أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي بداي - لو اسس عراقيو الخارج حزبهم الخاص














المزيد.....

لو اسس عراقيو الخارج حزبهم الخاص


علي بداي

الحوار المتمدن-العدد: 2949 - 2010 / 3 / 19 - 21:37
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


اقر اولا ان الموضوع الذي اروم طرحه، يقع في جانب منه في مدى الفانتازيا، مع ذلك اود ان اؤكد للقارئ ان قناعتي بالموضوع بدأت بالتزايد يوما بعد يوم، وكانت قناعتي تلك تزداد رسوخا كلما زرت الوطن، وبعد ان تكشفت امامي فصول "قصة الحب من طرف واحد" التي يعيشها ملايين العراقيين المغتربين مع وطنهم ايقنت اننا امام منهج منظم لشطر العراق الى عراقين عراق الداخل وعراق الخارج.
عراقيو الخارج ، شعب كامل يقدرونه بثلاثة الى خمسة ملايين، نزحت مجموعاته الاولى نهاية سبعينات القرن الماضي مضطرة، بعد ان غامرت ورفعت الصوت احتجاجا على استهتار زمرة صدام. ورغم فداحة الخسارات الشخصية، والتضحية بالذاتي من اجل العام، ووضع مصلحة الوطن فوق مصلحة الفرد في وقت كان فيه العراق غنيا ويقطر ذهبا، ورغم ما عانته هذه المجموعات من مطاردة مخابرات صدام ومخابرات العالم كله التي رشاها صدام بالملايين ، ورغم انها حوربت في رزقها وفي مستقبل ابناءها ، ورغم ان الايام اللاحقة برهنت على صحة نظرية هذه المجموعة والتي تنبأت بخراب العراق اللاحق فتتالت الهجرات اثناء الحرب الاولى والثانية ومازالت للآن مستمرة ، رغم كل ذلك نلاحظ ان هذه الفئة الشجاعة المكونة من يساريين و شيوعيين واسلاميين وقوميين كرد، لم تسلم من الاتهام بالعيش في فنادق النجوم الخمس، بل ومالبثت ان شملتها اجراءات اجتثاث المفوضية العليا" المستقلة" للانتخابات التي يبدو انها لم تسمع، ولم تستطع ان تتصور احدا عارض سلطة صدام وعاش بلا وثائق رسمية صالحة فلعبت بمشاعر واصوات عشرات الالاف منهم ضمن مساسل مخجل بدأ بمشروع استثنائهم من التصويت وانتهى بخداعهم في فضيحة الوثائق.
ورغم ان كل فرد من عراقيي الخارج كان في وقت ما ساهم بفاعلية باسناد اهله واقاربه واصدقاءه خلال فترة الحصار الفضيعة ، فسرعان مايتضح ان اضعف شئ لدى مواطني بلدهم هو الذاكرة التي نست كل مافات على مايبدو.
استوطن معظم هؤلاء العراقيين في دول اوربا وامريكا الشمالية، حصلت أغلبيتهم على جنسية البلدان التي سكنوها ، انخرطت اعداد متزايدة منهم في الحياة الانتاجية والاجتماعية لهذه البلدان، اتقن عدد كبير منهم لغات مواطنهم الجديدة، ولدت اجيالهم الجديدة بعيدا عن الوطن الام، وعاشت وسط قيم اخرى تماما ومع كل هذا جاهد عراقيو الخارج على تربية اولادهم وفقا للنموذج العراقي ، لغة واخلاقا وقيما اجتماعية ، الامل هو ان تنفرج الاوضاع وتزول الدكتاتورية فيتحقق حلم العودة للوطن، وسقطت الدكتاتورية واكتشف عراقيو الخارج ان وطنهم بدا بالابتعاد التدريجي " المدروس" عنهم ، فلكي يخفي الجهلة الذين سرقوا الدولة والمناصب الوظيفية والعلمية العليا حقيقتهم، عمدوا الى اثارة روح الشك بصدق وطنية عراقيي الخارج وتعطيل معادلة شهاداتهم العلمية والتعامل الخشن واللاحضاري معهم في دوائر الاقامة .

