أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - عن العراقي الشريف والشيعي الشريف والسني الشريف والعربي الشريف والكردي الشريف وتعريف كلٍ منهم














المزيد.....

عن العراقي الشريف والشيعي الشريف والسني الشريف والعربي الشريف والكردي الشريف وتعريف كلٍ منهم


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 13:50
المحور: الادب والفن
    


عن العراقي الشريف والشيعي الشريف والسني الشريف والعربي الشريف والكردي الشريف وتعريف كلٍ منهم

هل الحديث مع المتخلفين والجهلة والمتعصبين ضربٌ من إضاعة الوقت؟ ربما كان الأمر كذلك، وربما ليس كذلك. فمجالسة الحمقى بلاء كبير، وقديما قال أحد عقلاء العرب: إني لأجالس الأحمق ساعةً فأقوم فإذا بي شيءٌ من حمقه!
والمتعصبون بالتحديد يتبوأون المقعد الأعلى في سلم الحمقى. والمشكلة مع هؤلاء إنهم ينفون عن أنفسهم صفات الجهل والتخلف والتعصب ويعتقدون جازمين إنهم أذكياء بل وحكماء ومتسامحين! وإنهم بتنازلهم للحديث معك يمنّون عليك بعلمهم الذي لا تحده حدود أو نجود، ولا "يفكّون منك ياخه" حتى يهدونك الى الحقيقة العظيمة التي لا يملكها بالطبع سواهم، وهذا وحده محنة لا يعلمها إلا الله:

وإن عناءً أن تفهِّمَ جاهلاً ويحسبُ –جهلاً- أنهُ منكَ أفهمُ!

وأكثر المتعصبين هم من "المستَجدّين" في مجال "اختصاصهم" كأن يكون خليعاً متهتكاً تائباً أو متحولاً من مذهب الى مذهب أو ممن قرأ بالصدفة كتيباً أو اثنين من كتب "العربانات" الصفراء فصار يعتقد أنه امتلك مفاتيح علم القدماء والمحدثين!

لكل جديدٍ لذَةٌ غيرَ أنني رأيتُ جديدَ الموتِ غيرَ لذيذِ

الكثير من هؤلاء يتغلبون على جمودهم وتعصبهم عندما يزدادون معرفة وتتلاقح أفكارهم بأفكار غيرهم، فيقللون من تعصبهم ويكتسبون صفات التواضع والتسامح والاعتراف بقيمة الغير/ المختلف عنهم. غير أن البعض الآخر منهم لا تكسبهم الأيام إلا غلوّاً وتعصباً حتى لتحسب أن أدمغتهم قد أصابها نوعٌ من التكلس الذي لا تنفع معه "قاشطة" أو "سيم مواعين" أو "محلول لتنظيف الحمامات!" وعندها يصح عليهم قول صالح بن عبد القدوس الذي كان سبب قتله على يد الخليفة المهدي-وقانا الله شر أشباهه:

