أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي ابراهيم - لو رأينا مستقبلنا














المزيد.....

لو رأينا مستقبلنا


سامي ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2800 - 2009 / 10 / 15 - 00:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لو رأينا مستقبلنا فهل نستطيع تغيره؟!. بمعنى إذا رأى أحد مستقبله أمامه فهل هو قادر على تغييره من اللحظة التي هو بها. أي اللحظة التي رأى مستقبله.
مثلا لو رأى أحدهم أنه سيمرض بالسرطان بسبب تدخينه للسيكارة فهل سوف يقلع عن التدخين أم أنه سيقتنع بأنه قدر محكم عليه. قد تتبادر الإجابة مباشرة على هذا السؤال بأنه سوف يقلع عن التدخين.
لكن الحقيقة ليست بهذه البساطة. إذا ضربنا مثل آخر وليكن مثلا الدراسة. أي لو رأى شخص أن فرعه الجامعي لم يحقق له حياة رغيدة أو حياة حلم بها وهو في الزمن الحاضر في البكلوريا مثلا فهل هو قادر على مضاعفة جهده أكثر لكي يحصل فرع جامعي يضمن له حياة رغيدة؟؟
بكل تأكيد الأمر يصعب عندما يحب شاب فتاة ويشعر أن هذه الفتاة قد خلقت من أجله وأنها نصفه الآخر وهذا هو الحب الحقيقي وفجأة أتت له رؤيا وشاهد مستقبله مع هذه الفتاة، فرأى في هذه الرؤيا بأن حياته معها جحيم لا يطاق، بينما هو في الزمن الحاضر لا يستطيع أن يعيش بدونها فهي تسيطر على كيانه وتفكيره بالمختصر هو يعشقها ويحبها بجنون ولا يستطيع الابتعاد عنها فهل سيتركها ويتخلى عنها ليرى حبيبته وقد ارتبطت بشخص آخر ليترك الغيرة والألم يعتصران قلبه أم أنه سيقرر الارتباط بها وليحدث ما يحدث، فالمهم عنده هو اللحظة التي يعيشها.
برأيي كل إنسان لديه القدرة على تغيير حياته أو بالأحرى على تغيير مستقبله.
فالإنسان يستطيع أن يميز بالمنطق الإنساني وبحسابات رياضية بسيطة بأن احتمال إصابته بالسرطان أو أمراض الرئة والقلب يزيد عندما يدخن، وكذلك إذا ضاعف جهده بالدراسة فإن سيحصل على علامات أفضل وبالتالي فرع أفضل، وكذلك اختيار الشريك يكون بعد دراسة متأنية لنفسية الآخر وطريقة تفكيره وأن لا يكون حبه عاصفا قويا فتخمد ناره بسرعة، إنما يجب أن يكون حبا من النظرة الثالثة، فيكون حبا ناجحا طويل الأمد، على الأقل في أسوأ الأحوال احتمال فشله يكون اقل بكثير من علاقة الحب من النظرة الأولى.
لكن الطرح يصبح أصعب عندما يكون الإنسان قد تجاوز مرحلة مفترق الطرق، أي عندما يكون الإنسان في فرعه الجامعي ولا يوجد مجال لاستبداله. أو يكون مدمنا على التدخين منذ زمن أو متزوجا ويمر زواجه بظروف صعبة.
فهل يستسلم الإنسان ويقول بأن قدره أن يتألم ويعاني وبأنه ليس محظوظا وأن هذا هو نصيبه في هذه الحياة؟؟!!.
بالتأكيد الإنسان الانهزامي وحده يفكر بهذه الطريقة وهو الإنسان المفتقر للطموح أي بالمختصر هو الإنسان الحي الميت.
فالتفاؤل بالمستقبل هو الذي يعطينا فرصة لكي نعيش، هو الذي يمنحنا الأمل لكي نجابه فشلنا، هو الذي يصنع نجاحنا على الصعيد العاطفي والاجتماعي وأيضا الاقتصادي. فلولا الأمل لما كان هناك خاسر نهض من كبوته وعاود الكرة ولعب أوراقه من جديد وربح ولولا التفاؤل واليقين بقدرة الإنسان على تغيير مستقبله الذي اتسم بالسواد بعد فشل معين لوجدنا الخاسرين في كل مكان ولكان الفقر والطلاق والمرض أكثر من العيش الجيد والارتباط السعيد والصحة المشرقة.
لكن أن نغير مستقبلنا نحو الأفضل معناه أن نزيد الجهد ونضاعف العزيمة ونتحمل الصعاب أكثر.
أن نغير مستقبلنا معناه أن نغير من طريقة تفكيرنا، لأن تلك الطريقة قد أثبتت فشلها وعدم جدواها.
أن نغير مستقبلنا معناه أن نعيد برمجتنا اللغوية العصبية، أي أن نحسن ونطور من برنامج التشغيل الذي يستخدمه عقلنا، هذا البرنامج هو دليل استخدام العقل وهو المسؤول عن التفوق الإنساني وبالتالي التغيير الشخصي.
أن نغير مستقبلنا معناه أن نعيد النظر في علاقاتنا، في عاداتنا، أن نعيد بناء نظام تفكيرنا بشكل يضمن لنا تغيرا نحو الأفضل، ومعاناةً وألمًا أقلا.
أن نغير مستقبلنا نحو الأفضل معناه أن نعيد رسم أهدافنا ونعيد النظر بالطريق الذي سنسلكه بما يضمن تحقيقها بأسرع الطرق الممكنة.



#سامي_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يهرب الشاب من فتاته
- الله
- الهدف من الحياة


المزيد.....




- بالصور.. سيارة تصطدم بمبنى مطار مانيلا في الفلبين وتقتل طفلة ...
- فيديو لكلب يلاحق موظفة توصيل في شارع بكاليفورنيا ينتهي بمأسا ...
- الجيش السوداني: طائرات مسيّرة انتحارية تستهدف منشآت في بورتس ...
- المعركة ضد الحوثيين .. لماذا هي الأكثر تكلفة لأمريكا حاليا؟ ...
- هل سيتمكن الذكاء الاصطناعي من علاج جميع الأمراض؟
- مصرع شخصين في حادث مروع بمطار مانيلا (صور+فيديو)
- الجيش السوداني: قوات الدعم السريع تنفذ أول هجوم بالمسيرات عل ...
- الجيش الإسرائيلي: رصد صاروخ أطلق من اليمن وصفارات الإنذار تد ...
- الاحتلال يقر بمقتل وإصابة جنود في رفح ويسعى لتوسيع عملياته ف ...
- هجوم روسي على كييف وأوكرانيا تعلن إسقاط مقاتلة بزورق مسيّر


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي ابراهيم - لو رأينا مستقبلنا