أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريما كتانة نزال - بلعين: ستفككوه بأيديكم كما بنيتموه بأيديكم














المزيد.....

بلعين: ستفككوه بأيديكم كما بنيتموه بأيديكم


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 2943 - 2010 / 3 / 13 - 15:52
المحور: القضية الفلسطينية
    



شهيد وخمسة وثمانون معتقلا وألف وثلاثمائة اصابة في بلعين هم حصيلة التضحيات خلال الخمس سنوات التي أعقبت انطلاق فعاليات المقاومة الشعبية في بلعين. فقد بدأت الملحمة البلعينية في العشرين من شباط في العام 2005، ولا زالت المسيرة الأسبوعية تنطلق من نفس المكان باتجاه الهدف ذاته.
لم ينكسر نموذج بلعين المقاوم ولم تخبو جذوته، باستمرار الظاهرة التي أصبحت قبلة للفلسطينيين ونقطة جذب للمتضامنين من جميع أنحاء العالم، يحجون الى القرية الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها الألف وثمانمائة نسمة، لحمل العلم الوطني والتوجه الى المنطقة المستهدفة بجدار الفصل العنصري، وللمشاركة برمي ابليس المحتل بالحجر، وللتعبير عن احتضان النموذج المقاوم والالتفاف حوله وتعزيزه.
يتوفر لبلعين ولغيرها من النماذج الفلسطينية المقاومة مقومات الاستمرار والصمود. وهي موجودة في التخطيط والوحدة والارادة، مما حول جميع هذه النماذج الى عناوين صارخة للاشتباك مع الاحتلال. تحضر "بلعين" لنشاطها الاسبوعي دون ان تقع في الروتين وملل التكرار، فهي حالة ديمقراطية الطابع، حيث تُقاد من أهلها وقياداتها المحلية، وليس عليها سطوة أو وصاية، ولا تقبل الهيمنة والاحتواء. تتخذ قراراتها وتلتزم بالحالة الوطنية الفلسطينية. ولأن بلعين مستقلة وترفض الاحتكار والتملك او الايجار، فهي تأخذ قراراتها بالمشاركة مع الكل الوطني، معيدة انتاج رفضها للاحتلال على وقع المناسبات التاريخية والوطنية العامة، ومن خلال الاحتفال بذكرى تأسيس وانطلاق الفصائل، تتشح بالعلم الفلسطيني دائما، وتتيح لكل ألوان الطيف الفلسطيني بالظهور. وبتنوع الآليات الجديدة والجاذبة، تتكيف مع الحالة الفلسطينية العامة. فبلعين ربطت نفسها بالقيود والسلاسل الى الأرض، وقامت بحمل الخزانات لتدق جدرانها، كما لبس ارتدت حلة أصحاب "أفاتار" وأدائهم. كما لجأت الى صلب نفسها، وتركت الرسائل على الأسلاك الشائكة.
بلعين لم تتردد أو تساوم على حقها في رفض الجدار الذي سيلتهم الفين وثلاثمائة دونم من أراضيها لبناء الجدار، مقتطعا جزءا حيويا من أراضيها، ويهدف الى فصلها وعزلها عن المستوطنات الثلاث المقامة على أر اضيها: "متتياهو ومودعين عيليت ومتتياهو الشرقية". ولم تقع اللجنة في فخ الوقوع في التشكيك الذي يحاول الاحتلال جر المواطنين اليه، عبر اعطاء بعض المكاسب والفتات لهم. وقد رفضت بلعين تقديم الطلبات للحصول على التصاريح للدخول على أرضيها المهددة بالمصادرة، بل كرست عملية الدخول لحرث وزرع وحصد الارض، ولم يسطع أحد منعهم من حقهم، في الوقت الذي عانت به المناطق الحاصلة على التصاريح من تعقيدات جمة حالت دون تواصل اللمواطنين مع أراضيهم.
من خلال مقاومتها التي حظيت بتقدير كاف على مختلف المستويات، حققت الظاهرة البلعينية مكتسبات وانجازات من شأنها أن تترك انعاكاسات وطنية هامة على أكثر من صعيد، فقد مثلت الحافز والنموذج لكي تمتد الى مواقع مجابهة أخرى، كما هو الحال في نعلين والمعصرة وجيوس وقفين والخضر والنبي صالح والشيخ جراح وغيرها من مواقع ساخنة أخرى. ومن جهة أخرى، وبفعل انتظام واتساع مقاومتها، فقد اضطرت سلطات الاحتلال لتعديل جزئي في مجرى الجدار وإعادة جزءا هاما يقدر بألف دونم من أراضيها، الأمر الذي يبعث على الثقة بامكانيات تحقيق الشعار الذي شكل عنوان انطلاقة لجنتها الشعبية والمتمثل بالاصرار على تفكيك وازالة الجدار بأيديهم كما سبق وبُني بأيديهم.

عدنا من بلعين بعد الانتهاء من الفعالية الاسبوعية الأخيرة، ودموع الفرح بهذا النموذج المستمر والمتصاعد تمتزج مع الدموع التي سببها الغاز الكثيف الذي أُمطرنا به لدى انطلاق فعاليات يوم الثقافة الوطنية. ان تعتمد وزارة الثقافة يوما للثقافة



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوتا مرة ثانية
- الانتخابات المحلية القادمة قوائم مهنية بهوية وطنية
- ماذا بعد مرور تسع سنوات على القرار 1325
- المجالس المحلية وتراجع مشاركة المرأة
- اختراق المرأة عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطين ...
- مسؤولية من غياب المرأة عن مركزية حركة فتح..؟
- دعاية شركة - سيلكوم - العنصرية
- اسئلة العام الثالث والعشرون على غياب خالد نزال
- مؤتمر الاتحاد للمرأة الفلسطينية وممكنات التجديد والتطوير
- المؤتمر العام الخامس للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية-اعادة ا ...
- جولة حول الورشة الاقليمية لقانون الاحوال الشخصية
- حول مصادقة الرئيس الفلسطيني على -السيداو-
- الخلاف الفلسطيني والسلم الأهلي
- أسئلة الثامن من آذار الفلسطينية
- رسالة مفتوحة الى بان كي مون
- ثمانية أعوام على قرار مجلس الأمن 1325
- أم كامل: ملصق للقدس عاصمة الثقافة 2009
- بدائل النساء في دول الصراع المسلح
- المرشحة الجمهورية سارة بيلن
- الأب فيلومينوس شاهد وشهيد


المزيد.....




- وزير الدفاع الأمريكي: ترامب هيأ الظروف لإنهاء الحرب الإسرائي ...
- مرشح ليكون أول مسلم يُصبح عمدة نيويورك.. من هو زهران ممداني ...
- مبابي يتهم باريس سان جيرمان بـ-الاعتداء الأخلاقي- في شكوى جن ...
- هل تناول تفاحة في اليوم مفيد حقّاً لصحتك؟
- بين جنون الارتياب والقمع الجماعي... ما تداعيات -حرب الاثني ع ...
- لماذا شددت إسرائيل حصار غزة بعد الحرب مع إيران؟ مغردون يتفاع ...
- سائل ذهبي بلا فوائد.. إليك أشهر طرق غش العسل في المصانع غير ...
- شاهد أحدث الابتكارات الصينية.. مسيّرة تجسس بحجم بعوضة
- هل دفع العدوان الإسرائيلي المعارضة الإيرانية إلى -حضن- النظا ...
- لماذا تركز المقاومة بغزة عملياتها ضد ناقلات الجند والفرق اله ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريما كتانة نزال - بلعين: ستفككوه بأيديكم كما بنيتموه بأيديكم