صورة الأسلام في المانيا

علي عجيل منهل

الحوار المتمدن-العدد: 2942 - 2010 / 3 / 12 - 16:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لقد أفاد 83% من الألمان في دراسة حديثة بأن الأسلام متعصب , في حين أن 62% ينظرون اليه انه ماضوي ,ويراه 71% غير متسامح , بين يعتبره 60% غير ديمقراطي وحتى أن 91% من المشتركين في الأستطلاع أفادوا بأنهم يربطون الأسلام تلقائيا بأضطهاد المرأة (أنظر صورة الأسلام في المانيا المعهد الألماني لحقوق الأنسان ص4( 2008)هاينر بيلفيلد) . وهكذا يلاحظ نظرة الألمان الى الأسلام نظرة سلبية في السنوات الماضية وأنها أزدات قتامة على نحو ملحوظ في الفترة الأخيرة وحصل تحفظ شديد تجاه الأسلام بالأضافة الى الخوف الكبير من بناء الجوامع وأنتشرت بشكل كبير نزعة رهاب الأسلام وكره الأجانب والخوف من وجود أوربا عربية أسلامية وأنتشرت ظاهرة معادات المسلمين وأرتبط ذلك بظاهرة الحجاب والنقاب ومحاربته من قبل الرأي العام ومنع المحجبات من العمل في المدارس وأنتقلت الأمور الى معادات أقامة مناطق مغلقة الى المسلمين وأنتشرت ظاهرة أقصاء المسلمين والمهاجرين وتهميشهم في الحياة اليومية أنه من الصعوبة بمكان نشر الظاهرة التعميمية الى الأسلام والمسلمين الا انه من الصعوبة التميز الأن بين الأسلام والأسلاموية والأرهاب بألأضافه الى هذا ان التصرفات التي يقوم بها االمسلمين اليومية وظهور ظاهرة الحجاب والنقاب قادت الى ظاهرة التعصب والكراهية ضدهم وخصوصا نشاطات الأصولية الأسلامية وحقوق المرأة وحقوق الأنسان وظاهرة الأستبداد في الرأي والحكم والتمسك بالمظاهر مثل الملابس والحجاب وعدم الأشتراك في الأنتخابات والدعوات في الجوامع بعد الصلاة ضد المسيحيين واليهود كلها أمور صبت في نمو ظاهرة الشك أتجاه الأسلام والمسلمين ومما ساعد على ذلك أبتعاد المسلمين عن الأندماج في المجتمع الألماني وتعلم اللغة الألمانية والتمسك بالسلف والأصولية والأبتعاد عن المظاهر الحضارية وظاهرة الأكراه على الزواج بالنسبة للأولاد والبنات دون مراعاة الرغبة والعمر بالأضافة الى ظاهرة العنف والضرب بين الأزواج كل هذه الأمور زادت العداء والنقد ورهاب الأسلام وهي ظاهرة سلبية بلا شك يتطلب معالجتها من قبل العرب و المسلمين وتحسين السلوك والأنفتاح على الرأي الأخر والأهتمام باللغة والظواهر المرافقة لها وأحترام الدستور والقوانين وأحترام حقوق الأنسان والأندماج في المجتمع والأندفاع في العمل والبحث عن العمل والأهتمام بالمظاهر ولبس الملابس المناسبة للمجتمع الأوربي والأبتعاد عن النقاب وتخفيف الحجاب الى حد ما والأهتمام بالتربية والتعليم كلها أمور مهمة لمعالجة ظاهرة الخوف والأستفزاز من المسلمين والأسلام ان من المسر والمفرح تتوفر في المجتمع الألماني حرية العقيدة وحرية الدين ووجود النقد وكلها أمور تساعد المسلم على تطوير وضعه المادي والأجتماعي وتساعد أبعاد الصدام بين حرية العقيده وحرية الدين بالأضافة الى هذا وجود المجتمع المنفتح وسيادة الديمقراطية والحرية تؤدي الى معاجة الأجحاف الذي يلحق بالمسلمين ووجود النقد الموضوعي لوضعهم وتحقيق الأنصاف لمكانتهم في المجتمع ولاشك أن الأسلام والمسلمين أحد العناصر البديهية للمجتمع الألماني فهناك أكثر من ثلاثة ملاين مسلم في المانيا ومن الطبيعي ان تكون لهم سياسة ثقافية وتربوية خاصة بهم وسياسة خاصة بالتجنيس والتشريع والمدارس تحظر التفرقة العنصرية وتبدد المخاوف السائدة ازاء الأسلام لقد ساهم العمال العرب والمسلمين منذ ستينات القرن الماضي في بناء وتحديث المانيا وأن من الطبيعي ان يكون الأنصاف والمساواة حق من حقوقهم ومراعاة التغاير الديني الثقافي مع الأهتمام بسياسة الأندماج في المجتمع الألماني ومراعاة التنوع الحياتي الأسلامي وخاصة المذاهب مع عدم الموافقة على كثير من الأمور الخاصة بالمجتمع الأسلامي في المانيا مثل الأستبداد العائلي والعنف وتعدد الزوجات وغيرها من الكليشات الأسلامية الكلاسيكية المعروفه والأبتعاد عن الأنطواء والأستبداد الأبوي وأحترام الأديان الأخرى والعقائد والأراء كما ان يعتبر الدستور الألماني هو الأساس المعياري للتعايش في المجتمع وهذا يتم بأحترامه وعدم المس به .كما أن ضرورة ظهور ظاهرةالأسلام الأوربي الذي يتناسب مع المجتمع الأوربي في المجال الأجتماعي والأقتصادي والثقافي ويبتعد عن المظاهر الشرقية والأستبدادية وهذا مانتناوله في مقال قادم .....

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل