أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - حكومة المنفى كحكومة علاوي غير شرعية و كلتاهما مرفوضة !















المزيد.....

حكومة المنفى كحكومة علاوي غير شرعية و كلتاهما مرفوضة !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 894 - 2004 / 7 / 14 - 05:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


إن الدعوة إلى تشكيل حكومة منفى عراقية مناهضة للاحتلال ليست أمرا جديدا فبعد أيام قلائل على تشكيل مجلس الحكم من قبل الحاكم الأمريكي "بول بريمر " اتصلت شخصية وطنية عراقية هو أيضا رجل دين معروف و مناهض للاحتلال - لن أذكر اسمه الآن لأنني لم أستأذنه في ذلك - بقيادة التيار الوطني الديموقراطي واقترح عليها مناقشة إمكانية تشكيل حكومة منفى . ومع معرفتنا بوطنية وإخلاص الرجل ، وعدائه للدكتاتورية الصدامية وللغزاة الأمريكان معا ، ومع علمنا بنزاهته وكفاءته ، فقد شرحنا لسماحته إننا نرفض فكرة حكومة المنفى جملة وتفصيلا لسبب وحيد ومهم ويتعلق بانعدام الشرعية الشعبية أو الدستورية لأية حكومة من هذا النوع في الوقت الحاضر .
ووضحنا أيضا أن رفضنا لمجلس الحكم المتعاون مع الاحتلال ولوزارته كان بسبب أنها غير منتخبة وغير منبثقة عن كيانية وطنية لها قدرة تمثيلية حقيقية ، بل هي معينة من طرف غزاة أجانب ، وإن فقدان الشرعية هذا ينطبق أيضا على أية حكومة منفى قد يبادر حزب أو مجموعة أحزاب أو شخصية وطنية أو مجوعة شخصيات لتشكيلها ، ولهذا ستكون فكرة حكومة المنفى مرفوضة من قبلنا . ولكل ما تقدم فنحن نقترح عليكم يا سماحة الشيخ التخلي عن هذه الفكرة ! ويبدو أن سماحته اقتنع أو قد تكون الظروف العملية هي التي تولت إقناعه بعدم صوابية ونجاعة مشروع الحكومة المؤقتة في المنفى إذ لم نعد نسمع منه شيئا بخصوصها منذ ذلك الحين .
ومع ذلك فحكومة المنفى ممكنة ومشروعة في حالات خاصة منها مثلا : لو كانت في العراق حكومة منتخبة وشرعية ثم اضطرت بسبب غزو خارجي أو انقلاب أو تمرد عسكري داخلي إلى مغادرة البلاد لكان من حقها أن تمارس أعمالها كحكومة منفى .ولو وجد في العراق برلمان منتخب ولم يمكنه انقلابٌ داخلي أو غزو أجنبي من تشكيل حكومته واضطرت غالبية النواب فيه لمغادرة البلاد لكان من حقهم تشكيل حكومة منفى ، وقد توجد حالات أخرى مشابهة وقريبة إلى هذا الحد أو ذاك من هاتين الحالتين ، بَيْد أن المبدأ الديموقراطي العام يقضي برفض تشكيل حكومات المنفى بإرادات فوقية وطارئة لم ينتخبها أحد ولم تنبثق من مؤسسة أو كيانية مجتمعية تعبر عن إرادة السكان المعنيين .
واليوم تطرح هذه الفكرة مجددا من أطراف متعددة ومختلفة منها الوطني الحريص والمناهض للاحتلال وصنائعه بحق ، ومنها أقارب وحاشية الطاغية الملطخ بدماء الشعب العراقي ، ومنها المليونير الأفاق الذي يريد استثمار ملاينه السحت في السياسة فاستأجر عدة سياسيين وكتبة ليشتغلوا له على هذا المقاولة " حكومة المنفى " ! ويبدو أن بعض المتابعين والقراء قد أساء فهم ما طرحه التيار الوطني الديموقراطي في بيانه الأخير بخصوص المؤتمر التحضيري للمجلس التأسيسي الوطني المستقل والذي سيعقد قريبا في إحدى الدول العربية ، ويبدو أن مقالة السيد أسامة مهدي حول الموضوع والتي نشرت يوم أمس على موقع إيلاف السعودي قد ساهمت في تكريس وتوسيع سوء الفهم هذا .
الواقع هو أن التيار الوطني الديموقراطي - والذي هو ليس حزبا أصلا - يرفض رفضا قاطعا كافة أشكال الحكم والتسلط والإدارة غير الشرعية ، أي التي لا تعبر عن إرادة المحكومين ، وهنا تتساوى عنده حكومة القتلة في نظام صدام التكريتي التي خطفت الحكم بواسطة الدبابة الانقلابية مع حكومة علاوي التي شكلت من قبل سلطات الاحتلال ومع أية حكومة منفى تزعم معارضة الاحتلال والسبب واضح وهو إن هذه الحكومات جميعا قائمة على أساس غير شرعي وغير معبرة عن إرادة المواطنين المحكومين .
لقد قلنا في النبذة التعريفية الخاصة بالمؤتمر التحضيري والتي أسيء فهمها ما نصه (...الأمريكيون جاءوا وهم يرفعون شعار إسقاط النظام الدكتاتوري إلا انهم دمروا الدولة العراقية برمتها ، وهذه الحالة وضعت العراقيين وحركتهم الوطنية ، أمام مهمات من نوع جديد ، إذ لابد من إطار لبناء الدولة العراقية الثانية ، يترافق ويتداخل مع مهمة مقاومة الاحتلال . هذا يستوجب اجتماع كافة العراقيين ، أي ممثلي كل مكونات المجتمع العراقي القومية و الدينية و المذهبية والاجتماعية والمهنية والعقائدية والثقافية ..الخ في مجلس تأسيسي مستقل عن الاحتلال تماما ، حتى يقرروا بالنقاش شكل النظام والدولة الجديدة التي يريدون العيش فيها ، وعن طريق التوافق العام ، يتم وضع الدستور الجديد ، وتقوم الدولة التوافقية الديمقراطية ، وتؤمن كل
أسس الاستقلال الوطني . يترافق انعقاد المجلس التأسيسي ، مع تسمية "حكومة
انتقالية تنفيذية " تستمد شرعيتها من المجلس التأسيسي ، وتقوم بتنفيذ المهامات والواجبات الآنية ، بما في ذلك وأساسا بحث قضايا الانسحاب الأمريكي وهو ما تضطلع به الحكومة حتى لا تتأخر هذه المهمة الملحة ، بإشراف مباشر من المجلس التأسيسي ، الذي قد يطول انعقاده لحين تامين التوافق العام ...انتهى الاقتباس )

