أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - القدود الحلبية تصدح في سماء الناصرة














المزيد.....

القدود الحلبية تصدح في سماء الناصرة


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 2908 - 2010 / 2 / 5 - 15:58
المحور: الادب والفن
    


فرقة الموسيقى العربية والفنان مصطفى دحلة في امسية تراثية طربية
القدود الحلبية تصدح في سماء الناصرة

مرة اخرى يثبت الفنان القدير مصطفى دحلة ان الغناء ليس مجرد حفلة طرب، انما حالة روحانية ترقى بالانسان الى اعلى درجات السمو الجمالي والاخلاقي.
مصطفى ليس مجرد صوت اخر، ضمن مئات الاصوات الغنائية، انما هو صوت مميز، قدير، مثقف موسيقيا، متمكن من صوته ومسيطر على مخارج الكلمات... وهو الى جانب ذلك، لم يذهب نحو السهل والخفيف في الغناء، بل اختار زبدة الغناء العربي، الفن الذي انبثق منه سيد درويش وسائر عمالقة الطرب في المشرق العربي ومغربه.
هذا هو الانطباع الذي خرجت منه، من الامسية الطربية المميزة التي قدمتها فرقة الموسيقى العربية في الناصرة، مع الفنان المتألق دائما مصطفى دحلة في قاعة محمود درويش الثقافية في الناصرة.
ويبدو واضحا ان الدمج بين فرقة موسيقية، اضحت منارة فنية موسيقية، تضم عازفين مهنيين، وبعضهم من ابرز الملحنين ومعلمي الموسيقى، وصوت طربي أصيل بمستوى مصطفى دحلة ، اعطى للامسية ، وللعزف والاداء المتألق ، رونقا فنيا متكاملا، قل ان استمعنا لمثله، الا في بعض التسجيلات التي اصبحت عملة نادرة ، حتى في قنوات التلفزيون المختلفة .
فرقة الموسيقى العربية، ولا بد من قول ذلك بوضوح، تحتفل قريبا بعيدها العشرين، وقد قطعت شوطا كبيرا لتحتل الصدارة الفنية بجدارة، ولتساهم بدورها الكبير في نشر الثقافة الموسيقية الاصيلة. وربما ليس بالصدفة، انها اخذت على عاتقها المحافظة اولا على التخت الشرقي، وابتعادها عن ادخال الالات الغربية مما يضفي على عزفها اجواء كلاسيكية نوسطالجية رائعة، تعطي لمتذوقي الموسيقى الشرقية والغناء الشرقي، مساحة من الحنين للماضي الفني المشرق ، اضحت في زمننا الحالي عملة نادرة.
الاصوات التي قدمتها الفرقة، باتت تشكل اليوم قوس قزح دائم الاشعاع في افق الغناء العربي، وتواصل الفرقة، التي يقودها الموسيقي واستاذ الرياضيات، الدكتور نزار رضوان، الكشف عن اصوات تبشر بمستقبل غنائي كبير.
في امسية مصطفى دحلة، اعادنا هذا الفنان الكبير الى مرحلة من اروع مراحل الغناء العربي بتقديمه باقة من الموشحات والادوار القديمة، التي تحمل نكهة فنية دائمة لا يزيدها الزمن الا جمالا وتوهجا، وربما لاول مرة، انا على الاقل استمع للقدود الحلبية بهذا الاسلوب الفني الراقي والمتميز، اداء وعزفا. وليس كغناء بمناسبات أفراح ، حيث الضجيج واحيانا العزف غير المهني وبدون انضباط ...
القدود الحلبية هي من الفنون الموسيقية السورية المنشأ، والتي ظهرت وتطورت بمدينة حلب السورية وبالتالي حملت اسمها.