والشيخُ لا يتركُ أخلاقهُ حتى يُوارى في ثَرى رمسهِ

إن الدخول في نقاش مع واحد من هؤلاء قد يكون أمراً محفوفاً بالمخاطر –وخصوصاً في "عراقنا الجديد السعيد" الذي صار فيه السيف والدريل وكاتم الصوت من وسائل الإقناع التي لها الكلمة العليا! خصوصاً إذا علمت أن من صفاتهم التوتر وسرعة الغضب لدى سماع رأي مخالف.
ومن صفاتهم أيضاً أن أحاديثهم "التاريخية" تزخر بألفاظٍ وصفات مطلقة جازمة لا محل فيها للخطأ من أمثال: أبداً، نهائياً، قط، مستحيل، دون شك، الحقيقة، بالتأكيد، إطلاقاً، دائماً، بالحرف الواحد، أعظم، أحقر، دون استثناء، من البديهي، جميع، كل، قاطبة ...الخ. ولكنك قلما تعثر على كلمات مثل: أعتقد، أظن، في الغالب، قد، ربما، من المحتمل، من الممكن، أتفق معك، نسبياً، جزئياً، الى حدٍ ما... الخ.
ثم إن "الواحد" من هؤلاء "المستجّدين" يعد نفسه الممثل الوحيد والناطق الرسمي للمذهب أو الدين أو الاتجاه السياسي الذي يدافع عنه. و"من البديهي" أنه يعد أتباع الأديان والمذاهب و القوميات والأفكار الأخرى أناساً مخطئين خاطئين يستحقون العقاب، ذلك العقاب الذي يتراوح بين المقاطعة وقطع الأرزاق وقطع الرؤوس والأعناق والهجر والتهجير والعزل والاعتزال والشتم العلني أو السري أو –عند من يعد نفسه أكثر رفقاً ورحمة- شكر الباري وحمده لأنه ليس منهم ودعوته –أي الباري الذي يوقن بأنه في صفه دائماً- الى هدايتهم وضمهم الى "فرقته الناجية" العتيدة. أما إذا كان المخالف لرأيه من أتباع ملته أو قوميته أو اتجاهه السياسي فلا بد أن يرمى بالخيانة أو الردة أو الكفر أو الجبن، ومن هذا ما نسمعه كثيراً من أفواه بعضهم من أنه "ما كو عراقي شريف يفعل هذا" و "ماكو شيعي شريف يقول هذا" و "ماكو سني شريف يرضى بهذا" و"ماكو عربي شريف يسكت عن هذا" و "هيچ كورده كي شه ريف بڤيَ ﭽه ندي رازي نا بيَت" الخ .. وفي هذا -كما لا يخفى- نوع من آلية الحماية الذاتية التي تلجأ اليها النفوس المصابة بداء التعصب والتحجر الفكري. وعندما يصل الحديث مع هؤلاء الى مرحلة كهذه سيكون على المحاور المسكين أن يرضى بحل من اثنين: أن يعلن استسلامه غير المشروط لآراء العلاّمة النحرير، أو أن يعترف بأنه "مو شريف"!
قلت إن الحديث مع هؤلاء ربما يكون ضرباً من إضاعة الوقت. لكنه في الغالب ليس كذلك؛ فالامتناع عن محادثة من تعتقد بتخلفه عنك في العلم أو المعرفة شبيه بامتناع الطبيب عن التعامل مع المريض بحجة أنه مريض! ثم أن الأمر لا يخلو في كل الأحوال من فائدة بغض النظر عن المحصلة النهائية للنقاش، إذ ستتعلم على الأقل أن تخفف من "حماوتك" وستعرف أن هناك من يخالفك أو يتقاطع معك في وجهات النظر وأنك مهما بلغت من علمك لستَ سوى فرد ... مجرد فرد في عالم يزداد (141) نفساً في كل دقيقة ويزدحم بستة مليارات ونصف من وجهات النظر!
والآن وأنا أنهي مقالي "الخطير" يخطر لي خاطر فأكاد "أخرب من الضحك" وأنا أتخيل واحداً من هؤلاء السادة وهو يقرأ هذه السطور ويهز رأسه موافقاً –بالحرف الواحد- على كل ما ورد فيه من انتقادات شريطة أن تكون موجهة الى "الطرف الآخر" ثم يطوي الجريدة ويلتفت الى صاحبه ظافراً متبسماً وهو يصرح بهذا التصريح الخطير:
هذا الكاتب خوش فاضح ذولاك الجماعة.. يا أخي هذوله الـ .. ميصير إلهُم جاره، مو أوادم، ما بيهم شريف !!



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغنية فالانتاين الصغيرة
- أغنيات خالدات-الحلقة الثانية-ديمس روسس
- أغنية الأخت الثامنة-شعر
- اقتراح متواضع لمنع أطفال الفقراء من أن يكونوا عبئاً على ذويه ...
- الرأس-قصيدة
- نشيد الى الروح الغربية-شللي-ترجمة ماجد الحيدر
- بيرسي بيش شللي - حياته وأعماله -
- المقامة الدينارية-قصة
- عشر قصائد للشاعرة الأمريكية مايا أنجلو
- سيدي أيها الشحاذ البوذي-قصيدة
- الأجراس
- حساءٌ ساخنٌ.... في العاصفة الثلجية
- أغنيات خالدات-اللقة الاولى-لويس ارمسترونغ
- نشيد الى ذاكرة العالم
- هذه صورتي-قصة
- المحجر الأبدي
- الشاعر .. قصيدة
- نشيد القاعدة الأممي-مع الترجمة الانكليزية
- النهر .. قصيدة
- نشيد الى اللا جدوى


المزيد.....




- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - عن العراقي الشريف والشيعي الشريف والسني الشريف والعربي الشريف والكردي الشريف وتعريف كلٍ منهم