أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - أوراق من كتاب - تدبير المحبين - للحسين بن معين














المزيد.....

أوراق من كتاب - تدبير المحبين - للحسين بن معين


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 2945 - 2010 / 3 / 15 - 13:55
المحور: الادب والفن
    


(1)
حدثني الشمراخ
عن شيخنا عن عروة بن نون :
وحين ضاق العاشق المسكين
بالجوع والترحال والصداع
أرسل سطرين الى الحبيبة الحسناء
يحلها من عهدها فقال :
" لا تحزني حبيبتي ، لست سوى حمار
أضاعه صاحبه الخاسر رأس ماله في شارع التجار
ثم مضى مستترا
من حارةٍ ضيقةٍ لحارةٍ
خوفاً من الدائنِ والشرطي والسمسار
لا تسألي حبيبتي
عن عاشقٍ لا يملك الرغيف
وأنصتي لأمك الحكيمة العجوز
فإنها تعلم كل العلم أن العار
أن تتبعي فؤادك الغرير
وتهجري من يمسك الدينار !


(2)
حدثني مزاحم بن ساهم الوراق
عن صاحب يجول في الأفاق :
لما اشترى الحاكم باسم الله
سربا من الإماء والعبيد
ليخدموا المحظية الرومية الحبلى بنور الدين
أبصر فيه كاعبا كَرجيةً صهباء
تجيد ضرب العود والنبال
من عينها الساحرة النجلاء
فشفه غرامها وحار فيه الأهل والطبيب
….
واعكتف الإمام / ظل اللـه
في المخدع الحصين
حتى إذا أتمت المحظية الرومية الحبلى بنور الدين
شهورها . وقرت العيون
بالخلف الصالح والأمين
شوهدت المليكة الحسناء
مذبوحة في الباحة الخلفية المهجورة
وشوهدت سيدة الحسان
الكاعب الكرجية النجلاء
في المخدع الحصين !

ومر عام ثم مر عام
وانكشف الغمام
عن أمة الإسلام
بموت ذاك المارق اللعين ( سيدنا القديم )
على يد الهمام نور الدين
وشوهدت في الباحة الخلفية المهجورة
العاهر الكرجية الشمطاء
مذبوحة .. غارقة في بركة الدماء !
وحدث ابن ساهم الوراق
عن جده وجد جد جده
عن يافث عن شالخ عن نوح :
أن فناء الباحة الخلفية المهجور
لما يزل – من زمن الطوفان –
يفيض بالجدائل الصفراء والسوداء
تشحط في جداول الدماء !

(3)
وأنشدنا عمرو بن زبيد لنفسه :
وسألت "مسرورا" فقلت مداعبا: هل تستطيب تغزلي وصفاتي
للغيد والبيض الحسان وخرّد مثل البدور فقال لي: هيهات
إني أنا الخصي الموكل بالطلى والنطع والأسياف والفتكات
لم أعرف الشوق المبرح والهوى إلا الى الخبطات والشحطات
لا تسقني ماء الغرام فإنني كفنت قلبي وأشتريت حياتي

(4)
وعن أبي العباس يزيد بن نعمان عن شيخه أبي زكريا الأعشى قال :
بينا نحن ببادية السماوة نغذ السير الى الكوفة سنة كذا وكذا - قال أبو العباس وأنسيتها - إذا بواحة غناء تعرض لنا وسط هذه البيداء وإذا بأفياء حسنة وماء جار ونعمة دافقة وجوار حسان يخطرن في السندس والديباج حتى ظننا والله أننا في جنة من جنان النعيم . قال فما لبثنا إلا وعجوز حسنة الهيئة تبرز لنا وسمعنا إحدى الجواري تناديها ياعمتنا أم عمرو فانبرى صاحب لنا اسمه محمد بن أبي صيدا فأنشد:
ما أغطوطش الليل بذات الحجر إلا دعينا من بنات فهر
لشــربة تعفي كلوم الوتر ومتعة حتى نشور الفجر
ماذا قرانا اليــوم أم عمرو زقاق خمر أم جراب تمر؟
قال فما أنتهى من انشاده حتى خرجت علينا من ناحية الغرب غمامة حمراء فدنت من الأرض حتى لفتنا ونحن نسمع لها عزيفا وعويلا فغشيتنا ساعة فلما انكشفت أقبلت علينا العجوز وقد برز لها من تحت عقالها قرنان كقرني التيس وهي تجرجر ذيلا يضرب الحصى فتقدح شررا فأيقنا أننا في حضرة الشيخ ابليس فسلمنا تسليم دخيل خائف فضحك حتى برزت أنيابه وقال من القوم ومن أين والى أين فقلنا جماعة من أهل صناعة الأدب قدمنا الكوفة وبيننا هذا الغلام الشاعر وأشرنا الى فتى من عذرة وهو سقيم قد أمضه العشق وقد أبا ولي من أحب تزويجها إلا بألف من الدنانير فقدم معنا عسى أن يصيبه شيء من عطاء الأمير فيعود الى أهله بالبشر والغنيمة . قال ما أظنه يفعل فوالله أني في هذه الأرض منذ ما لا أحصي من الأعوام ولم أر من جمع الشعر والعشق الى المال والراحة . ثم التفت اللعين الى شيخنا وقال هل سألتموني القرى قال نعم فأنشد:
قراكم اليوم خبيص الفكر ومرقة النثر وخبز الشعر
لا رقة الجيد ولين الخصر ولا قيان كـتمام البـدر
ولا نبيذ من نقـيع التمـر أو قهوة تفـرج هم الصدر
بل كدر يصحبكــم للقبر لا يشتكي من فرقة وهجر



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغنيات خالدات-الحلقة الثالثة-أديث بياف.. عصفورة فرنسا الصغير ...
- عفوا يا حذائي القديم.. لقد آذيتك كثيراً!
- ماذا يفعل -قيصر نوميّه... لو صار رئيسا للجمهورية ؟!
- عن العراقي الشريف والشيعي الشريف والسني الشريف والعربي الشري ...
- أغنية فالانتاين الصغيرة
- أغنيات خالدات-الحلقة الثانية-ديمس روسس
- أغنية الأخت الثامنة-شعر
- اقتراح متواضع لمنع أطفال الفقراء من أن يكونوا عبئاً على ذويه ...
- الرأس-قصيدة
- نشيد الى الروح الغربية-شللي-ترجمة ماجد الحيدر
- بيرسي بيش شللي - حياته وأعماله -
- المقامة الدينارية-قصة
- عشر قصائد للشاعرة الأمريكية مايا أنجلو
- سيدي أيها الشحاذ البوذي-قصيدة
- الأجراس
- حساءٌ ساخنٌ.... في العاصفة الثلجية
- أغنيات خالدات-اللقة الاولى-لويس ارمسترونغ
- نشيد الى ذاكرة العالم
- هذه صورتي-قصة
- المحجر الأبدي


المزيد.....




- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...
- تنسيق كلية الهندسة 2025 لخريجي الدبلومات الفنية “توقعات”
- المجتمع المدني بغزة يفنّد تصريح الممثل الأوروبي عن المعابر و ...
- دنيا سمير غانم تعود من جديد في فيلم روكي الغلابة بجميع ادوار ...
- تنسيق الجامعات لطلاب الدبلومات الفنية في جميع التخصصات 2025 ...
- -خماسية النهر-.. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد
- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - أوراق من كتاب - تدبير المحبين - للحسين بن معين