تطور هذا الفن، في زمن القس السرياني مار افرام عام 306 ميلادية، عبر دعوة الناس للصلاة في الكنيسة ، وكان افرام السرياني يلجأ من اجل ترغيب الناس بالحضور للصلاة، الى ادراج الالحان الدينية التي يألفوها في حياتهم وأفراحهم ، ضمن طقوس يوم الاحد ، ومن ضمنها كانت انطلاقة القدود الحلبية التي تعرف باسم قدود مار افرام السرياني ، وهي من اقدم قدود فنية موسيقية ظهرت في سوريا ومدينة حلب بالتحديد، ثم انتشرت وتوسعت على يد العديد من الفنانين والمغنيين من بلاد الشام.
وقد تأثر سيد درويش بهذا الفن الذي اندمج ايضا مع الموشحات والموال والطقطوقة. وربما يعرف القراء بعض هذه القدود ولا يتخيلون فرحا يخلو من الصدح فيها ، ولا يعرفون انها قدود حلبية ، ومنها: يا مال الشام - قدك المياس - تحت هودجها.
ونحن ، اهل فلسطين، والتي هي تاريخيا وجغرافيا وثقافيا جزء من بر الشام، نعتبر هذه القدود جزءا من تراثنا الفني الغنائي، بحيث لا يمكن ان يخلو فرح من ادائها والطرب لكلماتها والرقص على الحانها.
مصطفى دحلة وفرقة الموسيقى العربية، يؤكدون بتلك الامسية، ان قديمنا الموسيقي لا يموت، بل يزداد توهجا مع الزمن... يزداد شوق الانسان اليه ، لأنه ببساطة فن أصيل ينبع من صميم الحس الانساني ، معبرا عن أجمل مشاعر الانسان .
ان الحفاظ على هذا التراث الموسيقي، ونشره وتثقيفف الاجيال الجديدة عليه، هو ليس مجرد امسية طربية، انما مدرسة للسمو بالانسان، واغنائه جماليا وثقافيا، باروع ما في الفن العربي والموسيقى العربية، وحفاظا على التراث ،حفاظا على الهوية الثقافية ، حفاظا على الانتماء الذي لا قيمة للأنسان اذا فقد صلته به .
نبيل عودة – كاتب ناقد واعلامي فلسطيني – الناصرة
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفارقات ثقافية في الثقافة العربية داخل اسرائيل ..!!
- - على هامش التجديد والتقليد في اللغة العربية المعاصرة -.
- رسالة شخصية الى رامز جرايسي وعبره الى كل رؤساء السلطات المحل ...
- نبيل عودة يروي قصص الديوك
- أذواق سيئة وأذواق جيدة
- الكتورة وفاء سلطان تحاور الكاتب نبيل عودة
- سهرة من العمر مع فن محمد عبد الوهاب الخالد
- الجسر
- المعارضة من الداخل ...لعبة سياسية قديمة لحكومات اسرائيل !
- امسية نوسطالجيا (حنين) مع موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب في ...
- العودة الى عالم العقل !
- قصة : خطايا البلدية
- رؤية واقعية...؟
- حسام يبحث عن الحب
- المقامرة الباسكالية
- السيدة المحترمة نجوى
- فرقة الموسيقى العربية لا تتنازل عن طابعها الطربي ، والموسيقى ...
- حتى يهديهما الله ...
- انجاح الإضراب هام ، وفشله سينعكس سلبا على مستقبل نضالنا
- باقون في الفلسفة...!! ( قصة )


المزيد.....




- المتحف البريطاني والمتحف المصري الكبير: مواجهة ناعمة في سرد ...
- مليشيات الثقافة العربية: عن -الكولونيل بن داود- و-أبو شباب- ...
- مليشيات الثقافة العربية: عن -الكولونيل بن داود- و-أبو شباب- ...
- شيرين أحمد طارق.. فنانون تألقّوا في افتتاح المتحف المصري الك ...
- بين المال والسياسة.. رؤساء أميركيون سابقون -يتذكرون-
- ثقافة السلام بالقوة
- هل غياب العقل شرط للحب؟
- الجوائز العربية.. والثقافة التي تضيء أفق المستقبل
- كوينتن تارانتينو يعود إلى التمثيل بدور رئيسي
- لونُ اللّونِ الأبيض


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - القدود الحلبية تصدح في سماء الناصرة