يمكن القول انه رغم الاختلاف الظاهري بميول ومشارب وانحدارات عراقيي الخارج فانهم في الجوهر موحدون بفعل تعرضهم لذات المشاكل، ولعل اول هدف يجمع عراقيي الخارج هو وجوب وجود برنامج عملي لتسهيل عودتهم ثانية ابتداءا بتمهيد الطريق لذلك عبر سن قوانين وتجاوز الاطر البيروقراطية التي تعرقل انجاز معاملاتهم ، ولكن السؤال هو من يشرع هذا القانون؟ ومن هو صاحب المصلحة في تشريع قانون كهذا؟ انهم عراقيو الخارج انفسهم ، والسؤال الان هو كيف يشرعونه؟ والجواب هو بفرض انفسهم كقوة كبيرة في البرلمان بعد ان يدخلون الانتخابات ككتلة واحدة لايمكن لاحد المتاجرة باحلامها، تصور معي كتلة واحدة من مليوني ناخب او اكثر وربما تصل في السنين القادمة الى ثلاثة ملايين من البشر!!
ماهي العوامل التي تربط اعضاء هذه الكتلة وماهي مصادر قوتها؟ ان اهم مايربط هذا الكم من البشر هو قناعاتهم بتقدم المجتمعات التي عاشوا فيها وتاثرهم بانظمة الضمان الاجتماعي والتعليمي والضمان الصحي واساليب عمل البلديات وادارة قطاع الخدمات والنقل والاسكان ، كما ستساهم الروابط التي تجمعهم بالمؤسسات العلمية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية في توفرهم على شبكة اسناد هائلة التاثير ،اضافة الى العامل الاهم وهو معايشتهم لمفردات الحياة الديموقراطية فعليا لا شعاراتيا، وبهذا ستقدم مجموعات مختصة مشاريع متكاملة لكل من هذه الانظمة بحيث يستطيع النائب الدفاع عن مشروعه بكل التفاصيل مستندا الى قناعاته المعززة بالوقائع. ان مجاميع الخارج هي الاكثر تجانسا في الاهداف من اية كتلة طائفية اخرى.
سيكون هذا الحزب ارفع الاحزاب مستوى حيث يجيد كل فرد فيه ثلاث لغات على الاقل ويزيد المستوى العلمي لنصف اعضاءه على البكالوريوس، وهذا مالايتوفر في اي مجلس محافظة عراقية بل ولا في مجلس النواب وغني عن القول الطابع اللا قومي واللاطائفي له، اما اذا افترضنا ان الاعضاء سيتبرعون بايرو واحد في الشهر لكل عضوفسوف لن تحل الانتخابات القادمة الا وفضائية عراقيي الخارج حقيقة تفرض نفسها على الجميع.
اعذروني ان كنت جنحت للخيال قليلا فتجاوزت الواقع وقفزت على معوقات معروفة لكنني لم اجد ازاء الطعنة التي وجهتها المفوضية المستقلة للانتخابات لالاف عراقيي الخارج، والاستخفاف بمواطنيتهم سوى الاشارة الى قوانا الكامنة والتي ، كما ارى، لامناص لنا من استخدامها في يوم ما لكي لانذوب في نسيج المجتمعات الاخرى ببطئ دون ان ندري.



#علي_بداي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات عيد العراقيين الوحيد
- هل تسعى جهة ما لتدمير العراق سرا بالسلاح الايكولوجي؟
- الجعفري يبدا حملته الاتخابية بمعلقة عنصرية
- اممية المشرفين على -الحوار المتمدن - في زمن الطوائف
- -أيام بغداد- اجعلوني وزيرا بلا راتب ولاحماية!
- عبد الكريم اسكن الفقراء وبقي هو بلا بيت
- 1000 دولار مساهمتي لتاسيس فضائية اليسار العراقي
- عمائم.... وعشائر.... وشعر شعبي
- بسمه تعالى ....سنسرقكم
- كم يتقاضى قادة العراق الجديد؟
- ميثاق شرف لانقاذ العراق ....نداء للموقعين على نداء-مدنيون- و ...
- هل نحن امة عبيد ايها السيد المالكي؟؟
- شعب يعيش في المنافي وحكومته تستورد العمالة المصرية
- العراق ..من ارهاب البعث الصدامي الى الارهاب الديني
- عشرون غابة ورد على اجساد ضحايا حلبجة
- قصة رأس مطارد.... عبير والوحش
- بأسم الحسين
- قولوا لا للغزاة العثمانيين ، نعم لشرق اوسط ديموقراطي لاامريك ...
- بالسلامة يامالكي .. ولكن من لسليمة الخبازة؟؟؟؟؟
- هدية تركيا المسلمة الى جيرانها المسلمين بمناسبة العيد!!


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي بداي - لو اسس عراقيو الخارج حزبهم الخاص