أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد الخمسي - النقد الذاتي مهمة صحفيي الضفتين














المزيد.....

النقد الذاتي مهمة صحفيي الضفتين


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 2930 - 2010 / 2 / 28 - 14:37
المحور: الصحافة والاعلام
    



اتفق صحفيو اسبانيا والمغرب على مبدأ النقد الذاتي كموجه للسلوك الإعلامي في المستقبل، انطلاقا من رصيد دق طبول الحرب الوحيد المتوفر في جعبة الإعلام بين البلدين. كان ذلك أثناء اللقاء الذي نظمه مركز الذاكرة والمستقبل بالرباط في الأسبوع المنتهي.
كما اتفقوا على توحيد الآليات بين الصحفيين، بين المغاربة والإسبان، قد تمتد للمنطقة المغاربية، حسب مقترح بيدرو كاناليس.
وقد أثير في النقاش الانفتاح من جهة على تعلم اللغات لاستكمال مقومات استيعاب الآخر. بينما يتحصن البعض الآخر في لغته الوطنية وهو يدعي تفهم أدق تفاصيل في الضفة الأخرى. مما أوكل الأمر إلى الأجيال الصاعدة من بين الإعلاميين، والذين يدعمون مصادرهم بأرصدة المعلومات من اللغات الأصلية للقضايا والأوضاع، مادة المنتوج الإعلامي. لكن النقاش كان عبارة عن بوح تلقائي، أنتج الأسئلة أكثر من الأجوبة. وذلك في سياق أربع لقاءات آتية: بين الإعلاميين. بين الأكاديميين. بين منظمات المجتمع المدني. بين السياسيين.
I
ما المطلوب من الإعلاميين في إسبانيا؟
ما المطلوب من الإعلاميين في المغرب؟
أليس المطلوب من الطرفين كل على حدة، الدفاع عن مصلحة بلده قبل أي هدف آخر؟! ثم وضمن خدمة هذا الهدف بعينه، ألا يستوجب الأمر تليين الاختلاف المفاجئ الواقع على الضفة الأخرى، في الطباع والموروث والمقومات المكتسبة؟ أليس المفترض هو تخفيف نتوءات وملامح الاختلاف، قصد تخفيف الصعوبات بهدف تقريب المصالح الآنية والمستقبلية من بعضها؟! كيف نردم الحفر والتضاريس من أجل تسوية الأرضية المشتركة في النظر والعمل من منطلقات متقاربة؟! أم تغلب الخصوصيات على ما توفره العولمة من مستجدات لأجيال الأبرياء الصاعدين؟!
أصبح المغرب، على قدم المساواة مع سويسرا والنرويج، أكثر من شريك ولو أنه أقل من عضو في الاتحاد الأوربي. وها هي إسبانيا رئيسة للاتحاد الأوربي طيلة الأشهر الستة الأولى من 2010، فما هو دور الإعلاميين في البلدين لتسهيل مهام السياسيين، لفائدة البلدين؟ أم مهام الإعلاميين رفع وتيرة الدق في طبول الحرب؟
في هذا المستوى كان اتفاق صحفيي البلدين على مبدأ النقد الذاتي علامة دالة على ضرورة تجاوز منطق الإساءة للبلد الثاني، إما اتباعا لأجندة غير إعلامية أو كسبا لشرائح متخلفة من القراء. أو استجابة للوبي ثالث يهمه الإبقاء على التوتر بين البلدين.
II
يستطيع الصحافيون خلق قيم إعلامية مضارباتية، أي خلق ظلال للأوضاع. ومعاني للمباني والبنيات والمؤسسات. لكن، من المؤلم أن يتمادى الصحفي في حفر الحفر عبر تمديد ظلال الحفر الأصلية لتظهر للمستهلك لمنتوجه الإعلامي كما يتخيل ويشتهي أن يراها، وأكثر إيلاما أن يرفع ظلال الأسوار أعلى من العلو الحقيقي للأسوار المبنية في وجه أبناء الضفة الثانية. سواء من هنا أو هناك.
ولا مفر للصحفي من أن يجري وراء شهوات المتلقي لمنتوجه الإعلامي، إذا لم يكن يتوفر على قدرة إقناع لقارئه. سوف يسرع الخطى لتلبية الرغبات. عبر أقرب المسالك الشعبوية. وتصبح الصحافة مادة استهلاكية على الأمد المباشر، تصلح لسلة النفايات مباشرة بعد بلوغ الشهوة، عبر العناوين أو التعليقات أو الصور المغرقة في كونها لا أكثر ولا أقل من مرايا تعكس الغرائز.
أن يكتب الصحفي من زاوية الإغراق في الوجه الشعبوي من العرقية أو الوطنية أو الإثنية أو الطبقية أو الفئوية أو الدينية، فتلك مسالك سهلة تعيد إنتاج المتداول ولا تساهم في الأوراش الكبرى المنتظر الاستفادة منها على المدى المتوسط والبعيد. بل لا تكاد تساوي قيمة غير السلع المهربة من مستودعات الغرائز إلى أسواق الإشاعة، موضوعة على الطرقات.
إن الترفيه على القارئ مطلوب لتعويده على طلب المنتوج الإعلامي. لكن الشحن الشوفيني للقارئ على حساب العلاقات الخارجية المتوازنة، استجابة بفلوفية شرطية غير ملائمة للعقلانية المركبة المحسوبة في آفاق العلاقات الخارجية.
إن العلاقات الخارجية لهي أشد الحقول صعوبة للكتابة الصحفية. فقد تكرس الكتابة الصحفية التخلف المنتشر في دوالب الدبلوماسية الرسمية. وقد تضع أمام آلة الدبلوماسية الرسمية النشيطة ركاما من المعلومات والآراء في غير محلها. فتصبح المقالات الصحفية، عوض أن تجسد أكاليل من الورد لتحبيب الشعوب المتجاورة في إعادة النظر فيما يفرقها لفائدة ما يجمعها، تصبح مزابل تزكم الأنوف بما لا يقبل من روائح مسممة للذوق المجاور.
III
أليست التاريخانية بالتفسير البسيط موضعة المفاهيم في مجرياتها التاريخية، كنوع من التبيئة وشرط من شروط الملاءمة، حتى يصبح استنبات مصطلع عالمي ذي منشأ خارجي بعيد قادر على النمو في بيئة محلية مغايرة. وبالتالي توفير مقتضيات التحول من حالة الأفكار المستوردة إلى أوجه من الثرات المحلي المتجدد بوجه عالمي مكيف مع الظرفية بل مع المرحلة بل مع العصر.
إن ربط الآلة الإعلامية مع المهام الاستراتيجية لكل من التعليم المعمم (للمعلومات والقواميس والبنيات والمؤسسات) ومن البحث العلمي المعمق (للمفاهيم والقيم والمنظومات والأنماط)، يفرش للرأي العام طريقا فسيحا يلزم السياسيين بالاعتدال في ميكيافيلتهم كما يكشف عن تطرف المنافع لدى المستثمرين في الاقتصاد على حساب الإنسان. والتاريخانية آلية من آليات توليف المنتوج الصحفي مع مقتضيات الحاضر والمستقبل معا، بألوان لا تتجاهل حساسيات الماضي في أوسع نطاق. بلا هلامية عالمية ولا انغلاق محلي شوفيني.



