أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سامي ابراهيم - ما أقبحهم.. ما أبشعهم














المزيد.....

ما أقبحهم.. ما أبشعهم


سامي ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2952 - 2010 / 3 / 22 - 14:53
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


عندما يفقد إنسان حياته لأنه من دين مختلف أو لون مختلف أو عرق مختلف، فإنه لا يوجد بشاعة على وجه الأرض تحاكي هكذا بشاعة، وعندما يقتل إنسان أخيه الإنسان لمجرد انه يخالفه فكرة فإنه لا يكون قد تجرد من صفته الإنسانية فحسب بل أصبح وحشا مصنفا في فصيلة جديدة لا تنتمي لأي فصيلة وحوش نعرفها لأنه حتى الوحوش لا تقتل في فصيلتها.
إن عمليات القتل والتطهير الديني وعمليات التهجير المنظمة ضد أبناء شعبنا الكلداني الآشوري السرياني في العراق والتي تتحمل مسؤوليتها جميع القوى السياسية الكبرى في العراق ومن ضمنها الجماعات الأصولية المتطرفة التي تنفذ هذه العمليات، ليس انتهاكاً لحقوق شريحة عراقية أصيلة وذات جذور ضاربة بتاريخ بلاد ما بين النهرين فحسب، بل هو تعدي وانتهاك على تاريخ وتراث الإنسانية جمعاء، هو تعدي على الحضارة البشرية، هو تعدي على أول حضارة، هو تعدي على أول ثقافة، هو تعدي على أول أبجدية وأول لغة مكتوبة منذ فجر التاريخ، وهو تعدي على أول طائفة مسيحية في الكون.
إن ما يتعرض له المسيحيون في العراق من قتل واضطهاد وتفجير لكنائسهم هو حلقة من مسلسل يبدو أنه لن تنتهي حلقاته في الغد القريب، هو حلقة من مسلسل الألم والعذاب والقهر والاضطهاد الذي يصيب هذا الشعب.
لا يستطيع أحد أن يقرأ قصة بقاء الشعب الآشوري الكلداني السرياني دون أن ينتابه الذهول، ودون أن يتوقف عن التفكير المنطقي، ويضرب جميع النظريات والأسس الأكاديمية عرض الحائط.
لا يوجد ولم يوجد على وجه الأرض، شعب، تعرض للأهوال والكوارث والنكبات والمجازر والإبادات والتصفيات العرقية والإثنية والدينية، على مر الأزمان والعصور ما تعرض له الشعب الآشوري السرياني الكلداني، إنه شعب أحب الحياة، وتحد الأقدار.
لقد تجددت في الأسابيع الأخيرة أعمال العنف والإرهاب ضد المسيحيين في الموصل في استعادة لحملة التطهير القومي والديني، التي أدت إلى النزوح الكبير. فأُجبر الطلاب على الانقطاع عن جامعاتهم ومدارسهم، وامتنع أصحاب المهن والتجار عن فتح محلاتهم ومتاجرهم خوفاً على حياتهم، واضطرت المئات من الأسر إلى مغادرة الموصل بحثاً عن الأمن والأمان في قرى وبلدات سهل نينوى، أو في إقليم كردستان العراق أو في دول الجوار.
ويخطئ من يعتقد أن أحداث الموصل مسألة طائفية تندرج ضمن مسلسل الصراعات الطائفية الجارية على أرض العراق. فللوهلة الأولى فإن هذه الأحدث تأخذ طابع طائفي من ناحية الوسائل المستخدمة على يد أطراف أصولية تكفيرية مسلحة ومعروفة بالعنف وبنزعة رفض التعددية ولإقصاء الآخر والاختلاف، لكن الحقيقة فإن عملية التهجير هذه لا يمكن فصلها عن مجريات التطورات السياسية ولاسيما صراع المصالح والنفوذ، المحتدم حالياً بين مختلف أطياف ومكونات المجتمع العراقي. فالحكومة القائمة قبل الانتخابات لن تقوم بأي إجراء قمعي ضد الجماعات التكفيرية لأنه لا تريد أن تغامر بأصوات من يناصر هذه الجماعات فكريا، وبالمثل فإن القوى الكبيرة والمنافسة للحكومة لن تطرح أي برنامج سياسي من شأنه أن يقضي على هذه الجماعات ويحاربها، لأنها أيضا لا تريد أن تخسر أصوات من يؤيدهم، والنتيجة هي التضحية بالفئة الأضعف، أي التضحية بالفئة التي لن تؤثر بشكل كبير على مسار الانتخابات، والفئة الأضعف هي مسيحيو العراق. من هنا نرى تواصل عمليات القتل والتهجير والاضطهاد لمسيحيي العراق.
لذلك فإنه يتوجب على كافة الأحزاب والمنظمات ، والأحرار والمدافعين عن حقوق الإنسان أن ينظموا حملة تضامنية واسعة لمنع وإيقاف اغتيال وتهجير مسيحيي العراق والوقوف بوجه هؤلاء الممعنين في الحقد، والسائرين في درب الإرهاب والظلم، هؤلاء الذين يسرقون ضحكة الأطفال، هؤلاء الذين يجدون انتصارهم في قتل إنسان اعزل ينتظره أطفاله ليحضنوه، هؤلاء الذين يبتهجون معتقدين أنهم سيدخلون الجنة عندما يقتلون إنسانا تنتظره زوجة اختارته ليكون رفيق دربها في هذه الحياة.
ما أقبحهم وما أبشعهم هؤلاء الذين يملأ السرور قلبهم عندما يقتلون إنسانا ويرمونه أمام منزله لينتشوا بصراخ أمه وليفرحوا ببكاء أبيه، ما أمقتهم هؤلاء الذين يسلبون حياة إنسان ليتغنوا برنة الانتصار في نحيب أخيه وعويل أخته .
بئسا لكم يا أشباح الموت، يا ايها الكارهين للحياة، يا أيها الحاقدين على الحب، بئسا لكم.



#سامي_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تكشفين شخصية الرجل
- ما الذي يجعل الفتاة تهرب من الشاب
- أحبك لأنك تجسدين فصولي الأربعة
- كيانك حضارتي
- تلك اللحظة
- مذكرة إلى حبيبة
- تلك الكلمة
- لا تتركيني
- السعادة هي صنع ذاتي
- علاقات أفضل
- لو رأينا مستقبلنا
- لماذا يهرب الشاب من فتاته
- الله
- الهدف من الحياة


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سامي ابراهيم - ما أقبحهم.. ما أبشعهم