أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - الحاكم الفردي القمعي الجلاد المستبد العادل















المزيد.....

الحاكم الفردي القمعي الجلاد المستبد العادل


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2952 - 2010 / 3 / 22 - 18:17
المحور: حقوق الانسان
    


من صفات الحاكم الفردي المستبد أنه لا يمكن أن يقتنع بغيره أو برأي غير رأيه أو بشيءٍ غير الذي في رأسه ,أنه لا يمكن أن يقنعه أحد أن يحكم بمفرده وهو أيضاً لا يمكن أن يقتنع بأنه غير عادل فهو يتصور نفسه عادلاً ومنصفاً وكل الناس تحبه وهو الذي لا يمكن أن يتصور نفسه على خطأ فدائماً رأيه هو الصواب , أتعلمون السبب ؟ إن المنافقين وبطانة السوء التي بحوزته هي التي تجعله يتخيل نفسه أنه عادلٌ ومنصف حتى يصاب في نهاية الأمر بالعمى فلا يرى أحداً, وبالطرم (عدم السمع)فلا يسمع لأحد .

الحاكم الفردي الذي يستفرد بالمور لوحده وهو الذي يشعرُ بعظمته حين يقف بين الناس وحين يشاورون عليه في الشوارع والطرقات وهو الذي يستفرد في كل السلطات المدنية والقضائية وغيرها وغيرها وهو الذي من المستحيل عليه أن يقتنع بأحد والحاكم الفردي أو

الحاكم القمعي هو الحاكم الجلاد الذي يحكم بالحديد وبالنار وهو الحاكم الذي تكون بطانته عادة من اللصوص والقوادين غير المحترمين وهم بطانة السوء من القوادين والعرصات والسرسرية والغوغاء والدهماء من الناس وأولاد الحرام الذين لا يعرف لهم أصلٌ ولا فصلٌ , وتكون جنوده من الكلاب الذين يعضون أي يد تمتدُ إليهم , والحاكم القصاب هو ذلك الحاكم الذي يتربعُ فوق رابية من الجماجم البشرية ويقهقه بصوتٍ عالي ويعلن ولاءه للزعران وللبلطجية وكذلك الزعران يبادلونه نفس الإحساس في المشاعر خصوصاً حين يتبادلون نظرات العنف ضد كل من يحلم بالتغيير, ومعظم وزراءه من المتسلقين على جثث الموتى والمعذبين في الشوارع والسجون الضيقة والمستشفيات التي تكون عبارة عن شبه مكاره صحية,وليسوا من حملة الشهادات الإبداعية والتقديرية على جهدهم المتواصلة لخدمة البشرية.

والحاكم القصاب هو المستبد العادل الذي يكون حاكماً بالتطرف فالتطرف ينبع من الحاكم المستبد والحُكّامُ المستبدون هم أول من قام بتأسيس مبادئ التطرف ونشرها في العالم وتطويرها حتى غدت منهجاً وعلماً وقدوة يقتدى بهديها وبهدي أصحابها ملاعين الحُرسي, والحاكم الجلاد هو ذلك الحاكم الذي يضع على يمينه بندقيته وعلى يساره السكين التي يبدأ بإشهارها حين يدعوا شعبه للحوار الجاد والمثمر والبناء , والحاكم المستبد هو الحاكم الذي لا توجد في عاصمته أحزاب سياسية أو مؤسسات مجتمع مدنية , والحاكم المستبد هو الطاغية الذي يدعو لعقد اجتماعات مهمة من أجل مناقشة هموم الشعب فيتكلم هو أولاً نيابة عن الشعب لأن الشعب اختاره ليكون ناطقاً باسمه يوم نظروا إلى السكين التي بيده وهو أول من يفتتح جلسة حكمه ليقول (باسم الشعب) وهو أول من يتكلم وهو أولُ من يأذن لنفسه بالكلام وبالصمت وحين يريدُ المناقشة يكون هو أول من يرفع يده لبدأ النقاش وهو أول من يناقش نفسه فيتفق مع نفسه ويختلف واختلافه مع نفسه ومع القضاة يكون رحمة بالشعب وهو الوحيد الذي يعارض نفسه وهو الوحيد الذي يصفق لنفسه وهو الوحيد الذي يقرر ثم يعلن موافقته على كل قراراته .