#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النخبة أمام المرآة II و III
- النخبة المغربية أمام المرآة
- نطفة الجهوية في رحم الدمقرطة
- الجهوية: هل ترتد النخب عن جرأة الملك؟
- هندسة التحالفات المختلة
- أوراق الجهوية 2 الطبقة الوسطى محتوى القيادة الجهوية
- أوراق الجهوية 3 الأقطاب الإيديولوجية الثلاثة من المنظور الجه ...
- أوراق الجهوية 4 مغرب الجهات خزان للاقتصاد المنتج الموسع
- أوراق الجهوية 1 الجهوية وقطيعة الفكر السياسي
- أوراق الجهوية في المغرب
- دردشة مع سمبريرو
- من أجل الجسور الواصلة
- الطبقات المتوسطة وانتخاب الغرف المهنية؟
- في عرض البحر السلطة والمخدرات والقتل
- العدالة والتنمية ومكتسبات الشمال؟
- من السياسات العمومية إلى دور العمال في الأقاليم المغربية
- ما هذا الانحطاط في الإدارة الترابية بشمال المغرب؟
- تحت الظل الثقيل لمتابعة العقيد القدافي للصحافة المغربية أمام ...
- الانتخابات أرقام وشكليات أم بوصلة؟
- لخبطة -التحالفات- في الانتخابات بالمغرب الدولة مسؤولة


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد الخمسي - النقد الذاتي مهمة صحفيي الضفتين