واضح من هذه الفقرة أن لا التيار الوطني الديموقراطي و لا أي فصيل آخر متحالف معه يدعو إلى تشكيل حكومة منفى فهذه الحكومة لا شرعية لها ما لم تنبثق عن انتخابات حرة أو عن مجلس تأسيسي له قدرة تمثيلية حقيقية ووجود مؤسساتي على أرض العراق .
أما "الحكومة التنفيذية "التي ورد ذكرها في الفقرة السابقة فهي تلك التي يشكلها ذلك المجلس التأسيسي الوطني المستقل الذي يجب أن يعقد على أرض العراق ويعبر عن إرادة العراقيين وفق آلية محددة وهي ستكون حكومة تنفيذية إدارية ذات مهمات واضحة ومحددة تنحصر في إدارة عملية مناهضة الاحتلال والإشراف على انسحاب قواته وفق جدول زمني معلن وكل حكومة أخرى - سواء كانت معينة من قبل الاحتلال أو من قبل مجاميع من السياسيين في المنفى أو في الداخل - ستكون نافلة ولا شرعية .
إن خطورة الوضع الحالي تتطلب من الوطنيين والاستقلاليين العراقيين المخلصين الالتفاف حول شعار المجلس التأسيسي الوطني المستقل ليكون هو المعبر الحقيقي وبالأرقام والوقائع عن إرادة الشعب العراقي والنأي عن صراعات الديكة والصفقات غير النزيهة حول الألقاب والصفات والمناصب ، وعدم التضحية بالصالح العام والثوابت الوطنية الكبرى من أجل وجاهة فارغة أو شهرة بائسة أو كسب مادي زائل ومخضب بدماء الضحايا وجعل الفيصل والمقياس الحقيقي في المفاضلة والتقييم للكفاءة والنزاهة والدرجة العلمية والتاريخ الشخصي والمواقف من الاحتلال والدكتاتورية .
أما مجموعة أحزاب بريمر التي تتشكل منها حكومة علاوي فهي ستواصل جهودها لتكريس دكتاتوريتها على الشعب العراقي وإلغاء الحضور الوطني المناهض للاحتلال بمساعدة مباشرة من دبابات ذلك الاحتلال ولكن هذه الأحزاب وحكومتها ستنهار كقطع الدومنيو بمجرد عبور أول دبابة أمريكية للحدود العراقية هاربة نحو الخارج !



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانمساخ من مداح للطاغية صدام إلى مروج لحكومة -الوايرات - !
- الطائفيون وحقوق الإنسان وأكذوبة الستين جثة .
- من ينقذ البعثيين العراقيين من أنفسهم ؟ دفاعا عن الشعب العراق ...
- حول المفاوضات بين - البعث الصدامي - وسلطات الاحتلال :
- جواسيس يحاكمون طاغية والشعب مُغَيَّب !
- المبسط في النحو والإملاء : الفرق بين الضاد والظاء
- الجريمة الطائفية في الفلوجة طعنة نجلاء في ظهر المقاومة !
- لجنة الحقيقة والمصالحة : ضمان حقوق الضحايا دستوريا واستثناء ...
- تجربة لجنة الحقيقة والمصالحة : نظام البعث استورد التعذيب الش ...
- تجربة لجنة الحقيقة والمصالحة : و معادلة العفو المشروط مقابل ...
- تجربة جنوب أفريقيا أكدت: تحقيق العدالة يؤدي إلى المصالحة ولي ...
- فضيحة الوزير الجلاد: التصفية العادلة لملفات القمع الشمولي وت ...
- المبسط في النحو والإملاء الدرس الثامن والأربعون / التمييز / ...
- توضيح ومناشدة : لتكف الأقلام العراقية الوطنية عن الاحتراب ال ...
- المبسط في النحو العربي والإملاء الدرس السابع و الأربعون : ال ...
- الزرقاوي أخطأ العنوان في كل مرة وليس هذه المرة فقط !:
- محاولة عقيمة أخرى لتكريس الجلبي زعيما طائفيا بعد تصفية الصدر ...
- قصة السيد العلوي والطبيب القواد .
- حين ينعت اليساري الكادحين في تيار الصدر بالرعاع !
- من رفض وثيقة السلام في النجف وكربلاء: السيد الصدر أم مهندس ا ...


المزيد.....




- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - حكومة المنفى كحكومة علاوي غير شرعية و كلتاهما مرفوضة !