أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - كيف يمثل اسرائيل من يعامل كارهابي ؟















المزيد.....

كيف يمثل اسرائيل من يعامل كارهابي ؟


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 2941 - 2010 / 3 / 11 - 20:50
المحور: القضية الفلسطينية
    



كيف يمثل اسرائيل من يعامل كارهابي ؟

*هل العربي في اسرائيل ، بمن فيهم اسكندر قبطي ، هم مواطنون ام مقيمون بلا حق في وطنهم ؟*ما يجري في مطار اللد ليس أمنا بل اهانة *


رافقت قبل ايام ابني لتوصيل حماته الروسية الى مطار بن غوريون في اللد ، وهي امرأة في الستين من عمرها جاءت لزيارة ابنتها وحفيدها ، وقضت معهما ثلاثة أشهر ( دون ان تقوم بعملية انتحارية ضد المواطنين اليهود في اسرائيل ) ، بل التزمت ابنتها وحفيدها وبيوت مختلف ابناء عائلتي مكرمة معززة ، حتى بدأت تتوهم ان اسرائيل هي جنة عدن الموعودة.
في مطار اللد كانت الأولى بالصف ، وبما انها مشبوهة لتواجدها بين العرب في الناصرة ، وبذلك لا تختلف عن مخرج فلم " العجمي " اسكندر قبطي ، لذلك كان لا بد من تنشيف ريقها بأسئلة غبية حمقاء ، قبل الوصول الى ماكينة التصوير بالأشعة ، حيث مررت حقائبها ، وطلب منها التوجة لمنضدة التفتيش ، ففعلت.
استغرق التفتيش والنبش بالملابس أكثر من نصف ساعة . مررت على الملابس اداة تحملها صبية أمنية تتحدث الروسية لأن ضيفتنا الروسية لا تعرف لغة غيرها .
تفقدت الصبية الأغراض داخل الحقيبة بواسطة أداة الكترونية ، وبعد ان فشلت في العثور على يورانيوم مخصب اذنت لضيفتنا الروسية ان تعيد الأغراض لداخل الحقيبة ، وبما ان الأغراض بعد نبشها بهذا الشكل من المستحيل ان يعودوا للترتيب الذي استغرق يوما كاملا، لذا بدأت ضيفتنا الروسية مجهودة تحاول اغلاق الحقيبة بالقوة ، فطلب ابني ، نسيبها ، ان يساعدها باقفال الحقيبة ، متحدثا مع الصبية الأمنية باللغة الروسية ، فأذنت له.
ولكن .. انتبهت الصبية الأمنية الى ان ابني قال لي ضاحكا باللغة المشبوهة بأن الحقيبة لم تعد تتسع لكل الأغراض . وفورا مثل القط الذي يكتشف فأرا شهيا طلبت الصبية من ابني هويته .
اعطاها الهوية ، تأملتها وتأملت ابني الممتد القامة والمغري للنساء بلا شك ، فظننت الظنون ، ولكنها كبتت ما في نفسها وعقدت حاجبيها ، وانطلقت بالهوية الى رجل أمني لأن النساء "قليلات عقل ودين" حتى لو كانوا من أمن مطار اللد .. وليس لدى العرب فقط .
جاء رجل الأمن مع الهوية وحقق بعدة اسئلة مع ابني ، واعاد له الهوية وطلب منه ان يخرج من منطقة التفتيش عن المتفجرات ، المتوقع دائما ان يحملها العرب وضيوفهم .
ابتعد ابني عن حماته التي لم تفهم الجلبة حولها ، ولسوء حظ ضيفتنا ، طلبوا منها ان تعود مرة أخرى لتمرير الحقيبة بماكنة التصوير بالأشعة لكشف القنابل التي أدخلها ابني لحقيبة حماته ربما ليسرع رحيلها وورثتها.
عادت مرة أخرى ، ومرروا الحقيبة المسكينة ، واعادوها لمنضدة رجال وصبايا أمن المطار ، وافتح ياسمسم مرة أخرى وانبش بالأغراض عن القنابل او اسلحة الدمار الشامل التي ادخلت من العربي الارهابي الذي هو ابني بالمناسبة ، وتقدم شاب يبدو ذكيا او متذاكيا ليسأل عني بما اني اتحدث مع الارهابي..
ابلغة ابني من أكون ، طلب هويتي ليتأمل منظري في صورة الهوية ، قدمت له بطاقة الصحافة ، وقلت له اني اتمنى ان يعبر كل مواطن اسرائيلي ، في سائر مطارات العالم ،وبغض النظر عن قوميتهم او دينهم ، نفس ما يعبره عرب اسرائيل من اهانات في مطار بن غوريون ، واني ساكتب مقالا ، أرجو ان تكون له آذانا صاغية خارج اسرائيل ، بأت تقوم حركة دولية تطالب مطارات العالم باعتبار كل من يحمل جوار سفر اسرائيلي ارهابيا يجب ان يهان بالتفتيش والتعذيب والمهانة والتعويق . وان ما يجري ليس أمنا بل اهانات ( بالعبرية يبدو النص أجمل "بطحون" تعني "أمن" و"علفون" تعني "اهانة" – أي :" هذا ليس بطحون هذا علفون " )
استغرق التفتيش الثاني أكثر من 25 دقيقة ، وبدأت الضيفة بوضع بائس وحيرة قاتلة ، وعلى حافة البكاء ، ولكنها بالتأكيد سعيدة لأن الأمن لم يهتد لسلاح الابادة الجماعية ، من فواكه مجففة ، ومكسرات ، وقهوة عربية ، وزيت زيتون وزيتون اسود وأخضر ومختلف الهاديا البسيطة ، التي نجحت بتهريبها في حقيبتها ..
هذا اعادني لتصريحات مخرج فلم "عجمي"اسكندر قبطي ، الذي مر قبلنا بمطار بن غوريون معرضا نفسه بالتأكيد ، وبلا ضرورة للإستفسار ، لعذاب شبيه. وكان رد فعله البسيط جدا والمنطقي جدا والتلقائي جدا : " انا لا امثل اسرائيل " . وكانت ابنتي الكبرى قد عبرت عذابا اليما وهي بالثالثة عشر من عمرها اثناء سفرها لمخيم موسيقي في الولايات المتحدة بعد فوزها بالمكان الأول في مسابقة عزف على البيانو للناشئين تنظمها هيئة امريكية ، زملائها اليهود عبروا خلال دقائق والمخربة ابنة المخربين تعوقت ساعة ونصف بتفتيش مهين بحقيبتها وعلى جسدها... ولو سُئلت تلك الصبية الناشئة وقتها اذا كانت تمثل اسرائيل في مخيم الموسيقيين الشباب ، لأجابت بالنفي بدون مساعدتي على تلقينها ما يجب ان تقول.
هل كانت تتوقع وزيرة الثقافة ليمور ليفنات ان يمثل اسرائيل من تهينه اسرائيل في مطاراتها وتعتبره ارهابيا حتى يثبت العكس ؟ وهل تحتاج سياسة اسرائيل العنصرية لممثل مشبوه بالارهاب لكي يمثلها؟
هل تحتاج حكومة عنصرية مشكلة من وزراء عنصريين ، يحاولون كل الوقت تشريع قوانين لفرض قيود عنصرية على المواطنين العرب الى مثقف عربي وفنان عربي ليمثل عنصريتها؟
هل تتوقع وزيرة ثقافة من مثقف ينتمي الى شعبه ، ويحمل هموم شعبة ، ويواجه منذ بداية وعيه واقعا تمييزيا وسياسة اضطهاد قومي ابرتهايدية ،ان ينسى ان مدينته وسكانها العرب هم الأكثر حرمانا من ناحية الخدمات والميزانيات والمدارس والنوادي ومستوى الحياة والدخل ؟
مرة أخرى، موضوع اهانة العرب ( بحجة الأمن ) المبالغ فيها في مطار بن غوريون لم تعد تحتمل . اوجه ندائي للقراء العرب ، ان يوصلوا كلمتي لكل مجتمع انساني على وجه الأرض ، بما فيه المجتمع اليهودي في اسرائيل ، بان يجري التعامل مع كل حامل لجنسية اسرائيلية ، عربي او يهودي لا فرق ، بنفس اساليب العذاب والمهانة التي خصصت للعرب وضيوفهم ، في مطارات اسرائيل.
ويبدو انه بدون ان يشعر المواطن اليهودي بما يعبره المواطن العربي ، لن تحل مشكلة العقلية العنصرية في المطارات الاسرائيلية .
بالطبع لن نقبل ان نهان وأن نمثل اسرائيل التي تهيننا وتعتبرنا مجرد ارهابيين مشكوك بولائهم!!
نحن نمثل شعبنا بمطالبة الشرعية فقط .



