أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد شريف الجيوسي - ماذا يقول ابن لادن في خطابيه الأخيرين ؟














المزيد.....

ماذا يقول ابن لادن في خطابيه الأخيرين ؟


محمد شريف الجيوسي

الحوار المتمدن-العدد: 2931 - 2010 / 3 / 1 - 03:36
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



يعتبر خطابا أسامة بن لادن الأخيران ؛ مختلفان عن غيرهما في الشكل والمضمون .. واللافت أنه لم يفصل بينهما فترة زمنية طويلة ، وان الخطاب الأخير منهما اعتنى بقضية بيئية تهم العالم بكليته وليس قومية بذاتها أو ديناً بعينه أو جماعة أو قارة أو تحالفاً دون غيره، ما يوضح أن القاعدة معنية بمتابعة مختلف الأحداث ، ولم تعد فقط معنية بتنفيذ عمليات ضد أهداف أمريكية أو حليفة لها .
إن اختيار إبن لادن لقضية الاحتباس الحراري ، كقضية إجماع عالمي من وجهة علمية على الأقل ، لا يترك للغير مجالاً للتشكيك بنظافة المطلب ( بغض النظر عن التأويلات الذي قد تطرح هنا أو هناك ومدى دقتها) فالعالم ماض هرولة نحو الاندثار في حال استمرار الدول الصناعية الكبرى وبخاصة الولايات المتحدة في تجاهل الانبعاثات الحرارية على النحو الراهن بل والمتصاعد .
لقد حمّل ابن لادن أمريكا مسؤولية الاحتباس الحراري برفضها التوقيع على اتفاقيات كيوتو، وفي اعتبار الاحتباس ليس ترفاً ، وأنه بمقاطعة الصناعات الأمريكية والدولار ( تقليص اضطراري ) لإنبعاثات الطاقة الضارة المتصلة بالصناعات الأمريكية الأضخم.
وفي الخطابين ميزة الإيجاز ( وبخاصة الخطاب الأول ) وبلاغة التعبير والربط المحكم بين أطراف معانيه ومقاصده ، وكان ( على خلاف الخطاب العربي والإسلامي ) المعتاد غالباً ، الذي يتميز بالاستطراد وبتجاهل أسلوب الغرب في الخطاب والمعاني التي تحرك مشاعره أو تضغط على مصالحه أو تحرك الجوانب الوجدانية فيه . كما كان على خلاف خطاب ابن لادن المعتاد سابقاً . وربما كان الخطاب نتاج مراجعة شاملة لعمل القاعدة ، ومقدمة لمرحلة جديدة لعل أبرز مؤشراتها توسيع دائرة الاهتمامات ، والتركيز على العدو المركزي ( الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ) وعدم التطرق بالعداء كالسابق لأي طرف عربي او إسلامي ، ومحاولة التمييز بين أمريكا واوروبا ( من خلال الدعوة لمقاطعة المنتج الصناعي والدولار الأمريكيين) ، وفي ذلك تحييد لأوروبا .
ومع ذلك فهناك تمييز أيضاً بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ، فالموقف من أمريكا يتعلق باستمرار دعمها المطلق لإسرائيل ، وليس اعتباطاً أو رغبة باستعدائها .. هكذا حاول ابن لادن أن يطرح القضية ، بل إنه كما في رسالته الأولى ، دعا واشنطن للحوار ! عندما قال أن استهداف أمريكا بالطائرات ناتج عن عدم إمكانية محاورتها بالكلمات . وفي ذلك بلاغة في التعبير ومن موقع أنفة . وهي دعوة أكثر من كونها غير مباشرة للحوار فيما أرى .
وفي ظني أن القاعدة لن تغيب طويلاً في بياناتها كما سابقاً ، وانها مع ازدياد الجماعات المنضمة إليها والعاملة تحت مسماها ، باتت أحوج لعقل مركزي يضبط وقع خطاها وبوصلة حركتها ، ومن هنا فرسائل ابن لادن اللاحقة لن يكون معني بها ( الغير ) فحسب وإنما كل المنضمين إليها ممن قد يكون الاتصال بهم ليس وثيقاً أو ممكنا ، كما قد تشكل تصحيحاً لرؤية الآخرين لها .
ويتوقع أن تكون أهداف القاعدة مستقبلاً أكثر إيلاماً من جهة وأكثر تحديداً وتقليصاًَ للجهات المستهدفة بها ، من خلال تحييد أوروبا والدول العربية والإسلامية والتركيز على أهداف أمريكية وإسرائيلية ، تطال مؤسسات إقتصادية ومالية فيهما إلى جانب كونها ستطال أهدافاً عسكرية . وقد لا يعجب الفهم الجديد لطبيعة الصراع بعض شرائحها أو جماعات منضمة إليها ، فتكوّن حالة أكثر تشدداً ، فيما قد تكسب القاعدة بالعقلية الجديدة وأولوياتها المعنية بخطاب أشمل واهتمامات أوسع وحنكة اكبر ، أقول قد تكسب آخرين ممن كانت تصنفهم حتى وقت قريب بالأعداء . أو كانوا ينظرون إليها نظرة عداء .



#محمد_شريف_الجيوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات والمصالح الإسرائيلية الأذرية
- وقف الحرب في صعدة ، كيف ، والخطوة التالية
- - تسفيه الحذاء- باستخدامه في غير موقعه
- القمة السورية الليبية
- الحرب الجيوفيزيائية : زلزال هاييتي .. امتداد كارثي .. لتسونا ...


المزيد.....




- بايدن يصرح لـCNN بنصيحة أوباما له بشأن الانتخابات المقبلة
- مناورة -غير عادية- لمقاتلات روسية قرب أمريكا.. ومصدر يوضح ال ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي دفن فلسطينيين في مقبرة جماعية داخل مجم ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عدم تجديد تفويض بعثة تابعة له لتدريب ا ...
- الرئيس الأمريكي يحذر إسرائيل من تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى ...
- 5 دول تتجه للاعتراف قريبا بدولة فلسطين
- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد شريف الجيوسي - ماذا يقول ابن لادن في خطابيه الأخيرين ؟