وهو من بيده مفاتيح السجون يفتحها متى يشاء ويغلقها متى يشاء كما يفتح باب السماء لتوزيع الأرزاق على شعبه فيعطي ويمنع ويحجز ويوفق ويغضب ويوافق ويعارض وطرد من يشاء من عمله بحجة أنه مهمل في الترتيب ولا يقوم بواجبه على أكمل وجه في نفس الوقت الذي ينظرُ فيها إلى بطانة السوء ليجدهم محافظين على السوء والرذيلة ويفعلون الشر في عين الرب وهو الذي يعاقب فنعوذ بالله من غضبه إذا غضب ومن بطشه إذا بطش وهو الذي يعفو ويغفر ويسمح ويسامح ويناهض كل نشاط معادي لله سبحانه وتعالى لأن الله هو الرزاق والفتاح والسميع والعليم الذي أوكله هو نيابة عنه في كل شيء, والحاكم الطاغية هو الذي يجمع بيض الدجاجة ويجمع حليب البقر وهو المطعم والمُكسي والحاكم الجلاد هو الذي ينادي بعمل الخير وهو الذي يدعو الناس لعمل الخير وإلى تنظيم الأحزاب السياسية ليتعرف على المناهضين والمعارضين له فيبدأ بقرقشة عظامهم عظمة عظمة لذلك كلما ظهر حزب جديد في الدول العربية سرعان ما يحترق الحزب وسرعان ما يصاب بفقر الدم .
الحاكم الملعون في الدنيا وفي الآخرة وفي الحياة الأبدية السرمدية هو الحاكم الذي لا يشاركه في حكمه أحد, ولا في حبه أحد ,ولا في صُحفه أحد ,ولا في أحزابه السياسية أحد , ولا في إعلامه المبيوع والدكتاتوري أحد ,ولا في مشورته أحد , ولا يحبُ أن يشاركه في طعامه أحد ولا في شرابه أحد ولا في فنجان قهوته أحد ,ولا في ذهابه وإيابه من وإلى أحد , وهو الحاكم الذي ليس كمثله أحد , وهو الذي لا يحب أن ينتقده أحد وهو الذي لا يحبُ أن يعشقه أحد .


والحاكم الجلاد هو الحاكم الذي لا تجدُ في مدينته منتزهاً تجلسُ فيه ,ولا داراً للسينما ولا تجد في دولته نادياً للثقافة وللفنون وذلك خوفاً منه على سمعة الشعب أمام الله وذلك لكي لا يسأله الله عن الجالسين في المنتزهات يوم القيامة,ولكي لا يسأله الله عن الناس الذين يجلسون في السينما وهذا الحكم هو الذي كله من ساسه إلى راسه عدلٌ وتقوى وخوفٌ من الله أمد الله بعمر كل الطغاة وجعلهم يوم القيامة فُرجةً للمجتمع الأوروبي الذي سيدخل حكامه الديمقراطيون الجنة, وهو الحاكم الذي لا تجدُ في أرضه شمساً حين تطلبُ الشمسَ ولا هواءً حين تطلبُ الهواءَ ولا رئة حين تبحثُ عن نافذة سياسية أو ثقافيةٍ تتنفسُ منها .وهو الذي لا تجدُ سماءً حين تبحث بنظرك وخيالك عن سماءٍ في بلاده صافيةً وهو الذي لا تجدُ في سماءه نجوماً تُزينها ليلاً ً, أو قطعة أرض يلعبُ فيها الغلمان أو مكاناً بارداً تأوي في الصيف إليه الناسُ كما تأوي إلى الأشجار العصافير, والحاكم المستبد هو الحاكم الذي لا تجدُ في الشتاء ركناً ساخناً تأوي إليه في بلاده مهما امتدت طولاً أو عرضاً شمالاً أو جنوباً, والحاكم المستبد هو الحاكم الذي لا تجدُ عنده في فصل الربيع ركناً أخضراً تجلسُ فيه وهو الحاكم الذي لا تجدُ بيد أطفال شعبه في يوم العيد كعكة عيد أو مرجوحة عيد أو لعبة أو سحسيلية أو زحليقية أو مرجيحية أو أي لعبة يلعبونها .

هو الحاكم الجلاد الذي لا يوجد في البلاد أبعد منه نظراً ولا أثقبَ منه بصراً لذلك هو المُنظر الوحيد والمُشرّع الوحيد ,ولهو الذي لا تجدُ أعمق منه فكراً ولا أطول منه قامة ولا أقوى منه شكيمة ولا ألين منه عريكةً ولا أنصح منه لشعبه أحد , وهو الحاكم الذي لا يشاركه في حكمه أحد فسبحانه ما أعظم شانه حين يعطس وحين يأخذُ شهيقاً وزفيرا , وحين يبصق وحين يصفق وحين يتكلم, وهو صاحب الفرس التي لايشقُ لها غبار وهو الوحيد المدافع عن حمى الأوطان , إن الحاكم المستبد هو الحاكم الذي يجلس فوق عرشه ولديه مجموعة من الذئاب يحضرون إليه المخالفات القانونية والضرائب وهو الحاكم الذي إذا قام من مكانه قام خلفه أكثر من 100ألف كلب ينبحون حيث مد بصره وهو الحاكم الذي إذا صاح صاح معه 100ألف ذئب وإذا بكى بكى معه المنافقون الدجالون.

والحاكم القصاب هو الحاكم الذي يطارد الأوراق في الهواء وهو الذي يرسلُ عليها الرياح والأمطار مدرارا فيبعثرها في الهواء وفي السماء , وهو الذي يعطي ويأخذ ,وهو الذي يمنع فتح الصفحات الجديدة في الحارات وفي الحياة العامة وهو الذي لا يقبل المساومة على أنظمته القديمة المتعفنة وهو الحاكم الذي يصاب بالأمراض الثقافية كلما شاهد قصيدة أو وردة جميلة ,إن الحاكم المستبد هو الحاكم الذي إذا فتحت أي شيء تجده بداخله حتى علبة السلمون أو السردين تجده بداخلها وتجده بداخل عُلب الجبنة وعُلب الحلوى والتطلي والمُربى ومرطبانات العسل والشوكولاته وهو الحاكم الذي يوزع البسكويت على شعبه حين لا يجدُ الشعب خبزاً أو رغيفاً ساخناً يأكلونه كما حدث في باريس قديماً,وهو الذي إذا فتحت كتب التاريخ وكتب اللغة وكتب العلوم والرياضيات تجده بداخلها وهو المؤسس الأول لأي شيء وهو الذي ينكر فضل الشعب عليه وهو الذي لا يرى في الشعب قيمة بدونه وهو الحاكم الذي إذا سكت سكتت معه الكلاب وإذا تكلم نبحت خلفه الكلاب وهو الحاكم الذي يوم يموت تجد كل الكلاب تسبه وتلعنه ولا تشفق عليه ولا تطلبُ له الرحمة وهو يوم تُعلق مشنقته لا يجد إنسانا مدافعاً عنه لأنه كان في زمانه لا يحب أن تدافع الناس عن بعضها البعض لذلك نهايته نهاية مخزية كنهاية صدام حسين الذي لو أنه في زمانه كان يسمح بالأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدنية فلو أنه كان كذلك لوجد يوم إعدامه 100حزب سياسي يدافع عنه .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو أن بني أمية انتصروا على الهاشميين
- ملح وسُكر
- إلى كل أم في عيد الأم1
- رجل من أهل النار
- المجتمع المدني الاسلامي
- بيته مقابل مسجد الأبرار
- الجيوش العربية1
- توقفوا عن بناء المساجد
- أنا غيور على الاسلام
- الطفل الذي ابتلع عشرة قروش
- الاسلام يُفرّق بين الأخ وأخيه
- الاسلام ضد كل شيء
- امرأة وأربعة رجال
- الختيار والختياره
- النجاح في التعليم والفشل في التربية
- هذه كنيسة أم مركز مساواة أم صالون تجميل سيدات
- الاسلاميون يراقبون الإنترنت والشارع العام والفضائيات
- الاسلام دين العاطلين عن العمل
- الدين الإسلامي دين العاطلين عن العمل
- ليش يا ألله ما خلقتنيش مسيحي!


المزيد.....




- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...
- الأمم المتحدة تدين اعتقال مراسل الجزيرة والاعتداء عليه في غز ...
- نادي الأسير يحذّر من عمليات تعذيب ممنهجة لقتل قيادات الحركة ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل 20 مسلحا واعتقال 200 آخرين خلال مداهم ...
- وفد إسرائيلي يصل الدوحة لبدء مباحثات تبادل الأسرى
- إسرائيل تمنع مفوض الأونروا من دخول غزة
- برنامج الأغذية العالمي: إذا لم ندخل شمال غزة سيموت آلاف الأط ...
- تقرير أممي يحذر: المجاعة أصبحت وشيكة في شمال غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - الحاكم الفردي القمعي الجلاد المستبد العادل