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات ثقافية حول القصة القصيرة جدا
- قصة- نهاية الزمن العاقر- لنبيل عودة كمخاض الوطن الفلسطيني ال ...
- عشية 8 آذار يوم المرأة العالمي – ماذا تغير من واقع المرأة ال ...
- الندوات السرية والأسماء التي لا بديل لها
- الذي لا يفهم بالكلام يفهم بالحجر :الانتفاضة... كثورة إنسانية ...
- أضف الى رجائك ورقة ياناصيب
- قراءة في قصة الحاجز...لنبيل عودة
- القدود الحلبية تصدح في سماء الناصرة
- مفارقات ثقافية في الثقافة العربية داخل اسرائيل ..!!
- - على هامش التجديد والتقليد في اللغة العربية المعاصرة -.
- رسالة شخصية الى رامز جرايسي وعبره الى كل رؤساء السلطات المحل ...
- نبيل عودة يروي قصص الديوك
- أذواق سيئة وأذواق جيدة
- الكتورة وفاء سلطان تحاور الكاتب نبيل عودة
- سهرة من العمر مع فن محمد عبد الوهاب الخالد
- الجسر
- المعارضة من الداخل ...لعبة سياسية قديمة لحكومات اسرائيل !
- امسية نوسطالجيا (حنين) مع موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب في ...
- العودة الى عالم العقل !
- قصة : خطايا البلدية


المزيد.....




- الحكومة المصرية تعطي الضوء الأخضر للتصالح في مخالفات البناء. ...
- الداخلية المصرية تصدر بيانا بشأن مقتل رجل أعمال كندي الجنسية ...
- -نتنياهو يعرف أن بقاء حماس يعني هزيمته-
- غروسي يطالب إيران باتخاذ -إجراءات ملموسة- لتسريع المفاوضات ح ...
- تشييع جثمان جندي إسرائيلي قُتل في هجوم بطائرة مسيرة تابعة لح ...
- أمام المحكمة - ممثلة إباحية سابقة تصف -اللقاء- الجنسي مع ترا ...
- واشنطن تستعيد أمريكيين وغربيين من مراكز احتجاز -داعش- بسوريا ...
- واشنطن لا ترى سببا لتغيير جاهزية قواتها النووية بسبب التدريب ...
- بايدن: لا مكان لمعاداة السامية وخطاب الكراهية في الولايات ال ...
- مصادر لـRT: الداخلية المصرية شكلت فريقا أمنيا لفحص ملابسات م ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - كيف يمثل اسرائيل من يعامل كارهابي ؟