أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تاملات في تراتيل انثى - الحلقة 20














المزيد.....

تاملات في تراتيل انثى - الحلقة 20


محمد سوادي العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 2939 - 2010 / 3 / 9 - 00:53
المحور: الادب والفن
    


الأمنيات في تراتيل أنثى

كثيرة هي الأماني التي يتمناها الإنسان في حياته ويسعى إلى تحقيقها ، وترتبط هذه الأماني بتلك العاطفة الجامحة التي تريد أن تحقق غاية ما ، من خلال ما تتمناه في واقعها ، وفي طبيعة الإنسان الكامنة نشاهد أن الأمنيات لا حد لها ، والتمني عادة طلب للمستحيل إذا خلي وطبعه ... ولو ظهر لك ذلك المارد وقال لك تمنى وسوف أعطيك ما تتمناه لكان الجواب قائمة طويلة ....
وهذا ما لم نره في تراتيل أنثى اذ انها جمعت بين ضدين ففي الاولى جعلت من تلك الأمنيات كبتا في مجاهيل تلك الذات ، إنها لا تريد أن تأخذها أمنياتها إلى ذلك الأمر المستحيل ولا أن تطلب من ذلك المارد أي شيء إنها تقتضب كل أمنياتها ، فهي إنسانة واقعية وتترفع عن طلب المستحيل ، إنها لا تنظر إلى الحياة بنظرة مثالية بل هي تنظر إليها من عين الوجود والواقع

كغمائم حبلى بأمنياتي
( مقطع من القصيدة 17 انتظار )

إنها تسير تلك الغيوم لتكون مطرا لا أمنيات وردية ، وهي فلسفة نراها عند الطبيعيين الذين استهدفوا من الحياة الأمر المحسوس والملموس .
ونرى في الطرف الآخر تلك الشاعرة التي لا تكتفي بنظرة الطبيعة من خلال عين البصر بل تحلق إلى غيمها بوجدان الخيال ، وتسمح لنفسها بالتمني في برج الشاعر حيث تكمن تلك النزعة في لا شعورها ، لا شعور فرضه عليها تلك النفس الشاعرة والتي لا ترى باسا من طلب المستحيل ... وهي بذلك تعطينا فلسفة جديدة عن الإنسان الذي يجمع بين متناقضاته ، فعين ترى أن الواقع هو الذي يجب أن يكون لا ما ينبغي أن يكون ، وبعين أخرى ترى أن ما ينبغي أن يكون هو الغاية وليس ما هو كائن ....

وتقصمني الأمنيات
( مقطع من القصيدة 2 يمارسني الصحو )

وفي عودة إلى ذلك المبدأ الذي رسمته فاطمة وسارت على خطاه ، تنزل من تلك الغيوم لتجد أن التمني ليس بالأمر الممتنع عليها ، وتعيش صراعا بين ما تتنماه وبين وجود فرض عليها بعض الأمور ، ومعركة جديدة تدور ، ويا لها من تراتيل إذ تجمع كل تلك الصراعات ... صراعات حقيقية تحدث للإنسان الذي يريد أن يكون شيئا ما في كل تلك الحشود البشرية....
ولا ترى بدا سوى الرضوخ للأمر الكائن وتقبله رغم علاته وجفاءه

لاختصر فيك الأمنيات
( مقطع من القصيدة 20 منافي )

وكأنه اختزال لكل شيء ويأس من تحقق تلك الأمنيات رغم ترويضها بلبوس الواقع ، اختصار في التمني واختصار في واقع لا مناص إلى الهروب منه ولا خلاص .
ولا ننس أيها القارئ الكريم أن لفظ ( الأمنيات ) جاء في بعض الأحيان على شكل ( رمز ) وهو يتضح لك من القراءة فيما بين تلك السطور الأنثوية ...
إننا نرى في تراتيل أنثى ذلك السخاء فهي لا تبخل على احد في احلك الظروف وأقساها ، وربما نسألها ( هل فاقد الشيء لا يعطيه )
وربما يكون جوابها :

سأمنحك شعائرا
لتأتيك بالأمنيات
( مقطع من القصيدة 8 عطاياي )

فهي إذ لم تستطع أن تحقق الأمنيات ولم يكن في مقدورها إطلاق تلك الأمنيات إلا إنها تمتلك شعائرا وطقوسا تأتي للغير بتلك الأمنيات ...
إنها شعائر تعلمتها من الحياة التي عاشتها ومن تلك النفس الشاعرة وباستطاعتها أن تهبها إلى الغير .
إنها مأساة جديدة ونهاية شكسبيرية عند فاطمة ولكنها مأساة حدثت ودارت بتلك العين الثانية

وعند مفترق الأمنيات
اجتبتني المواجع
( مقطع من القصيدة 26 النأي )

انها مفترق طرق الحياة التي لا تجعل احيانا أي خيار امام الانسان في تقرير ذلك المصير ، الذي قد يشكل نقطة انعطاف مهمة في هذا العالم .

والى لقاء في موضوع جديد من مواضيع تأملات في تراتيل أنثى



#محمد_سوادي_العتابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاءت الي ...!!!
- القانون الانتخابي سرقة لاصوات الناخبين
- تاملات في تراتيل انثى الحلقة 19
- تاملات في تراتيل انثى الحلقة 18
- تأملات في تراتيل انثى - الحلقة 17
- تاملات في تراتيل انثى - الحلقة 17
- تاملات في تراتيل انثى الحلقة 16
- نظرة يتيم
- بلد الماتم والجماجم
- بلد المآتم والجماجم
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 15
- عذرا يا صديقي ؟؟؟
- ليس كهلا !!؟
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 14
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 13
- اتركني ... لأعيش ؟؟؟
- أمطري ... السلام والوئام
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 12
- الطفل يبتسم !!
- رصاصة في الراس تكفي ...!!!


المزيد.....




- تعاون جديد بين دمشق وأنقرة عنوانه -اللغة التركية-
- -ليلة السكاكين- للكاتب والمخرج عروة المقداد: تغذية الأسطورة ...
- بابا كريستوفر والعم سام
- ميغان ماركل تعود إلى التمثيل بعدغياب 8 سنوات
- بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده.. مهرجان الأقصر للسينما الأف ...
- دراسة علمية: زيارة المتاحف تقلل الكورتيزول وتحسن الصحة النفس ...
- على مدى 5 سنوات.. لماذا زيّن فنان طائرة نفاثة بـ35 مليون خرز ...
- راما دوجي.. الفنانة السورية الأميركية زوجة زهران ممداني
- الجزائر: تتويج الفيلم العراقي -أناشيد آدم- للمخرج عدي رشيد ف ...
- بريندان فريزر وريتشل قد يجتمعان مجددًا في فيلم -The Mummy 4- ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تاملات في تراتيل انثى - الحلقة 20