نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 2947 - 2010 / 3 / 17 - 00:04
المحور:
الادب والفن
1
في الصباح الربيعي دوسلدورف توقظ الشمس من نعاس طويل ...
يرتمي النهر في حقائب طالبات الجامعة ...
وعلى ضفائرهن يرسم الموج اغراء يوم من علب المكياج ..
تضحك أريكة على الراين ...
وعلى صفحة اولى من صحيفة يومية ...
يجد هرنيش بول نفسه حاسر الرأس يتأمل الذي يجيء ويروح .من عربات أساطير القيصر غليوم ودموع نيتشة اليائسة ..!
بنات بضفائر شقر سيقان رخام اعمدة معبد اغريقي ...
الى قاعة الدرس ..يضعن نبؤة اعمارهن الصغيرة في الضمان الاجتماعي ...
وينشدن في ارتباك انوثتهن الطافحة تلك الاوبرا الجميلة عن مدينة لاتتعرى إلا في أحضان عصافيرها المستحمة بنعاس الطين وثمالة الجسور الشاهقة ...!
2
يمضي الراين ، اجفانه ترتدي ضوء النجوم قبعة ..
يتعرى فيه الموج ...
وبسنارته الحاذقة ..
محارب قديم من حرب كونية بعيدة ....
يعدُ عمر الاشجار هنا ....
ويقرأ ما كتب الأصدقاء هنا ..مواعيد توزيع الخبز بين السعاة والمدفعي وطبيب الفصيل ...
كان النهر وكانت المدينة مهدمة من قساوة الحرب ...
الان النهر ذاته ...
والمدينة بحضاراتها ..وشهوة الارائك للصباح الموسيقي ..!
3
الراين لايعطش سوى عندما تحتفي المدينة في بناء الجسور ...!
يحزن قليلاً ...
يضع نبؤات السمك في شباك السرياليين ...
ليرسم لدوسلدورف معالم اخرى ....
اشاهدها الآن في دمعة سقطت من قيثار مغنية اسبانية ، وبائعة ورد ..ومهاجر افريقي غادر ثلوج كلمنجارو ...
الى جعةٍ من بافاريا ...وفرصة عمل طيبة من رجل الشاورما التركي ....
الراين لايعطش ....
هو يشرب من عمر المدينة ...
والمدينة تشرب من اعمار عشاقها ..!
مارس / 2010
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