أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ريما كتانة نزال - دعاية شركة - سيلكوم - العنصرية














المزيد.....

دعاية شركة - سيلكوم - العنصرية


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 2713 - 2009 / 7 / 20 - 10:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


"ماذا نريد كلنا غير أن نستمتع بالقدوم واللعب معهم". بهذه العبارة تنتهي دعاية شركة سيلكوم للاتصالات الخلوية الاسرائيلية التي تبثها القناة الاسرائيلية الثانية الموجهة للفلسطينيين.!
الشريط الدعائي الذي يبث على مدى دقيقتين على الأقل، يبدأ بمرور دورية اسرائيلية بمحاذاة جدار الفصل العنصري، يتبعها دورية أخرى، واثناء مرورهما تقذف كرة من خلف الجدار لترتطم بمقدمة سيارة الدورية، وعندها ينزل الجنود من سيارة الجيب العسكري الاسرائيلي، ويلتحق بهم آخرون من الجيب الآخر ليقذفوا الكرة بدورهم الى خلف الجدار، ويستمر الجنود اللاعبون بتقاذف الكرة مع لاعبين مجهولين غير مرئيين يقومون بقذف الكرة من خلف الجدار.
الدعاية ظاهريا تبدو كأي دعاية عادية تروج لبضاعة، وهذه البضاعة يستهلكها آلاف الفلسطينيين في الضفة والقطاع، وعليه فان الجمهور الفلسطيني هو المستهدف بالدعاية، وهدفها تسويق خدمات الشركة لدى هذا القطاع المستهلك المحدد الذي تتوجه اليه الدعاية. فور الانتهاء من مشاهدة الشريط الدعائي تبرز الأسئلة، حيث لا يمكن التعامل مع كل ما يأت من أصحاب الجدار ببراءة وحسن النوايا. ويصبح التساؤل صارخا حول مع من يلعب جنود الاحتلال! وعن هوية الفريق اللاعب الآخر خلف الجدار الذي لا يظهر منه شيء سوى نتيجة فعله بقذف الكرة! ليكون المشاهد أمام الشركة الخليوية التي اختارت التعامل مع أشباح فاقدين لملامحهم أو مجهولي الهوية والعنوان والشكل والتكوين الانساني والخلقي. وعن ماهية الجدار الذي يلعبون بمحاذاته، والذي يتحول برغبة الشركة الى شبكة رياضية تفصل ما بين فريقين رياضيين متنافسين في ملعب للكرة الطائرة.. والتساؤل الأهم والأول عن الجنود ودورياتهم التي تتجول قرب الجدار بحثا عن المتعة والتسلية..!
تتجاهل الشركة تماما حقيقة الجدار الفاصل الذي يخلق المعاناة اليومية للشعب الفلسطيني، وتتغاضى عن حقيقة كونه مقام على اراض مصادرة ومسروقة. وتطمس الشركة الجشعة معالم وشخصية الشريك المستهلك الذي تسعى الى أمواله فقط، في تصوير مثالي لعقلية سلالة التاجر "شيلوك" اليهودي، دون أن تكلف الشركة العنصرية عناء اظهار اللاعب الآخر حتى بلقطة هامشية في شريطها الدعائي! في الوقت الذي تقدم فيه جنود الاحتلال كأشخاص عاديين وطبيعيين يمرحون ويلعبون اثناء تأدية مهامهم وواجباتهم، وليس على حقيقتهم كجنود احتلال يقومون بحماية الاحتلال ومخططاته الاستيطانية، يمارسون عمليات التنكيل والسيطرة على الشعب الأعزل صباح مساء، يحجزون حرية الشعب في كونتونات ومعازل أكثر بشاعة من تلك التي شهدها العالم في جنوب افريقيا.
سياسة الشركة التسويقية ليست الا مظهرا آخر للاحتلال ومشاريعه على كافة الصعد، وتجسد المفاهيم ذاتها التي نشهدها على صعيد المفاوضات السياسية، وتعكس رؤيتها ومفهومها لطبيعة دور الشريك في المفاوضات، وهو الشريك الذي يفترض أن تصنع معه الحلول والتسويات. التجربة التفاوضية تلخص تعريف دور الشريك الذي تريده دولة الاحتلال، وهو الشريك الذي يتلخص دوره بالموافقة والتوقيع على ما يقدم له من املاءات وشروط، وبما يستجيب لحقيقة المشروع الصهيوني التوسعي الذي يريد ابقاء واقع الاحتلال. وللتغطية على هذه الحقيقة، تقوم حكومة الاحتلال بمنح بعض التسهيلات على الحواجز، وهي تسهيلات خاضعة للسحب والتقنين، بما فيها توجهات تعلن عن نوايا واجراءات لتسهيلات اقتصادية ما لتحقيق ما يسمى بتحسين الوضع المعاش، وكل ذلك بهدف التهرب من الضغوط الجارية، ومن استحقاق الشروع بمفاوضات جدية حول الوضع النهائي على أساس قرارات الشرعية الدولية.
وأخيرا، لا يمكن عزل مضامين تلك الدعاية عما رافقها من اجراءات عدوانية متلاحقة اتجاه شعبنا خلف الخط الاخضر، بدءا من حظر احياء ذكرى يوم النكبة والترويج ليهودية الدولة، أو لكل ما يتعلق بالاعداد لمشاريع قوانين عنصرية، ولعبرنة اسماء البلدات والمدن العربية.
فالاحتلال لم يدرك بعد بأنه بعد ستين عاما حقيقة فشل مقولة "بن غوريون" حول موت الكبار ونسيان الصغار، ويتجاهل أن الناصرة بقيت عربية ولم ولن تصبح نتساريت، وبأنه لا يمكن ان تتحول "يافا" الى "يافو"، وبأن القدس ستحتفظ باسمها كما هو ولن تكون "يوروشلايم" ليوم واحد، وكذلك ستبقى بيت جالا عربية وليس "غيلو" الاستيطانية، كما سيظل جبل النار يحتض ما حيينا نابلس وليس "شخيم".. وأقول للشركة العنصرية "سيلكوم: " كفى تزويرا وقلبا للحقائق التي تقلع عين الشمس! ويا حبذا أن تفعل لجان المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الاسرائيلية عملها أكثر..



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسئلة العام الثالث والعشرون على غياب خالد نزال
- مؤتمر الاتحاد للمرأة الفلسطينية وممكنات التجديد والتطوير
- المؤتمر العام الخامس للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية-اعادة ا ...
- جولة حول الورشة الاقليمية لقانون الاحوال الشخصية
- حول مصادقة الرئيس الفلسطيني على -السيداو-
- الخلاف الفلسطيني والسلم الأهلي
- أسئلة الثامن من آذار الفلسطينية
- رسالة مفتوحة الى بان كي مون
- ثمانية أعوام على قرار مجلس الأمن 1325
- أم كامل: ملصق للقدس عاصمة الثقافة 2009
- بدائل النساء في دول الصراع المسلح
- المرشحة الجمهورية سارة بيلن
- الأب فيلومينوس شاهد وشهيد
- ام سعيد العتبة تتحرر
- ماذا فعل الشاعر بنا
- أي قانون للأسرة الفلسطينية نريد؟
- من نابلس مع التحية..
- في الذكرى الثانية والعشرين لرحيل خالد نزال-انت ونحن
- صديقتي نهاية الجيوسي وتورابورا
- من هموم عضوات مجالس الحكم المحلي


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ريما كتانة نزال - دعاية شركة - سيلكوم - العنصرية