملت الحاجة الملحة وصدف التاريخ لاتخاذ قرار الحرب على النظام الجائر لصدام حسين وبالتالي فبركة الديموقراطية باسلوبها التقني الساذج على وضع اجتماعي مايزال أسيرا لتأويلات الماضي وأغلبيته الساحقة تتعصب لان " عمر بن الخطاب كسر ضلع الزهرة "ولاتتأثر بصيغة الجمع لحلبجة أو البصرة أو الدجيل مثلما لاتتأثر لمفهوم العقاب الجماعي حين ينال الفلوجة وكأنها أعضاءا غريبة لاتنتمي لنفس الجسم الوطني . ان الديموقراطية التي أفهمها هي ثقافة وليست تقنية , وهي دولة قانون ومؤسسات وصحافة حرةوتعليم حديث وقضاء عادل وهي قبل ذاك كله انسان يدافع عن منجزاته , فالديموقراطية ليست بمكنسة كهربائية مزودة بطريقة الاستعمال وتعاد عند العطب الى شركتها المصنعة ولا هي في ممارسة كل أنواع التزوير والدجل وشراء الذمم وصياغة الوعود الانتخابية الكاذبة وسوق الجماهير كالقطيع الى صناديق الاقتراع ثم عقد الصفقات السرية للتحالفات الوطنية باسم الخطر المحدق بالبلد , والغريب أن هنالك دوما أخطارا محدقة بالبلد حتى قبل أن نولد ونعرف أن لنا أوطان . ان طبيعة النزاعات السياسية لدينا لاتخضع لسلطة العقل كما تخضع لميزان القوى وبما أن القوة هي نقيضة للفكر وهي احدى موروثاتنا البائسة , فان الحسم النهائي سوف يكون مرهونا بمن هو أقوى وليس بمن هو أعقل , ومن هذه الاجواء ذاتها تغلغل صدام حسين الى السلطة مبتدئا بالجريمة السياسية ومرورا بتصفية الخصوم وحياكة المؤامرات وانتهاءا بحفرة العنكبوت , ويبدو أن هذا الدرب مازال سالك الخطى , سواءا من أوله أو من منتصفه لمعظم ساستنا البائسين . مايهمني فقط هي الكيفية التي تستطيع من خلالها قوى اليسار العراقي أن تتماسك لانها آخر قلاع الامل قبل الانهيار الشامل لما تبقى من الخيوط الرابطة للمجتمع بالسياسة والثقافة على حد سواء وتقع على عاتقها ضمن مهامها الجسيمة الاخرى الدعوة الى مؤتمر عام لجميع التقدميين من عراقيي الخارج ونقل مركز الثقل السياسي خارج العراق واعلان موقفها من هذه المسرحية التي لاأسم ولا جسم لهاوالتي اعدت فصولها سلفا ليكون اليسار هو الخاسرالاكبر مهما ضحى وفعل . ان عراقيي الخارج صاروا شعب الشتات ويبدو أن الامور تسير باتجاه الفصل والقطيعة المقصودة مع الداخل لاسباب معقدة ومتنوعةتتعلق باكثر من ميدان واحد . من المؤكد أننا سنخسر أشياءا في الحاضر بهذه الخطوة , ولكن الاكيد هو أننا سوف لانخسر المستقبل



#عبد_الرحمن_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة بين صدام حسين وكمال سيد قادر
- ما بعد الانتخابات العراقية
- عقلية النهب السياسي


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن سليمان - كل ديموقراطية وأنتم بخير