أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سامي ابراهيم - زوعا والمجلس الشعبي.. إلى أين؟














المزيد.....

زوعا والمجلس الشعبي.. إلى أين؟


سامي ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2959 - 2010 / 3 / 29 - 18:39
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


عندما ترى شعبك يتمزق ويتفتت لا يسعك إلا أن تتألم، وعندما ترى هذا الشعب الضاربة جذوره في أعماق الحضارة والإنسانية يتداعى صرحه الحضاري بأيدي أبنائه لا يمكنك إلا أن تغضب والغضب هو ذكرى لألمك. وغضبك مجرد دليل على أنك لم تنهي التعبير عن ألمك.
انتهت الانتخابات البرلمانية ولكن لم تنتهي حملاتها الإعلامية، انتهت الانتخابات البرلمانية ولكن لم تنتهي المعركة بين زوعا والمجلس الشعبي، انتهت الانتخابات ولكن لم ينتهي تبادل التهم والتخوين بينهما.
السؤال هنا: ما الذي يهم ذلك الذي فقد ابنه أو أخيه أو أبيه من الذي فاز بالانتخابات؟
هل يهم ذلك الشخص الذي تهجر وتشرد هل يهمه كثيرا إن فازت قائمة الرافدين أو قائمة المجلس الشعبي؟ أم الذي يهمه هو محاسبة من كان المسؤول عن تهجيره وتشريده.
هل يهم ذلك المهندس وذلك المحامي وذلك الطبيب الذي أصبح يعمل نادلا في مطعم أو خادما في منزل أو أجيرا مذلولا مهانا في بلاد الاغتراب هل يهمه أن يكون "يونادم كنا" أو "لويس كارو" عضوا برلمان؟
هل يهم ذلك الذي يودع أبنائه كل صباح قبل الذهاب لعمله على أنها قد تكون آخر مرة يراهم فيها هل يهمه من فاز بالانتخابات؟ أم الذي يحتاجه هو أن يذهب لعمله مطمئنا وسالما، وأن يرسل ابنه إلى الجامعة دون أن ينتابه شعور بأنه قد تكون هذه آخر مرة يراه فيها.
إن الذي فاز في مقاعد الكوتا المخصصة للمسيحين عليه أن يلتزم ببرنامجه الانتخابي الذي طرحه، لدى زوعا ثلاثة أصوات ولدى المجلس الشعبي صوتين إذا على الطرفين الآن مهمة جديدة هي الالتزام بما طرحوه في برنامجهم الانتخابي، لديهم مهمة جديدة تختلف عن المهمة الحالية التي يقوم بها الطرفان ألا وهي تخوين الآخر واتهام الآخر.
مهمتهم هي أن يفوا ما وعدو به الشعب الآشوري، وليس إدخاله في مهاترات وجدالات وانقسامات جديدة هو في غنى عنها.
المطلوب من الطرفين توحيد الشعب وليس تمزيقه وتفتيته.
لديهم أمانة في أعناقهم، وعليهم دين على شعبهم وهم سيمثلون أمام محكمة التاريخ إن لم يحققوا شيئا لشعبهم.
من حقهم أن يختلفوا بالطرح ومن حق الجميع أن ينقد أيها الأحباء ومن حق الجميع أن يختلفوا في الآراء حول أصحية هذا الطريق أو ذاك، لكن ليس من حق أحد أن يخوّن أحد، وليس من حق أحد أن يتهم أحد لمجرد انه يختلف معه في وجهات النظر. فالحزب الجمهوري الأمريكي أثناء الانتخابات ينتقد الحزب الديمقراطي والديمقراطي يحمّل للجمهوري أخطاء اقتصادية ومالية وعسكرية لكن لا احد يقول للآخر أنت خائن! لا أحد يقول للآخر أنت لا تحب أمريكا! " ميركل " لم تقل "لشرويدر" أنت لا تحب ألمانيا أو أنك تتعامل مع أعداء ألمانيا!.
ما يريده شعبنا في المرحلة الحالية هو عدم جعل الانتخابات ذريعة وسببا للمزيد من التباعد والافتراق، وإنما التفكير مليا لما بعد الانتخابات والعمل على بناء جسور التلاقي والسعي بين القوائم والشخصيات الفائزة لتشكيل كتلة نيابية تتبنى تحقيق مطالب شعبنا المحقة وفي مقدمتها تثبيت هويتنا القومية الموحدة وكافة حقوقنا بما في ذلك الحق في الحكم الذاتي.
ما نريده الآن هو الحياة لشعبنا في العراق، ففي الطرف العربي يهجر أبناء شعبنا وتفجر كنائسنا ويقتل شبابنا ويخطفون ويأخذون رهائن، وفي الإقليم فإن طمس الحقائق مستمر والاستفزاز جاري على قدم وساق. لا توزيع عادل للموارد، لا توزيع حقيقي لفرص العمل، جرائم قتل بحق أبنائنا بدون محاسبة، ما يريده شعبنا في العراق هو أن يعيش بكل ما تتضمنه هذه الكلمة من سلام وامن واطمئنان ورفاهية، يجب أن يتحد شعبنا ويرصف الصفوف وأن يتوقف عن الصراعات الداخلية. وهذا ما على زوعا والمجلس الشعبي في العراق أن يفعلوه في هذه المرحلة. لأن الذي يتعرض له أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري اليوم بسبب انتمائه القومي والديني هو فعل بربري، وهو إبادة جماعية.
زوعا والمجلس الشعبي.. كفانا خيبات وفشل وألم وتهجير... كفانا نكبات وآلام. انهضوا بالشعب وقودوه حيث النور، ضعوا هذا الشعب في المكان الذي يجب أن يكون فيه، اجعلوه في المستوى الحقيقي الذي يتصف به، انزعوا عنه صفة الأقلية المستضعفة المهجرة والمنكلة المعذبة، أعيدوا بريقه الحضاري من جديد فبذلك تكونوا قد أوفيتم ما عليكم.



#سامي_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أقبحهم.. ما أبشعهم
- كيف تكشفين شخصية الرجل
- ما الذي يجعل الفتاة تهرب من الشاب
- أحبك لأنك تجسدين فصولي الأربعة
- كيانك حضارتي
- تلك اللحظة
- مذكرة إلى حبيبة
- تلك الكلمة
- لا تتركيني
- السعادة هي صنع ذاتي
- علاقات أفضل
- لو رأينا مستقبلنا
- لماذا يهرب الشاب من فتاته
- الله
- الهدف من الحياة


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سامي ابراهيم - زوعا والمجلس الشعبي.. إلى أين؟