أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد شريف الجيوسي - هل يمكن أن يعود اليمن سعيداً














المزيد.....

هل يمكن أن يعود اليمن سعيداً


محمد شريف الجيوسي

الحوار المتمدن-العدد: 2933 - 2010 / 3 / 3 - 00:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كان اليمن العلامة الفارقة الوحيدة عربياً أو تكاد في تسعينات القرن الماضي حيث تحققت وحدة شطريه رغم محاولات الردة بعد أقل من 4 سنوات بدعم أطراف أزعجتها وحدة اليمن فتلاقت المتناقضات في الانفصال، فيما اعتبر الانفصاليون ؛ الوحدة ، محاصصة مشرعنة وليست اندماجاً.
واستطاعت القيادة اليمنية استرداد أجزاء من اليمن الطبيعية ( من كلٍ من عمان والسعودية) عبر الحوار والمفاوضات دون منغصات تذكر ، وزاد اكتشاف البترول وإن بكميات متواضعة أهمية اليمن التي اتجهت نحو التحديث والمأسسة والعصرنة بالقياس للسابق .
لكن اليمن فيما يبدو لم يعط بالاً لبعض القضايا فالساعون إلى الانفصال الذين فجروا حرب ( القبائل الماركسية ) ضد رفاقهم واتوا على إنجازات عقدين حققوها بمعونة السوفييت ، هؤلاء لن تردعهم هزيمتهم في حرب الانفصال ذلك أن الحرب لم تستأصلهم ، ولا بد أنهم سيعملون لتحقيق حلمهم الغبي بالانفصال عند أول منعطف إقليمي أو دولي ، مستغلين عدم تنبه السلطات للقضايا المطلبية الملحة وأهمية كسب الشارع الجنوبي في مواجهة أولئك . وتوفر أخطاء كانت جسيمة أحياناً .
وحيث أن الغرب وبخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل ليس من مصلحتهم تحقيق أية وحدة عربية أو غيرها في معزل عن الهيمنة الكلية عليها وضمان استمرار الهيمنة، فقد التقت مصالح الجنوبيين الانفصاليين الماركسيين مع الإمبرياليين الأمريكان وحلفائهم .
ووجد الحوثيون أنفسهم ؛ الذين كانوا في يومٍ حلفاء لأطراف تولت دعم الانفصاليين أيضاً ، أمام فرصة تاريخية ، يستطيعوا من خلالها أن يشبّوا عن الطوق ، وأن يفرضوا على النظام السياسي المركزي بعض شروطهم ومطالبهم . وحيث لم تقدر السلطات اليمنية حجم قدراتهم العسكرية (بغض النظر عن كيفية تحققها) فقد ضاعت فرصاً بالنسبة لليمن ( النظام السياسي والحوثيين ) بديلاً عن توجيه اتهامات غير أكيدة ، ودفع الحرب نحو التوسع جغرافياً وأطرافاً.
وبالتزامن مع إتساع رقعة وأطراف الصراع ، دخلت القاعدة على خط اليمن وفتحت أو هددت بفتح جبهة جديدة في اليمن. وجاءت فكرة مؤتمر لندن ، لتدفع أطرافاً يمنية بعيدة عن الصراع إلى واجهته من قبائل وأحزاب معارضة ( كل على حدة ) معلنة رفضها لأي تدخل في الشأن اليمني .
وبهذا المعنى تعددت اطراف الصراع الداخلي ( الحراك في الجنوب او الانفصاليين والحوثيين والقبائل وأحزاب المعارضة فضلاً عن النظام السياسي للدولة) ومن وفي الخارج استتبعت حرب الحوثيين دخول أطراف أخرى إقليمية ودولية أحدها القاعدة . وهو الأمر إن تكرس يعني تدويل الصراع في اليمن ، ولن يكون تدويله بحال في صالحه أو في صالح أطراف الصراع الداخلية . بل إنه لن يكون في صالح الإقليم على المدى المتوسط .
إن دروس العراق وأفغانستان والصومال ماثلة في شأن التدخل الخارجي في الشأن الداخلي والذي يتحول بالضرورة إلى احتلالات ، والاحتلالات لا يمكن ان تكون في صالح شعب أو دولة أو أمة.
من هنا لا ينبغي أن نكرس الاحتلالات تحت أي ذريعة أو مبرر مهما بدا خدّاعاً ووجيها . ومهما بلغت الأخطاء والعسف حداً غير محتمل ، فإن الأشد سوءاً ، دخول الأجنبي لجنبات البيت الداخلية ، وفرض حمايته على البيت وأهله ، وقتها لا فائدة ترتجى من أي إصلاح مزعوم ، أو فرض للشروط ، ولا قيمة تذكر لمعاني السيادة .
إن الخيار الوحيد المطروح على اليمنيين حكاماً ومحكومين دون استثناء ، الاستيقاظ جيداً مما يدبر لهم ، والعودة للحوار المباشر والصريح والهادئ المتصل ، وفق أجندة محددة محاوراً وجدولاً زمنياً ، حتى الوصول إلى حلول ، والتخلي عن عقلية الغالب والمغلوب و الثأرية ، لأنه دون ذلك سيكون الجميع مغلوبين ، ويضيع اليمن ، الذي يمكن أن يعود سعيداً بالوحدة والتفاهم والإصلاح .
[email protected]






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يقول ابن لادن في خطابيه الأخيرين ؟
- العلاقات والمصالح الإسرائيلية الأذرية
- وقف الحرب في صعدة ، كيف ، والخطوة التالية
- - تسفيه الحذاء- باستخدامه في غير موقعه
- القمة السورية الليبية
- الحرب الجيوفيزيائية : زلزال هاييتي .. امتداد كارثي .. لتسونا ...


المزيد.....




- خبير يقدر تكلفة تعطل خدمات أمازون وسط انقطاعات واسعة حول الع ...
- -ضيعتني-.. تامر حسني يدعم ماس ابنة الراحل محمد رحيم في أغنيت ...
- إسرائيل تجدّد غاراتها على جنوب لبنان.. وبرّي يعلن سقوط مقترح ...
- الأطباء يحذرون: غياب الشباب عن التجارب السريرية قد يعرّضهم ل ...
- السودان: قوات الدعم السريع تستهدف مدينة الأبيض ونزوح جماعي م ...
- وداع رسمي وشعبي لمفتي إثيوبيا الراحل الحاج عمر إدريس
- اتهام كابتن يمني بخطف أربع طائرات يشعل المنصات
- الأنفاق السرية للنازية.. سياحة في قلب تاريخ مظلم
- هل تعيد نتائج الانتخابات في قبرص الشمالية مسار الحل الاتحادي ...
- تدابير مفيدة لمواجهة تصيد البيانات


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد شريف الجيوسي - هل يمكن أن يعود اليمن سعيداً